مشرف يحذر من «ستار حديدي» بين المسلمين والغرب ومبيكي ينتقد هيمنة جدول الأعمال الأميركي على أجندة الأمم المتحدة

TT

حذر الرئيس الباكستاني برويز مشرف في الامم المتحدة من احتمال ظهور «ستار حديدي» بين العالم الاسلامي والغرب اذا لم يتحقق العدل للمسلمين في النزاعات الدولية.

وفي كلمة في الجمعية العامة للامم المتحدة، قال مشرف الحليف الاساسي لواشنطن في مكافحة الارهاب، «ليس هناك وقت نضيعه». واضاف ان «العدل يجب ان يتحقق عبر تسوية كل النزاعات الدولية التي تؤثر على المسلمين»، مؤكدا ان ذلك «يجب ان يتم قبل ظهور ستار حديدي بين الغرب والعالم الاسلامي». وقال ان «القوى الغربية العظمى لم تتحرك حتى الآن لمحاولة حل النزاعات المعترف بها دوليا والتي تؤثر على العالم الاسلامي». واشار خصوصا الى النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، مشددا على «الفظائع اليومية» لإسرائيل والهجمات الانتحارية «الخاطئة» للفلسطينيين. وقال ان «المأساة الفلسطينية جرح مفتوح في نفس كل مسلم وتولد الغضب والاستياء في العالم الاسلامي».

واكد مشرف ان «العالم يشهد اليوم حالات من الفوضى وحركات التمرد في كل مكان، خصوصا في العالم الاسلامي. عدد كبير جدا من الجبهات مفتوح، وعدد كبير جدا من خطوط المعركة رسم». ودعا الدول الصناعية الى «تقديم دعمها لنهضة اسلامية وخصوصا المساعدة المالية والتقنية المناسبة وتسهيلات تجارية اكبر».

من جهة اخرى، عبر مشرف عن امله في تسوية النزاع حول كشمير مع الهند. وقال الرئيس الباكستاني قبل يومين من لقاء مع رئيس الوزراء الهندي منهومان سينغ في نيويورك الجمعة، ان «التطلع الى السلام يلقى دعما شعبيا في باكستان واعتقد في الهند ايضا». واضاف «اريد اقناع سينغ بان الوقت حان لتحقيق السلام».

وهيمنت مواضيع العراق والارهاب ومحاربة الفقر على مناقشات الجمعية العامة للامم المتحدة. وصرح وزير الخارجية الاسباني ميغيل انجيل موراتينوس ان العراق «يحتاج الى قدر اكبر من السياسة وقدر اقل من العمليات العسكرية»، في اشارة الى العمليات الاخيرة التي سقط فيها الكثير من المدنيين. وقال: «لا يمكننا الا ان نلاحظ الهشاشة الكبيرة التي تعاني منها العملية السياسية والامنية. نحن متحدون جميعا لنطلب تسريع العملية السياسية وليصبح من الممكن تنظيم انتخابات في العراق». من جهته، رأى باول ان الانتخابات العامة المقررة في العراق ما زالت ممكنة في يناير (كانون الثاني) المقبل رغم التشكيك المتزايد في هذا الموعد بسبب العنف. وقال انه «امر معقول وقابل للتحقيق. انه الهدف». وحول شأن آخر، كان مقرراً ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي باول نظيره الليبي عبد الرحمن شلقم امس في نيويورك، حسبما افادت وزارة الخارجية الاميركية. ويعد هذا اللقاء الاهم منذ اكثر من عشرين عاما بين البلدين اللذين باشرا عملية تطبيع للعلاقات منذ تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي بالتخلي عن اي سلاح للدمار الشامل او اي برنامج مماثل.

وبدوره، ركز رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي، في خطابه، على مكافحة الفقر، مشيراً الى التباين في الاهتمامات والاولويات بين الدول المتقدمة والدول النامية. ورغم ان مبيكي، لم يكن الوحيد الذي اكد على الحاجة لتوفير مياه صالحة للشرب والغذاء في مواجهة جدول الاعمال الاميركي المركز على موضوعي الارهاب والعراق، فان رئيس جنوب افريقيا كان اكثر صراحة من الآخرين عندما قال ان الدول القوية تسيطر على جدول اعمال الامم المتحدة عن طريق اصدار قرارات ملزمة تتعلق بمكافحة الارهاب. واضاف مبيكي ان الاجراءات المتعلقة بالاستجابة «لصيحات فقراء الارض» كانت «طوعية». وتابع قائلا: «يشعر الاثرياء والاقوياء انهم يواجهون تهديدات قاتلة من جانب الحنق المتطرف للارهابيين، وهذا صحيح. ما سيقررونه يترجم الى قرارات اجبارية». واضاف رئيس جنوب افريقيا انه في كل عام يتوجه قادة العالم الى نيويورك «لعرض قضية فقراء العالم املا في ان يسمع الصوت في كل مرة، وفي كل عام ايضا وبعد ايام قليلة نحمل امتعتنا للعودة الى واقع مجتمعاتنا التي تتناقض في بؤسها بشكل صارخ مع ما تتمتع به نيويورك من فخامة».