سكان سامراء يشربون مياها ملوثة ويتحدثون عن «معابر إسرائيلية»

TT

تحدث قادمون من مدينة سامراء (شمال بغداد) عن الاوضاع المزرية التي يعيشها مواطنو المدينة جراء الضغط الذي تمارسه القوات الاميركية على المدينة. وشبهوا المعابر التي تقيمها على جسر المدينة بانها «معابر اسرائيلية».

وقال محمد السامرائي، الذي قدم اول من امس الى بغداد هربا من تلك الاوضاع، ان سكان المدينة يشربون مياها ملوثة بانواع من البكتيريا حيث ظهرت الفحوصات المختبرية التي اجريت على عينات منها انها غير صالحة للشرب بسبب تلوثها بالجراثيم والبكتريا، فيما يعاني السكان من تدهور الخدمات البلدية والصحية، فيما يمكن وصف الحالة بانها «عقوبة جماعية على سكان المدينة» على حد تعبير السامرائي.

وكادت محادثات غير معلنة جرت قبل اسابيع بين ممثلين عن الحكومة العراقية واعيان المدينة ان تنتهي الى حل مرض للاطراف المعنية بتطبيع الاوضاع في المدينة حيث تعتقد الحكومة العراقية ان المدينة تحولت الى وكر للجماعات الارهابية، وخاصة من اتباع المتشدد الاصولي ابو مصعب الزرقاوي، وهذا ما لم ينفه السامرائي لكنه اوضح قائلا: نعم هناك اعضاء في المقاومة ينشطون في المدينة لكنهم ليسوا من اتباع الزرقاوي بل هم من ابناء المنطقة.

وقال السامرائي، الذي جاء مع عائلته الى بغداد هربا مما وصفه بـ«الجحيم»، ان القوات الاميركية فرضت اجراءات امنية مشددة خارج نطاق المدينة حيث ان الجسر الوحيد الذي يصل الى المدينة يفتح يوميا من الساعة السابعة صباحا الى العاشرة ثم يغلق ليفتح من جديد في الواحدة ظهرا الى الساعة الرابعة عصرا ولن يسمح لاي شخص الدخول عبر الجسر بعد الاوقات المحددة، ما ادى بسكان المدينة الى التهكم على الوضع ووصف الاجراءات بانها تشبه معابر اسرائيل التي تغلق وتفتح امام الفلسطينيين في اوقات معينة.

وعن ادارة المدينة قال السامرائي: المدينة تدار الآن من قبل ابناء سبع عشائر من سامراء لكن هذه العشائر تتناحرها الاهواء وبريق المناصب.

ولا يتفقون على رأي واحد لمواجهة مسؤولياتهم خاصة ان الحكومة العراقية قررت تخصيص ملايين الدولارات لاعادة اعمار المدينة، ولكن الصراعات بين ابناء العشائر تحول دون تطبيع الاوضاع هناك والشروع بحملة الإعمار.