لافروف ينتقد في لقاءات قمة «الكومنولث» الروسي تصريحات باول ويعتبرها تدخلا في شؤون موسكو

TT

استهلت قمة رؤساء بلدان الكومنولث اعمالها في الاستانة بعدد من اللقاءات التي جرت ثنائية ومتعددة الاطراف بين وزراء خارجية ورؤساء حكومات بلدان هذه المنظومة. وعلى هامش لقاءات وزراء الخارجية حرص سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية على انتقاد تصريحات نظيره الأميركي كولن باول التي اعرب فيها عن قلق بلاده تجاه القرارات الاخيرة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واعتبرتها واشنطن تراجعا عن الاصلاحات الديمقراطية، وتأكيداته على ان مكافحة الارهاب يجب ان لا تحرف روسيا عن طريق التطور الديمقراطي.

وقال لافروف ان الاصلاحات الادارية والتشريعية وما يحدث في روسيا امور داخلية تخص روسيا، مشيرا إلى انه يفهم ما قاله باول على اعتبار انه تأكيد على ضرورة اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد الارهاب مع اهمية مراعاة التوازن بين التشدد والحفاظ على المقدرات الديمقراطية. غير ان لافروف اعاد إلى الاذهان ما سبق واتخذته الولايات المتحدة من قرارات في اعقاب احداث 11 سبتمبر والتي قال ان المجتمع الأميركي لم يتقبلها في حينه على نحو احادي النمط. واذ اعرب عن دهشته ازاء تصريحات باول حول ما اعتبره تراجعا عن الديمقراطية في روسيا بقوله ان بلاده لا تنتقد اشكال التراجع عن الديمقراطية في الولايات المتحدة مثل الانتخابات غير المباشرة للرئيس في الولايات المتحدة! وقد بدأت قمة رؤساء بلدان منظمة الكومنولث أعمالها أمس بالوقوف دقيقة حدادا على ضحايا مذبحة بيسلان في أوسيتيا الشمالية. ولعل مثل هذه البداية كانت تعني ضمنا أن قضية الإرهاب الدولي ومكافحة الجريمة وتعزيز معاهدة الأمن الجماعي تتصدر اهتمامات المجتمعين في الأستانة. وقد تناول الرؤساء هذه القضايا بتفصيل اكثر في لقاءاتهم الثنائية منظور ظروف واهتمامات كل من بلدانهم على حدة. وكانت روسيا واوزبكستان وتاجيكستان اكثر البلدان اهتماما بهذه القضايا فيما بدت اوزبكستان بعد تعرضها للعديد من العمليات الارهابية اكثر ميلا إلى الانضمام إلى معاهدة الامن الجماعي التي تضم بلدان روسيا البيضاء وروسيا وارمينيا وتاجيكستان وقيرغيزستان وقزقستان. وتقول المصادر ان روسيا التي تعد القاسم المشترك في كل التنظيمات التي ظهرت في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق بين مختلف بلدانه تسعى في لقاءات الاستانة إلى دعم مواقعها في الساحة السوفياتية السابقة ما يفسر تركيزها على محاولات استقطاب المزيد من الدعم لقوات حفظ السلام التي تشكل الوحدات الروسية اساسها كما تريد انضمام ممثلي بلدان الكومنولث إلى قوات حفظ السلام الروسية في جورجيا من اجل الحيلولة دون محاولات القيادة الجورجية القاء تبعات تفاقم مشاكلها مع ابخازيا واوسيتيا الجنوبية على روسيا وارغامها على الالتزام بواقع ما بعد الانهيار. وكان رؤساء بلدان منظمة التجمع الاقتصادي الموحد التي تضم روسيا واوكرانيا وروسيا البيضاء وقزقستان قد تناولوا في لقائهم بالامس مشاريع 29 من مجموع 80 اتفاقية تشكل اساس التكتل الاقتصادي الجديد الذي استمال أخيرا اوكرانيا إلى الانضمام إلى هذه المجموعة وكانت رفضت في السابق ذلك ربما املا من جانبها في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واشارت المصادر إلى ان المجموعة الاقتصادية الجديدة حددت مجالات التعاون في تسهيل المعاملات الجمركية والضريبية والرقابة على الحدود وحرية النقل والحركة.