مقتل 3 إسرائيليين بينهم ضابط و3 فلسطينيين في هجوم للمقاومة على مستوطنة في غزة جرح 15 فلسطينيا وتدمير أكثر من عشرين منزلا في عملية توغل للجيش الإسرائيلي في خان يونس وجنين

TT

في عملية نوعية شاركت في تنفيذها ثلاثة فصائل للمقاومة الفلسطينية، قتل ثلاثة من جنود الاحتلال وأصيب عدد اخر بجراح في مستوطنة «موراج» الواقعة الى الجنوب من مدينة خان يونس بقطاع غزة، كما قتل الفلسطينيون الثلاثة الذين نفذوا العملية. وهذه هي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ مايو (ايار) الماضي، وتأتي في الوقت الذي تصاعدت فيها عمليات الاغتيال الاسرائيلية ضد كوادر فصائل المقاومة الفلسطينية. واستطاع الفلسطينيون الثلاثة التسلل الى المستوطنة من الناحية الجنوبية فجر امس عبر عدد من الدفيئات الزراعية التي اقامها المستوطنون في المكان، وذلك على الرغم من وجود ثلاثة من احزمة الدفاع حولها، من ضمنها شبكة انذار مبكر الكتروني. وحسب المصادر فقد انتظر احد المقاومين في منطقة الدفيئات الزراعية فيما تقدم الاثنان الاخران باتجاه موقع عسكري يتاخم منازل المستوطنين، وتتمركز فيه قيادة الوحدات الخاصة الاسرائيلية في المنطقة والذي تستخدمه في الانطلاق لتنفيذ عمليات داخل مدينتي رفح وخان يونس. وعند وصول المقاومين الى الموقع تقدم احدهما باتجاه مقر قيادة كتيبة «شكيد»، التابعة للواء الصفوة «جفعاتي»، واطلق النار فقتل مسؤول شعبة العمليات في الكتيبة على الفور وجرح اخر. في هذه الاثناء تقدم المقاوم الثاني باتجاه غرف نوم الجنود وهناك اطلق النار من مسافة صغيرة على عدد من الجنود فقتل اثنين وجرح عددا اخر. وتبع ذلك اعلان حالة الطوارئ في المستوطنة، وامر الجيش جميع المستوطنين بالنزول الى الملاجئ خوفا من وصول المقاومين الى منازلهم. وتجمع المئات من الجنود في محيط المقاومين الذين واصلا اطلاق النار بكل قوة باتجاه الجنود. وفي الحال وصل قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال دان هارئيل لمكان الحادث وقادة عملية لتصفية المقاومين، فيما قامت مروحيات سلاح الجو الاسرائيلي من طراز «اباتشي» اميركية الصنع باطلاق النار من رشاشاتها في البداية، وبعد ذلك قامت باطلاق صواريخ «هايل فاير» الحارقة على المكان الذي تواجد فيه المقاومان. وبعد ساعة ونصف من الاشتباك قتل المقاومان. وقام المئات من الجنود تساعدهم الكلاب المدربة بالتفتيش عن مزيد من المقاومين، الا انهم لم يعثروا على احد. وفي تمام الساعة العاشرة والنصف قام الجنرال شموئيل زكاي قائد قوات الاحتلال في قطاع غزة بعقد مؤتمر صحافي في المستوطنة لاجمال نتائج العملية. وبينما كان المؤتمر الصحافي منعقدا فاذا بالمقاوم الثالث يقوم باطلاق النار على الجنرال والجنود والصحافيين، فأصيب الصحافي ايتسيك صبان مراسل صحيفة «يديعوت احرونوت» في قدمه. وفي الحال حلقت مروحية «اباتشي» في السماء واطلقت من ارتفاع منخفض نيران رشاشاتها على المقاوم فقتلته على الفور. ويذكر ان لواء الصفوة «جفعاتي» الذي تعرض للهجوم في المستوطنة يعتبر المسؤول عن تنفيذ جميع عمليات القمع ضد الفلسطينيين في القطاع. واجمع المعلقون العسكريون على ان العملية تمثل احراجا لقيادة الجيش، على اعتبار ان مستوطنة «موراج» تعتبر مثالا «للمستوطنة القلعة»، حيث أنها من اكثر المستوطنات حراسة اذ تقوم كتيبة بأسرها بحراستها على مدار الساعة. الى جانب ذلك فانه لا يوجد أي وجود سكاني للفلسطينيين في محيط المستوطنة، بالاضافة الى خلو محيط المستوطنة من الاشجار والزراعة التي من الممكن ان تحجب الرؤية. فضلا عن قيام طائرة بدون طيار من طراز «سيتشر» بالتحليق فوق المستوطنة للابلاغ عن أي تحركات مشبوهة يمكن ان تصدر عن نشطاء المقاومة.

وقد اعلنت كل من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، و«كتائب احمد ابو الريش»، احدى المجموعات المسلحة التابعة لحركة "فتح"، و«الوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري لـ«لجان المقاومة الشعبية»، مسؤوليتها عن العملية. وتبين ان من شارك في تنفيذ العملية هم يوسف عبد الله عمر، 19 عاما، من «كتائب احمد ابو الريش»، من مخيم «الشاطئ» للاجئين غرب مدينة غزة، ومحمد العزازوة من «سرايا القدس»، و عماد عطوة ابو سمهدانة، من «الوية الناصر صلاح الدين»، من مدينة رفح. واعلن «ابو عبير» الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» مسؤولية الفصائل الثلاثة عن العملية. وشدد على ان حركات المقاومة ستواصل عملياتها دون أي اعتبار لخطط رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تنفيذ خطة «فك الارتباط». وهذه هي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الاسرائيلي في يوم واحد منذ 11 مايو (ايار) حين قتل 11 جنديا في كمينين نصبا لناقلات جنود مدرعة كان أحدهما في غارة على مدينة غزة والاخر في دورية في مخيم رفح للاجئين الى الجنوب من مستوطنة موراج. وصرح مسؤول بالمستوطنة اليهودية بأنه وباقي السكان تحصنوا داخل منازلهم فيما وقع الاشتباك. وقال نسيم دحان لراديو الجيش الاسرائيلي «ما من سبيل للخروج. الجنود يفتشون منزلا بمنزل للتأكد من الا يكون ارهابي اخر مختبئا في مكان ما. لقد تعرضنا للطمة قوية». وكانت العملية قد وقعت بعد اجتياح قوات الاحتلال لمخيم خان يونس حيث قامت بتدمير اثنين وعشرين منزلا وجرحت خمسة عشر فلسطينيا من بينهم العديدون في حالة الخطر. وقد اقتحمت عشرين دبابة من طراز «ميركفاه ثلاثة» المخيم في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية تصحبها عدد من الجرافات بحجة تعقب عدد من المقاومين. من جهة اخرى، قالت مصادر ان حوالي اربعين آلية اسرائيلية مدرعة توغلت في جنين حيث اندلع تبادل لاطلاق النار بين العسكريين الاسرائيليين وفلسطينيين مسلحين، بدون ان تذكر اي معلومات عن اصابات. ويقوم العسكريون الاسرائيليون بعملية تفتيش في المنازل بحثا عن ناشطين ملاحقين.

وقبل ظهر امس شيع الالاف من سكان المخيم جثمان الطفلة رغدة العصار، عشرة اعوام، التي توفيت الليلة قبل الماضية متاثرة بالجراح التي اصيبت بها في السابع من الشهر الجاري. وكان جنود الاحتلال المتمركزين في المستوطنات غرب المخيم قد اطلقوا النار على المدرسة التي تتعلم فيها رغدة فأصابها عيار ناري في الرأس بينما كانت على مقاعد الدراسة. كما توفي مسؤول محلي في حركة الجهاد الاسلامي امس متأثرا بجروح كان اصيب بها خلال عملية للجيش الاسرائيلي في شمال الضفة الغربية في مستشفى اسرائيلي كان نقل اليه بعد اعتقاله اثر العملية. واصيب صلاح مشارقة (38 عاما) بجروح في تبادل اطلاق نار مع الجيش الاسرائيلي في 14 سبتمبر(ايلول) في مخيم نور شمس قرب طولكرم.