إيران تنفي ادعاءات أميركية بإخفاء موقع نووي في «برشين» عن الأمم المتحدة

رفسنجاني : نتفاوض طالما أن حقوقنا مصانة ولا تستنفدوا قدرتنا على التسوية

TT

نفت ايران بشدة اخفاء موقع نووي سري في موقع «برشين» العسكري قرب طهران، مؤكدة ان الادعاءات الاميركية بهذا الصدد تهدف الى تأليب الأوروبيين على طهران خلال المناقشات الحساسة التي تجرى الان في فيينا حول البرنامج النووي الايراني. ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على الانباء، الا ان دبلوماسيين غربيين قالوا ان موقع برشين «ليس جديدا» بالنسبة لمفتشي الوكالة التابعة للامم المتحدة. ويأتي ذلك فيما حذر الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الاوروبيين من انهم قد «يستنفدون قدرة بلاده على التسوية»، ويدفعوها الى مسار معاد للحوار مع اوروبا حول ملفها النووي. وقال المتحدث باسم البعثة الايرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حسين موسويان امس «نحن ننفي قطعيا وجود نشاطات متعلقة بالمجال النووي في برشين». ونفى موسويان ان يكون مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تقدموا بطلب للذهاب إلى الموقع، وقال «لم يطلبوا أن يذهبوا إلى هذا المكان. وإذا طلبوا، فسوف نوافق». ووصف المسؤول الإيرانى الادعاءات «بانها كذبة جيدة التوقيت» الهدف منها التأثير على قرار يتعلق ببرنامج إيران النووي تجري مناقشته في اجتماع الوكالة. وطلبت بعثة الولايات المتحدة من الوكالة تفسيرا حول عدم ذهاب مفتشين من الوكالة الى الموقع العسكري الواقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران. وكانت محطة «ان بي سي» التلفزيونية الاخبارية و«معهد العلوم والامن الدولي» القريب من الاستخبارات الاميركية، قد نشرا اول من امس صورا التقطتها الاقمار الاصطناعية لهذا المجمع. وقال خبير نووي بارز اول من امس ان صورا جديدة التقطتها الاقمار الصناعية تظهر ان مجمع بارتشين العسكري في ايران الذي يقع الى الجنوب الشرقي من طهران ربما يكون موقعا لأبحاث الأسلحة النووية واختبارها وانتاجها.

وقال موفد اميركي بارز الى اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الموقع «يظهر بجلاء النية لتطوير اسلحة». واوضح ديفيد اولبرايت مفتش الأسلحة السابق والخبير في معهد العلوم والامن الدولي وهو مؤسسة أبحاث، انه من الصعوبة عدم استنتاج ان طهران تسعى لتطوير برنامج نووي عسكري وهي تخفى نشاطات عن الوكالة الدولية. وبارتشين معروف لدى وكالات الاستخبارات الغربية كموقع محتمل لانتاج المواد الكيماوية والمتفجرات والذخيرة منذ التسعينات. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 انتقد عضو في البرلمان الايراني علانية انفاق اموال كثيرة على التقنية النووية وذكر بارتشين في هذا الصدد.

الى ذلك، أعلن متحدثون اميركيون واوروبيون عن احراز تقدم بين الطرفين حول نص المشروع المزمع تقديمه اليوم الى الوكالة الدولية للطاقة حول ايران الا ان المحادثات ربما تستمر حتى نهاية الاسبوع. وقال دبلوماسي اوروبي «الاختلافات تتقلص. ونحرز تقدما الا ان لا شيء يدل على التوصل الى اتفاق قبل مساء الخميس او حتى الجمعة».

واشار الى ان الاتحاد الاوروبي «ما زال صارما» في رفضه لمنح الوكالة مهلة لايران يتم بعدها ارسال الملف في نوفمبر (تشرين الثاني) الى مجلس الامن في الامم المتحدة تمهيدا لفرض عقوبات دولية على طهران. وهذا ما تسعى اليه واشنطن في حال تقاعست ايران عن اتخاذ «تدابير عاجلة قبل اكتوبر 31 (تشرين الاول) لتوضيح طبيعة نشاطاتها النووية السابقة والمستقبلية. من جهته، قال مسؤول اميركي «نحرز تقدما» وقد «تم ابلاغ العواصم» بذلك.

وتتهم الولايات المتحدة الايرانيين بالسعي لصنع قنبلة نووية وراء اهداف مدنية مفترضة لبرنامج الطاقة لديها. وتفضل فرنسا والمانيا وبريطانيا «تهديدا ضمنيا» لطهران من دون قطع العلاقات معها. واجريت المحادثات على هامش اجتماع مجلس الامناء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت ايران وعدت بريطانيا وفرنسا والمانيا في العام الماضي بوقف تخصيب اليورانيوم الا انها استأنفت مؤخرا انتاج واختبار اجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في عمليات التخصيب.

الى ذلك، حذر الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجانى الاوروبيين من انهم قد يستنفدون قدرة بلاده على «التسوية» بشأن الملف النووي ان استمروا في سياستهم الحالية في هذا الصدد كما اوردت وكالة الانباء الايرانية. وقال رفسنجاني الذي يترأس حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام، أعلى هيئة للتحكيم السياسي في ايران، امام الصحافيين على هامش حفل في مدينة مشهد امس «ان بامكاننا ابرام اتفاقات معهم حول بعض المسائل طالما ان حقوقنا مصانة.. لكن ان استمروا في التصرف هكذا فمن البديهي ان قدرتنا على التسوية ستتضاءل وسنتصرف بشكل اكثر استقلالية». اكد رفسنجاني «لن نتخلى ابدا عن سياسة التسوية ولن نتراجع الى الوراء، لكن التسوية تتوقف حيث تبدأ مبادراتهم لتحويلنا عن هدفنا الرئيسي». واضاف «نعتقد ان اولئك الذين يتخذون موقفا ضدنا لا بد ان يتراجعوا بعد بضعة اشهر».