مبارك والأسد يؤكدان في لقاء دمشق على أهمية «سيادة لبنان الكاملة» وحقه في تصريف أعماله

اتفاق على التعامل مع القرار 1559 «في إطار واقعي وعملي»

TT

أنهى الرئيس المصري حسني مبارك أمس زيارة قصيرة إلى سورية استغرقت عدة ساعات أجرى خلالها مباحثات مع نظيره السوري بشار الأسد.

وقالت مصادر مصرية إن المحادثات المصرية السورية تناولت عدداً من القضايا الاقليمية والدولية في مقدمتها القضية الفلسطينية وسبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه سورية للحوار بين الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه مصر حالياً والوضع في العراق. وأضافت أن المحادثات تناولت كذلك قرار مجلس الأمن رقم 1559 الخاص بلبنان وامكانيات بدء مفاوضات سورية اسرائيلية بالاضافة إلى دعم العلاقات بين مصر وسورية في المجالات المختلفة. وقد أكد الرئيسان الأسد ومبارك على ضرورة تضافر الجهود بين سورية ومصر للتعامل مع ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات، كما أكدا خلال محادثاتهما في اجتماعين أحدهما كان مغلقاً دعمهما المشترك للحوار القائم بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية.

وأشار بيان رئاسي سوري إلى أن الأسد ومبارك أكداً أيضاً على أهمية تنفيذ إسرائيل التزاماتها بتحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والبدء بالمفاوضات السياسية الهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أكدا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان ورفضهما القاطع لاستخدام لغة التهديد بدلاً من الحوار والتفاوض.

وفيما يتصل بالشأن اللبناني أشار البيان السوري إلى أن الأسد ومبارك أعلنا تضامنهما مع لبنان، مؤكدين على «سيادته الكاملة وحقه في تصريف أموره الداخلية بكامل إرادته» ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.

وفي الشأن العراقي أشار البيان السوري إلى أن الأسد ومبارك اتفقا على أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الدول المجاورة للعراق الذي انعقد في القاهرة أخيرا، وأعربا عن حرصهما على أمن العراق وسلامته واستقراره ودعم وحدته الوطنية وصولاً إلى استعادة سيادته واستقلاله.

وأوضح السفير ماجد عبد الفتاح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن الرئيسين اتفقا على تكثيف العمل من اجل تنمية الروابط الاخوية بين البلدين في كافة المجالات كما اكدا على اهمية استثمار الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المصرية السورية المشتركة المقرر عقدها بالقاهرة برئاسة رئيسي وزراء البلدين لدفع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعات الى افاق اوسع. وأشار عبد الفتاح الى أن الرئيسين استعرضا ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات تتطلب تضافر جهود البلدين في التعامل معها وفي هذا الاطار اكد الزعيمان دعمهما لتنفيذ خريطة الطريق نحو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضرورة ان تكون كافة الانسحابات من الاراضى الفلسطينية في اطار تنفيذها. وأشار عبد الفتاح إلى أن الرئيسين مبارك والأسد اكدا كذلك دعمهما المشترك للحوار القائم بين الفصائل الفلسطينية تحت رعاية مصر بهدف تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز قدرته على تنفيذ التزاماته نحو اقامة الدولة المستقلة.

وأوضح السفير ماجد عبد الفتاح أن الزعيمين أكدا ضرورة احترام اسرائيل لقواعد الشرعية الدولية وخريطة الطريق خاصة فيما يتعلق بالنشاط الاستيطانى المحظور والجدار العازل الذي صدر بشأنه حكم من محكمة العدل الدولية أخيرا وأكدا على اهمية ان تنفذ اسرائيل التزاماتها بتحسين الاوضاع الانسانية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وبالبدء في المفاوضات السياسية الهادفة لاقامة الدولة الفلسطينية في اقرب فرصة.

واضاف عبد الفتاح ان الزعيمين اكدا ايضا ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلى للجولان السورى وضرورة ازالة كافة العراقيل التي تقف في طريق استئناف المفاوضات بين الطرفين السورى والاسرائيلى كما اكدا رفضهما القاطع لاستخدام لغة التهديد بدلا من الحوار والتفاوض.

وارتباطا بذلك اضاف المتحدث أن الزعيمين اكدا ايضا تضامنهما مع دولة لبنان الشقيقة مؤكدين على سيادته الكاملة وحقه في تصريف اموره الداخلية بكامل ارادته... واتفقا على ضرورة التعامل مع قرار مجلس الامن رقم 1559 في اطار واقعى وعملى ينهى في نفس الوقت الاحتلال الاسرائيلى لكافة الاراضى السورية واللبنانية.

وفي ما يتعلق بالعراق اتفق الزعيمان مبارك والأسد على اهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع دول جوار العراق الاخير بالقاهرة خاصة في مجال الامن وضبط المرور... واعربا مجددا عن حرصهما على أمن وسلامة واستقرار العراق ودعم وحدته الوطنية والالتزام بالعملية السياسية التي نص عليها قرار مجلس الامن 1546 وصولا الى تحقيق السيادة الكاملة للشعب العراقى ونجاح جهوده في اعادة الاعمار.

وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن الزعيمين أكدا ايضا دعمهما لكافة الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لاحكام سيطرتها على الوضع في دارفور، كما اكدا ان التوصل الى اتفاق سلام في مباحثات نيفاشا ونجاح مباحثات ابوجا حول قضية دارفور سيكون من شأنه دعم الاستقرار والامن.

واعرب الرئيسان مبارك والأسد عن التطلع لدور اكثر فاعلية من المجتمع الدولي في مجال دعم القدرات الذاتية للحكومة السودانية في التعامل مع الاعتبارات الانسانية لمشكلة دارفور. وقد اتفق الرئيسان على دعم اوجه التنسيق السياسى في كافة المحافل الدولية والاقليمية للتعامل مع هذه القضايا وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد اقام مأدبة افطار تكريما للرئيس حسني مبارك والوفد المرافق له.