3 محافظات جنوبية تريد تدشين قانون إدارة العراق بحكم فيدرالي

أهالي البصرة وميسان وذي قار في استطلاع لـ«الشرق الأوسط»: عانينا الكثير ونريد بناء محافظاتنا

TT

اتسعت دائرة الاصوات المطالبة باقامة اتحاد فدرالي لثلاث محافظات جنوبي العراق قادرة على انشاء سلطة محلية تتصرف بمواردها المالية في عملية التنمية الاقتصادية. وترى اوساط شعبية ورسمية في محافظات البصرة وميسان (العمارة) وذي قار (الناصرية) بان الوقت حان لإنهاء حالة الظلم والتعسف التي عاش فيها ابناء هذه المحافظات خلال العقود الخمسة الماضية مما جعلها الاكثر تخلفا ومعاناة في مجالات الحياة كافة بالرغم من مواردها المالية الكبيرة وفي مقدمتها ايرادات قطاعي النفط والموارد المالية التي تشكل ثلثي العائدات العراقية. ولاهمية الموضوع، باعتباره يشكل سابقة ستكون لها تأثيرات سياسية واجتماعية واقتصادية ليس على الوضع العراقي فحسب بل سيمتد تاثيره الى المحيط الاقليمي في المنطقة، اجرت «الشرق الاوسط» استطلاع اراء بعض المسؤولين والنخب السياسية في هذه المحافظات حول هذا الموضوع.

يقول حسن الراشد، محافظ البصرة، ان اقامة اقليم فيدرالي مشروعٌ قانونيٌ وقد عرض على رئيس الوزراء اياد علاوي خلال زيارته الى محافظة البصرة وقد اوعز باعداد دراسة مفصلة لعرضها على لجنة ستشكل لهذا الغرض في بغداد. واوضح المحامي منصور الكنعان، عضو مجلس محافظة البصرة، انه بالرغم من قيام الوضع السيادي الجديد ورفع شعارات الديمقراطية الا ان ابناء الجنوب لم يلمسوا حالة التغيير الجديد بما يحقق تطلعاتهم المشروعة ومنها على سبيل المثال لم يرشح من البصرة غير وزير واحد وممثل في المجلس الوطني رشح من قبل حزبه لمحافظة يقارب تعداد سكانها ثلاثة ملايين مواطن، اضافة الى حرمانهم من ترشيحات السلك الدبلوماسي والدوائر العراقية في الخارج وكذلك المناصب الرفيعة. واكد رئيس مجلس محافظة ميسان ان مجالس المحافظات الثلاث اتخذت خطوات جادة في هذا المضمار من خلال تبادل الزيارات وعقد الاجتماعات اثمرت عن تشكيل لجان مشتركة وصولا الى تحقيق الاهداف التي يتطلع اليها ابناء هذه المحافظات. وتضيف اسراء السعد، عضو مجلس محافظة البصرة، ان البصرة يجب ان تأخذ نصيبها وحصتها واستحقاقها من الموارد المالية وحسب مظلوميتها وكثافة سكانها. ويقول الدكتور طارق العذاري ان البصرة نالت من ويلات الحروب وتدمير للممتلكات ما لم تنله محافظة اخرى، كما انها تعد ثاني اكبر مدن العراق وبوابته الجنوبية وكنانة ثرواته ومواطن ارثه الحضاري والانساني لكنها لم تحظ بأي اهتمام من الحكومات المركزية سوى مصادرة الحريات والتهميش وحتى الطعن بمواطنة انسان الجنوب. ويشارك حامد الشطري، رئيس نقابة الصحافيين العراقيين في ذي قار، بالقول ان الفيدرالية في اقليم الجنوب باتت مطلبا شعبيا ووسيلة للخروج من هيمنة حكومة المركز التي كانت وما زالت مصابة بقصر النظر عن ابناء الجنوب الذين دفعوا ثمنا باهظا في تحدي طغيان النظام السابق. ويختتم حاتم العقيلي، رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة، الحديث بالقول «لقد نادينا بهذا الاتجاه منذ مناقشة قانون ادارة الدولة للخلاص من النظرة العدوانية في التعامل مع مبدعي الجنوب الذين تخطت شهرتهم المحلية الى العالمية في مجالات الادب والفنون التشكيلية والموسيقى». ويرى سياسيون، فضلوا عدم الكشف عن اسمائهم، ان هذه الدعوات التي تلامس مشاعر ووجدان ابناء الجنوب لها ما يغذيها من مراكز القوى في ايران التي ترى سهولة احتواء الجنوب الشيعي كمرحلة اولى لغرض الادارة والهيمنة على العراق وتحويله الى ميدان لمعركة ايران المستقبلية مع الولايات المتحدة الاميركية التي بات وجودها العسكري على الابواب الايرانية. ويدعم هؤلاء السياسيون الرأي القائل إن البصرة، بموقعها ومواردها المعروفة، تمتلك مقومات دولة. ولغرض اضفاء غطاء قانوني في مشاطرة سياسية اضيفت اليها محافظتا العمارة والناصرية في اشارة واضحة الى ما جاء بقانون ادارة الدولة بالسماح لاقامة اقليم اذا اتفقت عليه ثلاث محافظات والذي جاهد الاكراد من اجل ادخاله في القانون. واعرب هؤلاء السياسيون عن مخاوفهم من هذا التوجه، اذا ما تحقق، انه سيكون بداية فوضى اقليمية حذر منها المعهد البريطاني الملكي للشؤون الدولية بلندن في دراسة له نشرت أخيرا .