اختطف مسلحون مجهولون بعد ظهر امس العميد محمد البطراوي، مدير الرقابة المالية لشؤون العسكريين في السلطة الفلسطينية. وذكر شهود عيان ان خمسة من المسلحين اعترضوا سيارة الجيب ذات الدفع الرباعي، التي كان يستقلها البطراوي في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث يسكن وقاموا بانزال مرافقه، واستولوا على السيارة وانطلقوا باتجاه مدينة غزة.
وشوهدت السيارة في شارع الوحدة الذي يشق مدينة غزة من الشرق الى الغرب. ومر الخاطفون بالسيارة قرب برج الشفا حيث مكتب البطراوي. ونفت كتائب شهداء الاقصى وكتائب شهداء جنين التابعتان لحركة فتح المسؤولية عن الحادث. وترجح مصادر فلسطينية ان تكون خلفية الحادث مطالب بعض الجهات بالتوظيف في دوائر السلطة الامنية، علما بان البطراوي هو حلقة الوصل بين وزير المالية الفلسطيني سلام فياض والاجهزة الامنية.
وحل البطراوي محل العميد عماد الشوبكي الذي اتهمته اسرائيل قبل حوالي الاعوام الثلاثة بتهمة التورط في سفينة سلاح للسلطة الفلسطينية، زعمت اسرائيل انها اعترضت طريقها وسط البحر الاحمر، والشوبكي الان موجود في سجن للسلطة في اريحا تحت اشراف بريطاني واميركي.
واكدت مصادر فلسطينية ان البطراوي لا يقوم باعتماد التعيينات التي يأمر بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الا بعد الحصول على موافقة الوزير فياض. وشغل البطراوي منصب مدير الرقابة المالية محل العميد منذ قدوم السلطة الفلسطينية، وقبل تشكيل السلطة شغل منصبا في الصندوق القومي الفلسطيني. وانضم البطراوي الملقب بـ «ابو تامر» الى قوات عين جالوت في العام السبع والستين، وتدرج في المناصب حتى وصل الى رتبة عميد. يذكر ان الكثير من عمليات الاختطاف والاستيلاء على المؤسسات العامة في مناطق السلطة وحرقها قد تمت على خلفية المطالبة بتوظيف اشخاص في دوائر السلطة.