الجيش الإسرائيلي ينسف منزل الفتاة الفلسطينية التي نفذت عملية القدس الشرقية

TT

تجاهد أسرة زينب علي أبو سالم، 18 عاما، التي نفذت أول من ا=أمس عملية فدائية في القدس الشرقية، لاستيعاب الصدمة وهى تلملم بسرعة بعض أغراضها قبل ان تأتى الجرافات الاسرائيلية لهدم المنزل. وقال شقيقها طارق، 12 عاما، وهو غير مصدق: «إنها ماتت، لا أعرف ماذا يحدث. لا أعرف أين هي. إنها ليست بالمنزل».

وانهار والدها علي أبو سالم، الذي يمضى فترة نقاهة من جراحة في القلب عندما علم بوفاتها ونقل الى المستشفى. وبعد دقائق سقطت والدتها أيضا مغشيا عليها وتم نقلها الى المستشفى. وقال أحد الجيران: «تعرضت لصدمة ثانية. لم يكن كافيا انها فقدت ابنتها. الآن تخشى من انها ستفقد زوجها». وأضاف: «انظر الى المنزل الذي خلا من ابنتها ومن زوجها ومن كل محتوياته».

وقال أقارب زينب انها اجتازت مؤخرا بنجاح اختبار الثانوية العامة، وإنها كانت تتحدث عن رغبتها في الالتحاق بالجامعة، مؤكدين انهم لم يعلموا بأي شيء عن نيتها لتنفيذ الهجوم. وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية ان الجيش الإسرائيلي نسف قبيل فجر امس في مخيم «عسكر» للاجئين الفلسطينيين في نابلس، منزل أسرة زينب. كما قام الجيش الاسرائيلي في مخيم «بلاطة» للاجئين في نابلس، بنسف منزل أسرة علاء محمد ابراهيم سناجرة، القيادي المحلي في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وأوضح بيان للجيش ان علاء سناجرة كلف زينب أبو سالم بشن الهجوم في القدس الشرقية الذي قتل فيه اثنان من حرس الحدود الأسرائيلي وتبنته كتائب الأقصى.

وعقب الهجوم اندفع المئات من سكان مخيم «عسكر» لمساعدة أسرة زينب في نقل أثاثهم وملابسهم ومتعلقاتهم من منزل الأسرة المكون من طابقين، والذي أقامته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).

وفجرت زينب نفسها قرب موقف للحافلات في القدس مما أسفر عن مقتل جنديين من حرس الحدود الإسرائيلي وإصابة 17 آخرين في أول هجوم انتحاري بالمدينة منذ سبعة شهور. وقع الانفجار في ضاحية التلة الفرنسية بالقدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، وأعلنت ضمها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.

وزينب أبو سالم التي ارسلتها «كتائب شهداء الأقصى»، لتنفيذ التفجير، هي أول فلسطينية من مخيم عسكر تفجر نفسها.

وقالت وسائل إعلام اسرائيلية ان التفجير هو الثامن الذي تنفذه امرأة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) 2000 . وقال سكان في المخيم ان زينب هي واحدة من عشرة أبناء وبنات لأسرة ليس معروفا ان لها صلات بالنشيطين. وقال خالها مصطفي الشناوي، 55 عاما: «الظلم في كل مكان. وكل فلسطيني يجد طريقته الخاصة للاحتجاج على الظلم الاسرائيلي».

وتهدم اسرائيل بشكل منتظم منازل نشطين مشتبه في ضلوعهم في تفجيرات، وهو اجراء يدينه الفلسطينيون باعتباره عقابا جماعيا، لكن مسؤولين اسرائيليين يقولون انه يردع الهجمات في المستقبل.