نداء الرهينة بيغلي لإنقاذ حياته يشكل كابوسا لرئيس الوزراء البريطاني

توني بلير سيكون ملعونا سواء استجاب أم لم يستجب

TT

لندن ـ رويترز: يشكل النداء الذي وجهه الرهينة البريطاني كينيث بيغلي الى توني بلير لانقاذ حياته كابوسا لرئيس وزراء بريطانيا الذي قاد بلاده الى خوض الحرب في العراق فخاضتها على مضض وسيكون ملعونا اذا استجاب لندائه وستحل به اللعنة ان لم يستجب. فالاستسلام للمتشددين سيدفعهم إلى ارتكاب مزيد من الاعتداءات وهذا هو الدرس الذي تعلمته بريطانيا خلال حربها التي استمرت 30 عاما مع الجيش الجمهوري الايرلندي في ايرلندا الشمالية.

ولكن إذا لاقى المهندس بيغلي، 62 عاما، نفس المصير المروع الذي لاقاه الرهينتان الاميركيان اللذان كانا محتجزين معه وفصلت رأساهما فقد تصم صيحات الاحتجاج الاذان. ولا يمكن للتوقيت أن يكون أسوأ مع تراجع شعبية بلير بشأن غزو العراق وتوابعه الدموية فيما يستعد اليساريون داخل حزب العمال الذي يتزعمه والذين عارضوا الحرب على طول الخط لمؤتمر الحزب الذي يجري الاسبوع المقبل.

وقال روبرت وورشستر المسؤول بمؤسسة موري لاستطلاعات الرأي «بالطبع سيستمر الامر وسيتعرض بلير لضغط كبير في الاسبوع المقبل في مؤتمر حزبه. سيكون اليسار كله ضده. انها فرصتهم وسيقولون.. لقد كذبت علينا وأوقعتنا في هذه الفوضى.. أخبرناك بهذا».

وبالرغم من كل هذا ومع دعم خصوم بلير السياسيين لموقفه الرافض للتفاوض يعتقد المحللون أن تأثير هذا على الناخبين سيكون ضئيلا للغاية. ورفض زعيم المعارضة المحافظ مايكل هاوارد أمس أن يحقق مكاسب سياسية على حساب بلير وقال في تصريحات لراديو هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» ان الحكومة على حق. لا يمكن أن نرضخ لمن يتصرفون بهذا الاسلوب الهمجي». وأضاف «اذا فعلنا هذا فسيكون هذا بمثابة اعطاء الضوء الاخضر لهم لاحتجاز مزيد من الرهائن وقتل مزيد من الاشخاص».

وساند المحافظون قرار بلير بخوض الحرب وبالرغم من انخفاض شعبيته فانهم لم يستطيعوا الاستفادة من الفوضى التي ألمت برئيس الوزراء. وعرض نداء بيغلي في شتى أنحاء العالم من خلال شريط فيديو قال فيه «انني بحاجة لان تساعدني يا سيد بلير لانك الشخص الوحيد على ظهر ارض الله الآن الذي أستطيع أن أتحدث اليه. أرجوك.. أرجوك أن تساعدني كي أرى زوجتي التي لا تستطيع.. لا تستطيع الاستمرار في الحياة بدوني. لا أريد أن أموت. انني لا أستحق هذا». ووضع هذا النداء المباشر بلير في مأزق عصيب وذكر الجماهير بالفوضى في العراق رغم تأكيدات الزعيم البريطاني بأنه أصبح مكانا أفضل.

وقال جون كيرتيس استاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد «يحمل هذا رسالة إلى البلاد بشأن الفوضى التي يعيشها العراق في الوقت الراهن». لكنه جادل أن بلير يتمتع بخبرة كبيرة في الحرب بعد سبع سنوات من توليه السلطة و«على الارجح فقد صقلته المعارك بشأن هذه النوعية من الاشياء».

وقال بول ولكنسون خبير الارهاب ان على البريطانيين أن يفهموا حقائق الوضع. وأضاف قائلا «هذه الجماعة مرتبطة بشكل واضح بأكثر التنظيمات الارهابية تشددا في العالم.. تنظيم القاعدة. في هذا الإطار، من الأهمية الشديدة بمكان أن نقلل من حجم المخاطر التي تتعرض لها قوات التحالف والمدنيين الذين يعملون هناك في ظروف سيئة للغاية. الرضوخ لهذا النوع من التخويف الإرهابي أمر على الحكومات الديمقراطية والمجتمع الدولي مقاومته».