الاتحاد الأفريقي يمهل مفاوضي دارفور حتى اليوم لتحديد موقفهم من المفاوضات مع الخرطوم

TT

امهل الاتحاد الافريقي الراعي لمفاوضات السلام السودانية حول اقليم دارفور، مفاوضي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان، الناشطتين في الاقليم المضطرب، حتى ظهر اليوم ليقرروا ما اذا كانوا في استطاعتهم مواصلة محادثات السلام مع الحكومة السودانية. ووصلت المفاوضات بين الجانبين السودانيين الى طريق مسدود بسبب خلافات حول عدة موضوعات من بينها «نزع السلاح» في الاقليم الواقع غرب السودان. وقال ابراهيم محمد ابراهيم الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة السودانية في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان «المفاوضات وصلت الى طريق مسدود منذ 3 ايام، والوسطاء يحاولون تذليل العقبات، واقناع المتمردين، بتوقيع الاتفاق الذي توصلنا اليه حول المسألة الانسانية، كخاتمة مرضية للجولة، لكنهم رفضوا». واضاف «ان المتمردين رفضوا ايضا توقيع حتى مجرد اعلان صحافي يوضح المواقف، والوسطاء يحاولون معهم حتى الآن».

وقالت حركة تحرير السودان ان الوسطاء امهلوهم حتى ظهر الجمعة لتحديد ما اذا كانوا يرغبون في مواصلة المفاوضات أم لا. وقال متحدث باسم الحركة امس «طلبنا المزيد من الوقت للتشاور مع قادتنا الميدانيين.. المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي أعطانا حتى ظهر غد (اليوم) لاتخاذ قرارنا النهائي». وقالت حركة العدل والمساواة ان المفاوضات انهارت، لكنها عادت وقالت انها تنتظر قرار حركة تحرير السودان قبل الإدلاء بأية تصريحات اخرى بشأن المفاوضات.

وقال احمد محمد نقد المفاوض باسم حركة العدل «لم نتخل عن المحادثات. لا نزال في ابوجا وننتظر لنرى ما اذا كانت المحادثات ستستمر أم سيكون هناك اعلان رسمي يفيد بانهيارها». وأعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل امس ان المفاوضات السودانية حول دارفور ستعاود في 10 اكتوبر (تشرين الاول) في ابوجا (نيجيريا). وقال اسماعيل اثر لقائه في القاهرة مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى «ان مفاوضات ابوجا سوف تعاود في 10 أكتوبر. واكد اسماعيل ان المحادثات «لم ينته امرها» بعكس ما صرح اول من امس كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة، بقوله ان المحادثات «فشلت». وصرح الوسيط التشادي المساعد حمد علامي امس «ان المشاورات بين المتمردين مستمرة. ان الجميع متفقون على متابعة المحادثات. نحن لا يمكننا ان نعتبر ان هناك فشلا». واعتبر وزير الخارجية السوداني ان المفاوضات قد أثمرت نتائج مهمة، واشار الى ان «هذه المفاوضات حققت نتائج تتخطى ما حققته المفاوضات مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب خلال ست سنوات». ورفض وفد حركتي دارفور حتى الآن توقيع الاتفاق الانساني لتحسين وصول وكالات الاغاثة، قائلين انه يتعين على الحكومة ان تنزع سلاح الميليشيات العربية المتحالفة مع الخرطوم والتي تعرف باسم الجنجويد والسماح لمزيد من قوات الاتحاد الافريقي بمراقبة المنطقة.

وقالت الحكومة انه «يتعين على المتمردين الانتقال الى مناطق تجمع قبل ان تبدأ في نزع سلاح ميليشيات الجنجويد». ورفض المفاوضون حتى الآن الموافقة على ذلك. وقال سفير السودان لدى نيجيريا عبد الرحيم خليل «نحن في انتظار أن يرجع وسطاء الاتحاد الافريقي الينا. نحن مستعدون لمواصلة المفاوضات وتوقيع بروتوكول انساني تم الاتفاق عليه».