عون يتوقع جلسة لمجلس الأمن الشهر المقبل لمطالبة سورية «بجدول زمني» لانسحابها من لبنان

نفى بشدة وجود «تفاهم ثنائي» بين واشنطن ودمشق حول العراق وعلى حساب لبنان

TT

قال العماد ميشال عون، في رسالة موجهة للبنانيين إن «مسيرة خلاص لبنان قد بدأت وهي على وشك الانتهاء» ودعاهم الى «الخروج من حالة الترقب المقرون بالخوف والمجاهرة بدون انتظار وتردد بدعم قرارات المجتمع الدولي»، وفي إشارة منه الى القرار رقم 1559 والقرارات السابقة التي تدعو الى خروج كل القوات الأجنبية من لبنان.

وأكد العماد عون، رئيس الحكومة العسكرية السابق الذي يعيش في فرنسا منذ العام 1990 أن ربط خروج القوات السورية من لبنان بحل القضية الفلسطينية «بدعة تخرج عن حدود المنطق والقوانين والأعراف وخاصة الأخوة». وأبدى تفاؤله بتنفيذ القرار 1559 واعتقاده بوجود تحول في الاستراتيجية الأميركية تجاه لبنان وسورية وعدم تخوفه من أي فراغ أمني يمكن أن يترتب على خروج السوريين من لبنان.

جاءت تصريحات عون في إطار لقاء صحافي دعا إليه في باريس امس «التيار الوطني الحر». واكد عون خلاله أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها فرنسا ومجلس الأمن «لم تدخل نفسها في مأزق (أي القرار الجديد) واستبقت تعديل الدستور اللبناني في مجلس النواب حتى يبقى القرار الدولي من غير تنفيذ». وشدد عون على قناعته بأن سورية «غير قادرة على مواجهة مجلس الأمن»، وعلى أن أوروبا وأميركا «قادرتان، من غير اللجوء الى الأساليب العسكرية وباستخدام الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على الوصول الى نتائج مهمة»، أي على دفع سورية الى إخراج قواتها من لبنان.

وبحسب العماد عون، فإن أمام مجلس الأمن الذي سيعود للاجتماع أوائل الشهر المقبل للاستماع الى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن التقدم في تنفيذ مضمون القرار 1559، مجموعة واسعة من الأدوات ووسائل التحرك لضمان تنفيذ قراره الذي «صدر حتى ينفذ» ومن هذه الأدوات «تعيين برنامج زمني للانسحاب السوري» يتعين عليها الالتزام به أو فرض عقوبات اقتصادية وغير اقتصادية مثل أن تعمل واشنطن على استصدار قرار من مجلس الأمن يطبق بحق سورية العقوبات التي نص عليها قانون محاسبة سورية وسيادة لبنان الذي وقعه الرئيس جورج بوش في شهر ديسمبر( كانون الأول) الماضي.

وحرص العماد عون على التشديد على أن ما يشاع هنا وهناك من إمكانية أن تتوصل دمشق وواشنطن الى تفاهم ثنائي (حول العراق) وعلى حساب لبنان «تخوف في غير محله لأن الاستراتيجية الأميركية قد تغيرت» ولأن الوضع الدولي تغير، مضيفا أنه «ينصح اللبنانيين وغير اللبنانيين بأن ينصاعوا لقرار مجلس الأمن لمصلحتهم وحفاظا على رؤوسهم ولأن المسألة ليست مزحة». ووصف عون الاتصالات الدبلوماسية المتشابكة مع سورية بأن غرضها إقناع دمشق بالتجاوب مع قرار مجلس الأمن داعيا العرب الى الدفع في هذا الاتجاه ولدعوة سورية من أجل احترام ميثاق الجامعة العربية. وقال عون: «لا أرى كيف يمكن أن تعتبر سورية انسحابها من لبنان خسارة لماء الوجه وأنبل عمل يمكن أن تقوم به هو احترام وتنفيذ ميثاق الجامعة العربية وتنسحب من لبنان». وقال عون إنه إذا كان هناك إحراج «فليتخذ قرار في الجامعة العربية حتى لا يقال إن سورية انسحبت تحت الضغط الأميركي لأن مسألة الإخراج لا تهمنا».

ودعا العماد عون «حزب الله» الى التخلي عن سلاحه والانخراط الكلي في الدورة السياسية اللبنانية وألا يكون سلاحه في الضاحية الجنوبية «عامل ضغط» لأن ذلك مرفوض، كما دعا الى الانتهاء من مسألة مزارع شبعا التي هي سورية و التي تستخدمها سورية كـ«محكشة» لتبرير سلاح حزب الله.

وأكد عون على قدرة الجيش اللبناني على حفظ الأمن. وشدد على أن لبنان «ليس الخاصرة الرخوة» بالنسبة لسورية والتي يمكن أن تستخدمها اسرائيل لمهاجمتها عبرها. ومع ذلك، ابدى عون انفتاحا على سورية بقوله إنه يقبل بـ«تقديم بعض التنازلات المعقولة» من أجل مراعاة المصالح السورية وحفاظا عليها. وقرأ فقرات من رسالة كان قد وجهها الى وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر وفيها يبدي ليونة تجاه سورية لكنه يرفض التفاوض على استقلال لبنان وسيادته وحرية قراره. وعزا عون الموقف الفرنسي المتشدد تجاه سورية الى وصول باريس الى قناعة مفادها أن السلوك الفرنسي السابق إزاء دمشق «لم يعد مفيدا»، مشيرا الى أن باريس كانت رضيت بالدور السوري في لبنان لكنها استمرت في «حوار نقدي» مع دمشق وهو ما قررت التخلي عنه لصالح موقف أكثر تشددا.