نواب بريطانيون يطالبون بحق العودة للاجئين في ذكرى «صبرا وشاتيلا»

TT

طالب برلمانيون بريطانيون وخبراء في القانون الدولي بضرورة توفير حماية دولية عاجلة للاجئين بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشادوا بتمسك اللاجئين بحق العودة إلى ديارهم في فلسطين، ووصفوا المخيمات بأنها «ذاكرة الشعب الفلسطيني» التي تؤكد أن حق العودة لن يموت.

وفي ندوة نظمها مركز العودة الفلسطيني بلندن في مقر مجلس العموم البريطاني مساء أول من أمس، وصف نيل جيرارد النائب عن حزب العمال الحاكم، حق العودة بأنه «حق فردي كما هو جماعي». وأضاف «لا يحق بالتالي لأي مفاوض أيا كان أن يساوم عليه أو يتخلى عنه».

وأشار جيرارد إلى نتائج تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شارك فيها مختلف الأحزاب البريطانية، التي زارت مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلتين ولبنان وسورية. وقال إن النتائج قطعت أن اللاجئين «متمسكون جميعا بحقهم الكامل في العودة إلى ديارهم ووطنهم».

وفي إشارة إلى دعم جهود تدويل حملة حق العودة للفلسطينيين كغيرهم من الشعوب الأخرى، قال البرلماني البريطاني البارز إن لجنة تقصي الحقائق «تسعى إلى التواصل مع برلمانيين آخرين في ألمانيا وهولندا وفرنسا لتنسيق العمل من أجل دعم حقوق الفلسطينيين».

وردا على سؤال حول مدى واقعية تطبيق حق العودة في ظل غياب جيل اللاجئين الأول، قال جيرارد إنه لم يلحظ خلال مشاهداته في المخيمات الفلسطينية خلافات في التمسك بهذا الحق بين الجيل الجديد المولود خارج الوطن وبين الجيل القديم. وقال إنه يرى في أطفال مخيم «الميه ميه» بلبنان مثلا «إستمرارا لذاكرة الشعب الفلسطيني». ودعا جيرارد السياسيين البريطانيين والأوروبيين إلى تسليط الضوء على قضية استثناء اللاجئين الفلسطينيين من حماية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. من ناحيته، دعا توم برايك المسؤول عن الشؤون الدولية في حزب الأحرار الديمقراطيين المعارض إلى «إلزام كافة الأطراف وخاصة إسرائيل باحترام القرارات الدولية لا سيما القرار 194» الخاص بحق العودة. وأكد برايك بوضوح موقف حزبه الداعي إلى «اعتبار موضوع اللاجئين الفلسطينيين جزءا أساسيا لحل القضية الفلسطينية». ووجه النائب البريطاني انتقادات قوية لتصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش حول إسقاط حق العودة. وأدان موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من هذا الحق ووصفه بأنه «غامض».

يذكر أن مركز العودة، وهو أكبر مركز في أوروبا يتبني قضية عودة اللاجئين، هو منظم الندوة بمناسبة الذكرى الرابعة لانتفاضة الأقصى والذكرى الـ 22 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي دبرتها القوات الإسرائيلية ضد اللاجئين في المخيمين في الضاحية الجنوبية من بيروت في 16 و 17 سبتمبر (ايلول) عام 1982. وحضر الندوة ممثلون عن سفارات ألمانيا وجنوب أفريقيا ولبنان ومدير بعثة الجامعة العربية في لندن السفير محسن حميد.