ناتو يوافق على تولي ضابط أميركي التنسيق الميداني لقواته في العراق

TT

بروكسل ـ اف ب: اكدت مصادر دبلوماسية غربية ان حلف شمال الاطلسي (ناتو) بات قريبا من التوصل لتفاهم حول طرق مشاركته في تأهيل قوات أمنية في العراق. غير انهم اعترفوا ان نقاطا كثيرة ما زال يترتب على الدول الاعضاء توضيحها.

وبعد مشاورات طويلة، توصل الحلف الى تسوية يفترض ان يعتمدها رسميا، حول قيادة بعثته لتأهيل القوات العراقية. وكانت هذه النقطة الاساسية معلقة منذ قرار الحلف في يوليو (تموز) ارسال بعثة استطلاعية الى العراق.

وقالت المصادر الدبلوماسية ان ضابطا اميركيا من القوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، سينسق ميدانيا نشاطات الحلف تحت سلطة القيادة السياسية والعسكرية للحلف. واوضحت المصادر نفسها ان التسوية تنص على ان يتولى الجنرال الاميركي ديفيد بيترس المكلف برنامج تأهيل القوات العراقية الذي يقوم به التحالف في العراق، تنسيق نشاطات الحلف وتقديم تقاريره الى القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال الاميركي ايضا جيمس جونز. واكدت ان «كل الدول تدرك جيدا ان حماية الجنود امر اساسي في العراق ويجب ان تكون هناك علاقة اساسية» بين الحلف والقوة المتعددة الجنسيات. مشيرة الى ان مهمة الحلف «ستكون منفصلة» عن التحالف.

ومن ناحيته، قال مسؤول في الحلف ان «اي قرار لم يتخذ لكننا نتقدم باتجاه تفاهم حول عدد من الخيارات التي تهدف الى تعزيز مهمة تأهيل القوات»، التي يقم بها الحلف الاطلسي حاليا في العراق. وذكر من هذه الخيارات دعم الحلف لاقامة مركز «للتأهيل والتعليم» للقوات المسلحة في العراق.

وتابع ان النقاط الاخرى التي تجري مناقشتها تتعلق بدور الحلف في تنسيق نشاطات تأهيل الجيش العراقي الجديد خارج العراق وتمويل العملية. واضاف «نتوقع قرارا نهائيا في الايام المقبلة خلال اسبوع»، بينما تحدث دبلوماسي من احدى الدول الاعضاء في الحلف عن «شبه اجماع» في هذا الشأن.

وقال احد هذه المصادر «توصلنا الى اتفاق حول الاطار علينا الآن ان نضع مضمونه»، مؤكدا ضرورة «تحديد» اهداف واضحة للمهمة. وتابع ان هناك نقاطا غير واضحة تتعلق مثلا بحجم البعثة الذي يقدره مسؤولون «ببضع مئات» وتحديد الجهات التي سيكون عليها تأهيلها.

يذكر ان حوالى اربعين عسكريا تابعين لحلف شمال الاطلسي بدأوا تأهيل ضباط بالتعاون مع وزارة الدفاع العراقية. لكنه يدرس حاليا وسائل مواصلة هذه المهمة التي تقررت مبدئيا خلال قمته في اسطنبول في نهاية يونيو (حزيران).

وكانت مسألة القيادة موضوع مناقشات حادة جرت في يوليو (تموز) الماضي في مقر الحلف في بروكسل خصوصا بين فرنسا المتحفظة على تمركز الحلف في العراق، والولايات المتحدة التي تريد ان تخضع مهمة الحلف لقيادة الجنرال جورج كاسي قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق بينما ترفض باريس ذلك. وتم التوصل الى تسوية في هذا الشأن في اللجنة العسكرية.