العراقيون يتظاهرون تضامنا مع الرهائن والرئيس الياور يأمل ببقائهم أحياء

TT

شارك عشرات العراقيين أمس في بغداد في مسيرة تضامن مع الصحافيين الفرنسيين، كريستيان شينو وجورج مالبرونو، والايطاليتين سيمونا باري وسيمونا توريتا، المحتجزين في العراق، وعبر الرئيس العراقي غازي الياور في بروكسل عن امله في ان يكون الرهائن «ما زالوا احياء» مؤكدا ان السلطات العراقية لا تعرف شيئا عن مصيرهم.

وخرج أمس العشرات من العراقيين في مظاهرة تضامن مع الصحافيين، الفرنسيين والايطاليتين، المحتجزين لدى جماعات مسلحة في العراق، وانطلقت المظاهرة من ساحة كهرمانة القريبة من مبنى السفارة الفرنسية في بغداد الى ساحة الفردوس وسط بغداد حيث يقيم معظم الصحافيين الاجانب والعرب.

وقد رفعوا لافتات كتب عليها «لا للعنف. لا للتصفيات. لا لاختطاف الابرياء» و«ارفعوا ايديكم عن الابرياء» و«دعونا نعيش بمحبة وسلام». وتقدم المسيرة خمسون معوقا على كراسي متحركة واطفال يحملون الزهور.

وقال باسل عبد الوهاب العزاوي، ممثل المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني، في كلمة له بالمناسبة ان «اختطاف الرهائن يتنافى مع كل قواعد الدين الاسلامي الحنيف التي ترفض الاعتداء على الابرياء والنساء والاطفال».

ووجه الرئيس الايطالي كارلو ازيليو تشامبي أمس نداء جديدا للافراج عن الرهينتين الايطاليتين المحتجزتين في العراق، مشيرا الى روح «التضامن» التي قادتهما الى هذا البلد. وتحدثت الصحف الايطالية أمس بحذر عن بريق امل في قضية الرهينتين الايطاليتين، مشيرة الى ان اقرباء العراقيين اللذين خطفا معهما اكدوا انهم تلقوا اخبارا مطمئنة، بينما انشغلت الخارجية الفرنسية بتحليل رسالة لخاطفي الصحافيين الفرنسيين اعتبرت فرنسا «عدوة المسلمين» من دون ان تتطرق الى مصير الصحافيين. وبدا احتمال حصول إفراج وشيك عن الصحافيين الفرنسيين المختطفين بعيدا وذلك في ضوء الرسالة شديد اللهجة ازاء فرنسا، والتي يخشى ان تكون مؤشرا لتحول في موقف الخاطفين.

وحالف الحظ الرهينة التركي اية الله غيزمين حيث اطلق سراحه أمس. في غضون ذلك اعلنت شركة «ابو شيح» الاردنية للنقل البري انها اوقفت اعمال كل شاحنات الشركة التي تحمل المشتقات النفطية الى العراق، تلبية لطلب مجموعة عراقية قامت بخطف سائق اردني وهددت بقتله في حال لم تنسحب الشركة من العراق ، واعلن ابرهيم ابو شيح الزعبي صاحب شركة الشاحنات التي تقوم بنقل مشتقات نفطية الى العراق «اوقف جميع السيارات التابعة لي وتمت اعادة جميع الصهاريج المحملة مساء اول من امس الثلاثاء (أول من أمس)».

وكانت مجموعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها «سرايا اسود التوحيد» قد اعلنت في شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة» القطرية أول من امس خطفها سائق شاحنة اردنيا هددت بقتله ما لم تنسحب الشركة التي يعمل لها من العراق في غضون 48 ساعة.

وكتبت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» ان اقرباء لرعد علي عبد العزيز ومهناز بسام اللذين خطفا مع سيمونا باري وسيمونا توريتا في السابع من سبتمبر(ايلول) افادوا بانهم تلقوا ضمانات من مجلس علماء السنة بانه قد يتم التوصل الى حل في غضون 48 ساعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، هرفيه لادسو، «نقوم بتحليل رسالة الخاطفين على غرار الرسائل الاخرى التي علمنا بها في الايام الاخيرة».

وبدا احتمال حصول افراج وشيك عن الصحافيين الفرنسيين المختطفين في العراق منذ 20 اغسطس (اب) الماضي من قبل مجموعة اسلامية مسلحة أمس بعيدا في ضوء البيان الذي عدد فيه الخاطفون لائحة بـ«جرائم» فرنسا في العديد من الدول وخاصة في افريقيا بدون ان تذكر شيئا مباشرا عن مصير الرهينتين كريستيان شينو وجورج مالبرونو.

من جهة أخرى، صرح دبلوماسي تركي أمس انه تم الافراج عن مترجم تركي كان يحتجزة مسلحون في العراق سيعود الى وطنه قريبا.

واعلنت الحكومة الاسترالية أمس ان استراليا ارسلت الى العراق فريقا لانقاذ رهائن محتملين لكنها لم تؤكد خطف اثنين من عناصر الامن الاستراليين اعلنت مجموعة اسلامية انها تحتجزهما.

وكانت «كتائب الاهوال» ـ الجناح العسكري للجيش الاسلامي السري العراقي ـ قد هددت بقتل استراليين قالت انها تحتجزهما ما لم تسحب الحكومة الاسترالية قواتها من العراق خلال 24 ساعة. وقد انقضت هذه المهلة الليلة قبل الماضية بدون اي معلومات جديدة في هذا الشأن.

وصرح وزير الخارجية الكسندر داونر ان فريقا خاصا من رجال الشرطة والعسكريين توجه الى العراق للتدخل في حال الضرورة من اجل انقاذ استراليين، ورفض ان يعلق على المعلومات التي تفيد بان الفريق يضم ثلاثين من افراد القوات الخاصة التابعة لسلاح الجو ووسطاء من الشرطة الاسترالية متخصصين بعمليات الخطف. وتابع ان فرضية ان يكون تبني خطف الاستراليين كاذبا تتعزز.