طارق رمضان حفيد مؤسس «الإخوان» لـ««الشرق الأوسط»»:مررت بنفس التجربة.. ولم أصدم من منع يوسف إسلام دخول الأراضي الأميركية

TT

قال طارق رمضان، الذي ألغت السلطات الأميركية تأشيرة كانت منحته إياها للعمل بجامعة انديانا نهاية الشهر الماضي، انه لم يصدم من منع الداعية يوسف اسلام من دخول الاراضي الاميركية يوم الاربعاء الماضي. وقال: «لقد مررت بهذه التجربة الأليمة بعد إلغاء تأشيرتي لدخول اميركا الشهر الماضي». وقال طارق رمضان (المولود في سويسرا) حفيد الشيخ حسن البنا مؤسس «جماعة الإخوان المسلمين» في مصر، ان اجانب آخرين من غير المسلمين ربما يكونون معرضين لهذا الامر، اذا ما انتقدوا السياسات الاميركية في الشرق الاوسط والحرب على العراق.

واضاف رمضان: «انه تلقى العلوم الدينية المكثفة في القاهرة لمدة 20 شهرا على يد الاساتذة والمشايخ، من بينهم الشيخ علي جمعة مفتي مصر الحالي قبل حصوله على درجة الدكتوراه في سويسرا». واشار في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» الى انه بصدد الذهاب مرة اخرى الى السفارة الاميركية في العاصمة برن للتقدم للحصول على تأشيرة دخول جديدة الى اميركا بعد ان ابلغته ادارة الجامعة الاميركية انه لا يوجد ما يقف حاليا في سبيل دخوله الاراضي الاميركية.

وكان طارق رمضان، 41 عاما، قد عين أستاذا في جامعة «نوتردام» بالقرب من مدينة ساوث باند بولاية إنديانا (شمال الولايات المتحدة)، حيث كان ينوي التوجه للعمل لمدة عام. وكان من المقرر أن يلقي رمضان محاضرات في الجامعة حول العلاقات بين الأديان والحرب والسلام. وحصل رمضان في فبراير (شباط) 2004 على تأشيرة عمل أميركية، لكنه قال امس ان وزارة الخارجية الأميركية أصدرت نهاية اغسطس (اب) الماضي قرارًا بإلغائها دون ابداء الاسباب بعد ان شحن محتويات منزله وكتبه الى انديانا الاميركية. وقال رمضان: «ألغوا تأشيرتي بعد ان درسوا الملف بالكامل لاكثر من شهرين». واضاف «حتى الجامعة الاميركية لم تكن تعرف أسباب الإلغاء ثم العدول عن القرار والسماح لي مجددا بالتقدم مرة اخرى للحصول على تأشيرة».

ووصف رمضان قرار إلغاء تأشيرة عمله بالولايات المتحدة بأنه قرار «ذو دوافع سياسية وحتى الآن لا أعرف السبب وراء منعي من دخول الولايات المتحدة، رغم أنهم يعلمون أنني عملت على مدى 20 عامًا لدعم الحرية والديمقراطية»، وقال: إنه لا يعرف من يقف وراء ذلك.

يذكر أن رمضان يدرّس مادة الإسلاميات في جامعة فريبورج بسويسرا. وكان تعيين رمضان بجامعة نوتردام قد أثار استياء الأوساط اليهودية بالولايات المتحدة. وتطرق رمضان الى تدخل عدة مؤسسات اميركية ومنظمات اسلامية في اميركا لصالحه من بينها، «الجمعية الأميركية للأساتذة الجامعيين» ومقرها في واشنطن، التي اقرت في رسالة موجهة إلى ريدج وزير الأمن الداخلي: «لا يجوز منع أساتذة جامعيين أجانب، نقدم لهم إمكانية المجيء للعمل في مؤسسة أميركية عالية المستوى، من الدخول إلى الولايات المتحدة بسبب قناعاتهم السياسية أو كتاباتهم أو انتماءاتهم». واشار الى ان قرار منعه يتعارض مع حرية التعبير الاميركي. وأوضح المفكر قائلا: «لا أعلم شخصيا من يقف وراء قرار المنع بالنسبة لي او فيما يتعلق بقرار منع الداعية يوسف اسلام من دخول الاراضي الاميركية». كما أثار رمضان جدلا واسعا في أكتوبر (تشرين الاول) 2003 بفرنسا بعد أن نشر مقالا على موقع «أمة» التابع للشباب المسلم بفرنسا انتقد فيه العديد من المثقفين الفرنسيين الذين يظهرون خلال الحوارات والمنتديات كمناصرين للقيم العالمية، مثل العدل والمساواة والحرية، لكنهم في الوقت نفسه يؤيدون الاعتداءات التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون ضد الشعب الفلسطيني. ورمضان له اكثر من كتاب من بينها «المسلمون الغربيون ومستقبل الاسلام» و«حوار مع آلان جريش رئيس تحرير لوموند بولتيك»، و«الإسلام والغرب والحداثة» و«المسلمون والعولمة».