تراجع تأييد العرب الأميركيين لكيري إلى ما دون نسبة الـ50%

TT

على الرغم من الموقف المتدهور في العراق والأزمة المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدهور حقوق العرب والمسلمين في أميركا، كشف استطلاع للرأي يوم أول من امس الاربعاء ان الرئيس جورج بوش تمكن أخيرا من زيادة شعبيته وسط الناخبين العرب الأميركيين على حساب منافسه الديمقراطي السناتور جون كيري. فقد أشار المسح الاستطلاعي الذي نظمته مؤسسة «زغبي انترناشونال» لصالح «المعهد العربي الأميركي»، وهو مؤسسة مقرها واشنطن معنية بشؤون العرب الأميركيين، الى ان كيري كان يتفوق على بوش بنسبة اثنين الى واحد (54% لكيري مقابل 24.5% لبوش) وسط نصف مليون ناخب عربي أميركي في ولايات التجمع العربي الرئيسية وهي ميشيغان وفلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا، غير ان المسح الجديد كشف ان هذه النسبة هبطت الآن الى 49% لكيري فقط مقابل 31.5% لبوش. وذكر المسح ان نسبة كبيرة تعد بحوالي 20% من العرب الأميركيين، ما زالوا مترددين في اعطاء اصواتهم لأي من المرشحين الرئيسيين في حين ان نسبة الذين لم يقرروا بعد بين عموم الناخبين الأميركيين هي 10 % فقط. كما لاحظ المسح ان التقدم النسبي الذي حققه بوش يرجع الى كسبه تأييد مزيد من العرب المسيحيين بينما يميل المسلمون الى تأييد كيري. أيضاً أشار المسح الى انه عند اضافة رالف نادر، المتحدر من أصل عربي، في الاستطلاع تنخفض نسبة التأييد لصالح كيري الى 47% بينما تظل نسبة تأييد بوش ثابتة من دون تغير.

وشمل المسح 502 ناخب من العرب الأميركيين مسجلين في الولايات الأربع التي تعد ولايات محورة التنافس وفي الوقت ذاته ممثلة بشكل جيد لحوالي ثلاثة ملايين ونصف مليون مواطن عربي أميركي.

إلا أن الجانب المشجع نسبياً لكيري هو ان شعبية نادر تراجعت أيضاً في صفوف العرب الأميركيين من 13% في شهر يوليو (تموز) الماضي الى 9% فقط. وهذه نسبة أدنى بكثير من الـ20% التي منحوه إياها في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2000.

وفي هذا الصدد، كان بوش قد تمكن عام 2000 من احراز 49% من أصوات العرب الأميركيين مقابل بلغت 29% لغريمه الديمقراطي آل غور. واستفاد بوش كثيراً من تعهده خلال مناظرة انه سيكون ضد التصنيف العرقي الذي يتعرض له العرب في أميركا. وعلل جيمس زغبي رئيس «المعهد العربي الأميركي» فقدان كيري بعض التأييد العربي بسوء إدارة حملته وتجاهلها الكامل للعرب، وأردف «لقد أخفق كيري في استغلال سخط العرب الأميركيين على بوش، وخصوصاً بالنسبة لسياساته في الشرق الأوسط». وتابع «ان كيري يبقى عند اقل من النصف في نسبة التأييد وسط الناخبين العرب الأميركيين. ان هذه الفئة الانتخابية من الناس كانت جاهزة للتغيير غير ان حملة كيري فشلت في التواصل مع العرب الأميركيين لتحديد مرشحهم ومواقفه».

مما يستحق الإشارة، انه كانت قد صدرت عن كيري تصريحات عدة انتقد فيها دولا عربية وإسلامية عديدة وتعهد باستمرار دعمه التام لإسرائيل، وذلك في مقال مطلع هذا الشهر في جريدة يهودية، ويرى البعض ان هذا قد يكون احد الأسباب المباشرة لتراجع تأييد العرب الأميركيين له. كذلك. ويعتبر كثيرون، ومنهم نسبة عالية من العرب الأميركيين، ان كيري فشل في الرد على هجمات وانتقادات بوش ومعاونيه التي تهكمت منه باستمرار خلال الحملة الانتخابية، وأظهرته في موضع الضعيف المستكين الذي تعوزه الحماسة. «المعهد» يتوقع في انتخابات نوفمبر من هذا العام اسهاماً عربياً مكثفاً على الرغم ان العرب الأميركيين يمثلون نسبة تبلغ اكثر قليلا من 1% من اجمالي السكان الأميركيين، اذ يتوقع ان يدلي مليونا ناخب عربي أميركي بأصواتهم هذا العام، أو ما نسبته 1.5% من اجمالي أصوات الناخبين الأميركيين.