جنوب أفريقيا تعترف بـ «الجمهورية الصحراوية»

TT

الرباط ـ حاتم البطيوي: في خطوة اعتبرت مفاجئة ومفارقة في حد ذاتها، اعلنت جنوب افريقيا عن اعترافها بـ«الجمهورية الصحراوية» التي اعلنتها من جانب واحد جبهة البوليساريو عام 1976 .

وجاء الاعتراف في وقت يشهد فيه ملف نزاع الصحراء تفاعلات لجهة ايجاد حل سياسي مقبول ومعقول له بتشجيع من اطراف دولية متعددة وفاعلة، كما جاء الاعتراف استباقا لما أفادت به مصادر دبلوماسية من ان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد يعلن يوم الثلاثاء المقبل امام الجمعية العامة للامم المتحدة، مبادرة جديدة لوضع حد للنزاع الذي طال أمده، بيد ان مصادر مغربية مطلعة اتصلت بها «الشرق الاوسط» رفضت الادلاء بأي تعليق حول المبادرة الملكية المرتقبة.

وكانت وزيرة الخارجية الجنوب افريقية نكوسازانا دلاميني ـ زوما قالت امس ان جنوب افريقيا قررت اقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية. وقالت الوزيرة: «تماشيا مع مبادئ الاتحاد الافريقي والامم المتحدة واهدافهما قررت جمهورية جنوب افريقيا والصحراويين اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء اعتبارا من الاربعاء». واشارت الوزيرة الى انها تأمل الا يؤدي هذا القرار الى «خلاف» مشددة على ان جنوب افريقيا، اوضحت وبررت قرارها لدى الحكومة المغربية.

واعرب المغرب عن اسفه البالغ لقرار بريتوريا، معبرا عن خيبة امله الكبير حيال السياسة الخارجية الجديدة التي تنتهجها حكومة جنوب افريقيا. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، ان الحكومة المغربية قررت استدعاء سفيرها لدى بريتوريا، طلال الغفراني، للتشاور وتقييم القرار «المغرض والمفاجئ وغير المناسب».

يذكر ان جنوب افريقيا حاولت مرارا الاعتراف بـ «الجمهورية الصحراوية» عرفانا للجزائر جراء ما قدمته من دعم لحزب المؤتمر الوطني الافريقي ايام الكفاح ضد التمييز العنصري. بيد ان جهودا دبلوماسية مغربية متعددة اجهضت الاعتراف في اوقات سابقة، علما بان المغرب بدوره لم يبخل بالمال والعتاد بل وإيواء قادة من جنوب افريقيا.

وسبق للزعيم الافريقي نيلسون مانديلا ان اعترف بذلك بل انه تعهد للملك الراحل الحسن الثاني أن يمنع صقور المؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الحاكم) من المضي قدما في الاعتراف بجمهورية البوليساريو التي ترعاها الجزائر. بيد ان ابتعاد مانديلا الذي كان صمام أمان بالنسبة للموقف المغربي، عن النشاط السياسي والحزبي ترك المجال مفتوحا لصقور الحزب الحاكم لينفذوا ما كانوا عازمين على القيام به في السابق.

وخيمت في الرباط امس اجواء خيبة الامل لدى الشعب المغربي ازاء موقف جنوب افريقيا، خاصة ان المغاربة وملكهم وقفوا في السابق مع حق بلد «مانديلا» في الحرية والانعتاق.

ويشكل اعتراف جنوب افريقيا بـ«الجمهورية الصحراوية» مفارقة صارخة لا سيما وانه جاء في وقت سحبت فيه عدة دول اعترافها، وخصوصاً الهند وتشيلي وكولومبيا ودول أخرى في افريقيا وآسيا.

وفي الجزائر، قال الصادق بوقطاية، عضو البرلمان الجزائري وأحد أعضاء «اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي» انه يستبعد أي دور للحكومة الجزائرية في اعتراف جنوب أفريقيا بالصحراء الغربية. واعتبر انه «من الطبيعي» أن تتخذ جوهانسبورغ هذا القرار «الذي ينسجم مع نضال جنوب أفريقيا لتصفية الاستعمار في العالم، والقضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار أساسا».