روما تتحقق من صحة إعلان ثان عن قتل الرهينتين الإيطاليتين المحتجزتين في العراق

جماعة تسمى «تنظيم الجهاد» تبنت قتل عاملتي الإغاثة لأن إيطاليا لم تستجب لطلبها بسحب قواتها

TT

اعلن رئيس مجلس النواب الايطالي بيير فرديناندو كازيني أمس ان الحكومة الايطالية بُلغت بتبن جديد لقتل الرهينتين الايطاليتين اللتين خطفتا في العراق في السابع من سبتمبر (ايلول)، وانها تتحقق من صحته. وقال كازيني امام النواب ان معاونا لرئيس الحكومة الايطالي سلفيو برلسكوني «ابلغني بان التبني الجديد لقتل سيمونا باري وسيمونا توريتا يدرس بكثير من التشكيك بالنسبة الى مصداقيته».

ودعا رئيس مجلس النواب الايطالي الى حذر اكبر بسبب «عدم وجود اي دليل»، مدرجا بياني التبني «في اطار الارهاب الاعلامي». ونقلت وكالة انباء «انسا» الايطالية عن خلية الأزمة في وزارة الخارجية قولها «ليس لدينا تأكيد بعد، واننا نتحقق من التبني الجديد». واوضحت الوكالة ان بيانا ثانيا نشر أمس على موقع اسلامي على الانترنت بعد البيان الذي نشر الليلة قبل الماضية معلنا قتل الرهينتين.

الى ذلك، افادت السفارة الاميركية في بغداد أمس انها لا تملك اي تأكيد على مقتل الرهينتين الايطاليتين. وقال متحدث من السفارة «ليس لدينا اي تأكيد». واضاف المتحدث الذي رفض الإفصاح عن هويته «انهم (الخاطفون) اعلنوا عن ذلك (قتلهما) ولكننا لا نعلم ما اذا كان ذلك صحيحا». من جهته، اعرب مسؤول في السفارة الايطالية في بغداد عن بعض الحذر ازاء هذا الاعلان الجديد. وقال «ندرس هذا الاعلان وليس بامكاننا حتى الآن ان نؤكد صحته».

وذكرت محطات التلفزة الايطالية ان البيان اعلن عن بث شريط فيديو في وقت لاحق يظهر عملية قتل الايطاليتين. وقال اينياسيو لا روسا، المسؤول في التحالف الوطني، الحزب الثاني في الائتلاف الحكومي، ان برلسكوني غادر مسرعا اجتماعا كان يشارك فيه صباح أمس لمتابعة تطور الوضع.

وأعلنت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «تنظيم الجهاد» في بيان أنها قتلت عاملتي الاغاثة وتبلغ كل منهما من العمر 29 عاما لأن رئيس الوزراء الايطالي لم يذعن لمطالبها بسحب قوات بلاده من العراق. وقال البيان «اننا في تنظيم الجهاد في العراق نعلن تنفيذ حكم الله سبحانه وتعالى بحق الاسيرتين الايطاليتين بالذبح، وذلك بعد أن لم تأبه الحكومة الايطالية، وعلى رأسها الحقير برلسكوني بشرطنا الوحيد والذي كان الانسحاب من العراق».

وامتلات صحف ايطاليا بتقارير عما وصفته احداها بأنه «ليلة من الألم» لأسرتي الرهينتين اللتين كانتا تعملان في مشاريع خيرية لمساعدة الاطفال العراقيين في بغداد، وهما أول امرأتين غربيتين تختطفان في العراق. فقد نقلت صحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية عن والدة سيمونا توريتا قولها إذا كانوا قد قتلوهما فسيكونون قد قتلوا كل خير العالم».

وسبب خطف الرهينتين الايطاليتين في السابع من سبتمبر صدمة للعالم. وكان ايطاليان قد قتلا بعد خطفهما في العراق حيث خطف مسلحون مناهضون للغرب عشرات الاشخاص وقتلوهم منذ العام الماضي. وقالت فاليريا ماروتا وهي امرأة كانت في طريقها الى عملها في وسط روما أمس «ذهبتا الى هناك لمساعدة الناس. فتاتان بريئتان لا علاقة لهما بكل هذا». وأضافت «القصة برمتها تشعرني بالغثيان».

ومما زاد الوضع غموضا هو إعلان مجموعة ثانية تطلق على نفسها اسم «انصار الظواهري» في بيان على الإنترنت مسؤوليتها عن اعدام الايطاليتين. وجاء في هذا البيان «تم قطع رأسي المجرمتين الايطاليتين عميلتي المخابرات الايطالية سيمونا باري وسيمونا توريتا بالسكين بدون شفقة او رحمة».

وشكك أصوليون في لندن في مصداقية بيان «أنصار الظواهري». وقال إسلامي مصري طلب عدم الكشف عن اسمه :« تعودنا في بيانات «أنصار الظواهري» على أخطاء إملائية متكررة وسقطات في اللغة العقائدية المتعلقة بالتأصيل الشرعي المنهجي».

ووصف الإسلامي المصري المسؤول عن جماعة «أنصار الظواهري» بأصولي متحمس أو ربما يكون أحد المدسوسين على الإسلام والمسلمين.