الحكومة السودانية تتهم المتمردين بنقل المعركة من دارفور إلى كردفان وحركة التحرير تحذر من قلب النظام وتفجير الأوضاع في الخرطوم

TT

اتهمت الحكومة السودانية متمردي دارفور بتنفيذ هجوم مفاجئ على مدينة «غبيش» بولاية غرب كردفان المجاورة لدارفور من الجهة الشرقية اسفر عن مقتل 8 اشخاص ونهب وحرق ممتلكات السكان، في خطوة هي الأولى من نوعها اعتبرتها الحكومة بمثابة نقل للمعركة من دارفور الى كردفان، وتبعد غبيش نحو 600 كيلومتر غرب مدينة الأبيض كبرى مدن كردفان.

وقالت وزارة الداخلية السودانية في بيان لها ان الهجوم الذي تم في الساعة 11 من صباح أول من امس استهدف مركز الشرطة ومكاتب جهاز الأمن والمخابرات وسوق المدينة بالاضافة للبنوك العاملة فيه. وذكر البيان ان المقاومة الشرسة التي وجدها المتمردون من قبل المواطنين والقوات النظامية، اضطرتهم للانسحاب من المدينة. ووصف البيان الهجوم بأنه يأتي في اطار مسلسل استهداف للمدنيين بواسطة حركتي التمرد في ظل عدم التزامهما المستمر باتفاق وقف اطلاق النار.

وقال سلمان سليمان الصافي والي غرب كردفان ان الهجوم استهدف المؤسسات الحكومية بالمدينة وشمل مراكز الشرطة والأمن وديوان الزكاة وفروع البنوك العاملة هناك، واضاف ان الهجوم اوقع اضرارا وان القوة ولت بعده منسحبة، ووصف هجوم حملة السلاح بأنه محاولة لنقل الحرب من دارفور الى كردفان، وحذر الوالي من ان سلطات ولايته قادرة على حماية حدودها وانها لن تسمح بنقل التمرد اليها.

فيما قال آدم بلوح نائب دائرة غبيش بالمجلس الوطني «البرلمان» ووزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية ان الهجوم على غبيش وقع في 11 صباحا واستمر حتى الرابعة عصرا، والمواطنون يمارسون حياتهم اليومية، وقال بلوح ان 8 مواطنين بينهم طالبان قتلوا وان المسلحين ضربوا منزل القاضي المقيم في المنطقة وحرقوا بيت أحد المواطنين، واعتبر بلوح ان الهجوم يهدف لجر كردفان الى الحرب.

من جهته، حذر الأمين العام لحركة تحرير السودان التابعة لمقاتلي دارفور مني اركاو مناوي الحكومة السودانية من تداعيات خطيرة ستترتب على انهيار مفاوضات أبوجا، ودعاها الى تطبيق اتفاق انجمينا المبرم بين الجانبين سابقا والالتزام بوقف اطلاق النار.

وقال مناوي في تصريحات صحافية في أسمرة امس «لدينا خطط لقلب الحكومة السودانية ونقل المعركة الى الخرطومة اذا تمادت في مراوغاتها»، مهددا بشن عملية تفجيرات واسعة في العاصمة السودانية وضرب القوات الحكومية في أي مكان اذا فشلت مساعي السلام.

واتهم مناوي الحكومة بالاستمرار في سياسة المماطلة وتضييع الوقت في محاولة منها للالتفاف على قرارات مجلس الأمن وضغوطات المجتمع الدولي، واصفا الوضع الانساني في دارفور بالمأساوي. وقال ان «سكان دارفور معرضون للانقراض خلال 20 شهرا اذا لم يضع المجتمع الدولي حدا لتصرفاتها»، داعيا المجتمع الدولي الى ممارسات المزيد من الضغوطات تجاه الخرطوم. واتهم مناوي منظمات اصولية عربية وتنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن بالتواجد في دارفور وتدريب ميليشيات الجنجويد. وقال ان الحركة طالبت بزيادة قوات المراقبة الأفريقية لتصل الى 50 ألفا وبتدخل قوات دولية لحماية المواطنين وحل الازمة الانسانية، واضاف ان الرئيس السوداني اذا اراد منع التدخل الاجنبي عليه حل مشاكل البلاد والتوقف عن التمييز العرقي والديني حسب تعبيره.

الى ذلك، غادر عدد من قادة المعارضة السودانية أسمرة امس للمشاركة في مفاوضات القاهرة التي من المزمع استئنافها في نهاية الشهر الجاري.