اليمن: الأحكام ضد 6 متهمين في تفجير المدمرة «كول» في 29 سبتمبر

القاضي الهتار: نتائج طيبة للحوار مع 283 من أتباع الحوثي ومشتبهي «القاعدة» بنبذ العنف

TT

قررت محكمة ابتدائية في صنعاء حجز قضية تفجير المدمرة الاميركية كول للحكم يوم 29 سبتمبر (أيلول) الحالي والمتهم فيها 6 أشخاص بينهم 5 يحكمون حضوريا وواحد غيابيا.

وكانت المدمرة «كول» تعرضت لتفجير بقارب مفخخ عليه انتحاريان في ميناء عدن اليمني في 12 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، وأودى بحياة 17 عنصرا من البحرية الاميركية. وفي جلسة أمس التي رأسها القاضي نجيب القادري الذي ينظر القضية التي تعد من اخطر القضايا التي ينظر فيها القضاء اليمني، جددت النيابة العامة اتهاماتها للمتهمين الستة بتشكيل عصابة مسلحة والانتماء الى تنظيم «القاعدة» ومهاجمة المدمرة «كول» وتعريض النقل البحري في المياه اليمنية للخطر. وطالب ممثل النائب العام بمعاقبة المتهمين وإدانتهم لقاء هذه التهم وفقا للقوانين اليمنية السارية في الوقت الراهن ومصادرة المضبوطات التي استخدمت في عملية التفجير، بينما بدأ المحامي عبد العزيز السماوي مرافعته الأخيرة عن المتهمين بالترحم على الضحايا الاميركيين الذي لقوا حتفهم في هذه الحادثة وقدم التعازي لأهاليهم وطالبهم بمراجعة أنفسهم من التهم التي وجهوها ضد موكليه الذين وصفهم بالأبرياء. وأكد على ضرورة معرفة المكان الذي يوجد فيه المتهم الرئيسي في هذه المحاكمة عبد الرحيم الناشري الذي اعتبرته هذه المحكمة فارا من وجه العدالة وتمت محاكمته على هذا الأساس. وأشار الى ان النيابة العامة أكدت اعتقاله في الولايات المتحدة. ودعا الى إيقاف المحاكمة الى ان تسلم أميركا عبد الرحيم الناشري. وقدم في هذه الجلسة التي حضرها 5 من المتهمين وكانوا يقبعون في قفص الاتهام، وثيقة من شركة «سوني» اليابانية أفادت فيها بعدم صلاحية الكاميرا التي قالت النيابة العامة اليمنية انها استخدمت في التصوير لحادثة «كول» عند وقوعها، وقال ان النقاء منعدم في هذه القضية ويفتقر الى المصداقية في ما ادعته النيابة تجاه موكليه. ويحاكم في هذه القضية حضوريا كل من: جمال البدوي وفهد القصع ومأمون امصوة وعلي محمد المركب ومراد السروري بينما يحاكم غيابيا المتهم الأساسي عبد الرحيم الناشري. وقد اعتبر جمال البدوي هيئة الادعاء غير شرعية وانه لا يعترف الا بسلطة القاضي الشرعي، بينما قال مأمون امصوة ان حادثة «كول» وقعت ولم يكن في اليمن وانه كان في أفغانستان من قبل تلك الواقعة بأسبوعين وانه لم يعلم بهذا الأمر الا بعد 6 أشهر من وصوله الى اليمن بعد ان اعتقل في السعودية عام ومن ثم تم تسليمه الى اليمن. أما السروري فقد أنكر مسؤوليته في توزيع بطاقات هوية مزورة كونه موظفا بسيطا في الأحوال المدنية.

من جهة أخرى، أفاد رئيس لجنة الحوار مع المتهمين والمنتمين لتنظيم «القاعدة» والمجاميع الأخرى من الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين في اليمن القاضي حمود الهتار، بأن لجنته انتهت خلال الأيام القليلة الماضية من الجولة الرابعة للحوار والتي شملت 176 من أتباع حسين بدر الدين الحوثي الذي أعلن عن اغتياله في محافظة صعدة الجمعة الماضي، إضافة الى 107 من الشباب المشتبه في انتمائهم لتنظيم «القاعدة».

وقال أمس إن من تم التحاور معهم (283 من أتباع الحوثي ومشتبهي «القاعدة») اقتنعوا بنتائج الحوار الذي انتهى معهم الى نتائج طيبة، وأكدوا التزامهم بالدستور والقوانين النافذة والبعد عن العصبية المذهبية ونبذ العنف والتطرف والحفاظ على الأمن والاستقرار، وذلك بحسب صحيفة «أخبار اليوم» اليومية الصادرة في صنعاء أمس.

وأوضح القاضي حمود الهتار أن اللجنة ستستمر في الحوار مع أعداد أخرى خلال الفترات القادمة وأن مهمتها في هذا الخصوص لن تتوقف.

وقال ان من تم الحوار معهم من أتباع الحوثي أكدوا التزامهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) واعمال القواعد المتفق عليها في تفسير الآيات وشرح الأحاديث واستنباط الأحكام والتزامهم بالثوابت الدينية والوطنية والنظام الجمهوري وبطاعة ولي الأمر وبالدستور والقوانين النافذة وترسيخ وحدة الأمة واحترام اعلامها وعلمائها وفي مقدمتهم صحابة رسول الله وتأكيدهم الابتعاد عن المذهبية العصبية القبلية مع الالتزام بآداب الحوار ومنها نبذ العنف في المساجد او غيرها، وممارسة حرية التعبير عن الرأي وفقا للضوابط الشرعية والدستورية.

وأضاف القاضي الهتار ان الذين تم الحوار معهم من الشباب المشتبه في انتــــمائهم لـ«القاعدة» التزموا بنبذ العـــــنف والتطرف وطاعة ولي الأمر وبالالتزام بالدســـتور والقوانين النافذة والمحـــافظة على الأمن والاستقرار واحترام حقــوق غير المسلمين ومنها حرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم واعتبار الإذن الذي تمنحه السلطات لشخص ما لدخول اليمن أمانة حتى يلغى بقرار من السلطة قانونا، إضافة الى التزامهم بعدم التعرض لسفارات ومصالح الدول التي تربطها معاهدات مع اليمن.

الى ذلك، كشفت تقارير صحافية في صنعاء عن فشل من وصفته بـ«إحدى المجموعات» في تنفيذ مخططها الذي استهدف القيام بأربع عمليات تفجير واغتيالات في شركة «هنت» الاميركية وشركات غربية وبعض السفارات والمنظمات في اليمن بداية الأسبوع الحالي.

وقالت صحيفة «الجماهير» الأسبوعية الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن والصادرة أمس في صنعاء، ان مصادر أمنية يمنية أكدت للصحيفة تمكنها من اعتقال هذه المجاميع وضبط ما بحوزتها من مواد متفجرة، وان التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة هويتهم.