جنود الاحتلال يجرعون فلسطينيا بولهم

TT

لم يدر سميح ابوشعارة، 24 عاما، سبب الضحك الهستيري للجنود عندما امره احدهم بالوقوف في احدى زوايا حاجز ابوديس العسكري، في طرف مدينة القدس المحتلة، صباح يوم السبت الماضي.

فسميح كان متجها الى عمله في مجال البناء داخل القدس، وهو لم يواجه بمثل هذا الطلب من قبل. لم يتردد سميح، في الاستجابة لاوامر الجندي، وفي طرف الحاجز وجد 19 موقوفا اخر. جرد الجنود الاسرائيليون الفلسطينيين العشرين من بطاقات الهوية، ثم طلبوا منهم اتباعهم الى منزل فلسطيني يسيطر عليه جيش الاحتلال قرب الحاجز. في المنزل وضع الجنود بطاقات الهوية في صندوق، واختاروا منه بطاقتين، كانت احداهما تعود لسميح، والثانية تعود لشخص اخر. امر الجنود الاسرائيليون الفلسطينيين الثماني عشر الاخرين بالعودة الى منازلهم، اما سميح والشخص الاخر فقد اعدوا لهما مفاجأة تنم عن مدى تحكم النزعات السادية في العديد من جنود الاحتلال.

وعمل الجنود قرعة لاختيار طريقة التنكيل التي سيتعرض لها الاثنان، اذ جلبوا ثلاث ورقات كل منها تحمل نوع العقاب المرشح ان يتعرض له سميح وزميله الاخر. فكان على احدى البطاقات مكتوب «تكسير الذراع»، والاخرى «تكسير الساق»، اما الثالثة فكانت «شرب البول». اجبر الجنود سميح اولا على التقاط احدى الورقات، وبعدما قاموا بفتحها، قهقهوا بصوت عال، وانطلق احدهم ثم عاد يحمل زجاجة تحتوي على بول الجنود، وطلبوا منه شربها، لكنه رفض، فانهال عليه الجنود بالضرب المبرح، حتى اغشي عليه، لكنهم لم يتركوه. اسقطوه ارضاً، وربطوه وقاموا بفتح فاه بالقوة وجرعوه بولهم. لم يستفق سميح الذي يسكن منطقة بيت لحم الا وهو في عيادة صحية في بيت لحم، نقل بعدها الى مستشفى بيت جالا.

ويؤكد التقرير الطبي الصادر عن المستشفى ان سميح تعرض لتنكيل شديد من قبل الجنود. لم يدر سميح ما حل بالفلسطيني الاخر الذي لا يعرفه وتركه ليواجه سادية الجنود. واتصل ببعض الناس الذين نصحوه بتقديم شكوى للشرطة، لكنه يخشى ان ينكل به الجنود مرة اخرى.

وفي نهاية المطاف توجه سميح الى احدى الصحف العبرية، التي طالبت قيادة حرس الحدود بالرد على اتهامات سميح، فكان الرد انها «تنظر بخطورة بالغة مثل هذه الاحداث، وان قسم التحقيق مع افراد الشرطة في وزارة القضاء الاسرائيلي سيقوم بالتحقيق في الامر».