نائب رئيس الحكومة اللبنانية من نيويورك: وضعنا حساس جدا ولا يمكننا المغامرة به

TT

قال نائب رئيس الحكومة عصام فارس الذي القى كلمة لبنان في الامم المتحدة اول من امس: إن «ثمة سوء فهم لموقف لبنان. ولا يمكننا ان نغامر بوضعنا الحساس جداً بعدما عايشنا الاستقرار والامن، اللذين كانا محط اشادة العالم. ولا أحد يتمنى وجود أي أجنبي في بلده، لكن الخلاف ليس على المبدأ انما على التوقيت».

وقال فارس في مؤتمر صحافي عقده مع الاعلاميين اللبنانيين في نيويورك امس: «اننا متعاونون ولسنا رافضين، لكننا لا نريد تعريض بلدنا لاي اهتزاز». وسئل اذا كان لبنان متوجساً من التقرير الذي سيرفعه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، فأجاب انه سيجتمع مع كل من انان وموفده الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن، مشيراً الى «ان الخطاب الاميركي كما لوحظ من خطاب الرئيس جورج بوش لم يأت على ذكر الموضوع في حين انه تناول الوضع في المنطقة». وافاد: «نحن نولي اهمية للموضوع لأننا نتقيد بقرارات الشرعية الدولية ولكنه هنا لا يأخذ الحجم الذي نتوهمه في لبنان».

وعن امكان ان تحدث عملية اعادة انتشار القوات السورية في لبنان تأثيراً ايجابياً على تقرير انان، اعتبر نائب رئيس الحكومة «انها خطوة ايجابية وتوقيتها مهم، ولكنها خطوة عادية كسابقاتها. والتنسيق بين لبنان وسورية مستمر حولها. والحكومتان تنسقان دائماً بشأنها. وهي كانت خامس عملية اعادة انتشار». وقال:«لا نحن ولا السوريون نريد ان يبقى جندي واحد على ارض لبنان ولكن بنفس الوقت لا يريد اي منا ان تحصل خضة». وسئل فارس عما يمكن لسورية ولبنان ان يفعلا من اجل مواجهة الضغوط، فأجاب: «نحن نحترم القرارات الدولية وسنتحرك بالاساليب المقنعة مع اعضاء مجلس الامن ومع الامم المتحدة كي يأتي تقرير انان معتدلاً ويراعي وضع لبنان الحساس. وكما قلت، لا اشكال حول كل بنود القرار 1559، باستثناء البند الخامس المتعلق بتعديل الدستور، الذي قمنا به وفق الاصول الدستورية وفي مجلس النواب الذي يحوز على شرعية داخلية وخارجية».

وعن الحاجة داخلياً الى احداث صدمة ايجابية، عبّر فارس عن ايمانه بضرورة ذلك عن طريق تشكيل حكومة وفاق وطني، لكنه تساءل عما اذا كان الوقت ملائماً لمثل هذه الحكومة، معرباً عن اعتقاده بأن اي حكومة ستشكل في هذه المرحلة ستكون حكومة انتخابات نيابية، وسوف تستقيل بعد اشهر عدة. كما سأل: «هل يا ترى اذا شكلنا هذه الحكومة الآن، يمكنها ان تواجه الملفات الصعبة التي تنتظرها وفي طليعتها معالجة الوضع الاقتصادي؟ لذلك لا بد لهذه الملفات ان تنتظر الى ما بعد الانتخابات النيابية».

وكرر نائب رئيس الحكومة تأكيده ان بقاء الرئيس رفيق الحريري في رئاسة الحكومة ضمانة، متمنياً ان يتم التعاون بينه وبين الرئيس اميل لحود «لأنهما معاً يشكلان طاقة».

ورداً على سؤال آخر حول مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المعارضة للرئيس لحود، لفت فارس الى انه «لا يمكن تجاهل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كزعيم وطني اساسي في التركيبة اللبنانية». واذ اعتبر ان اصوات المعارضة هي المسموعة عادة، الا انه دعا الى عدم تجاهل حجم الاصوات الاخرى التي تمثل الاكثرية الموالية.

وعن الموقف الفرنسي في استصدار القرار 1559، لاحظ فارس «ان الفرنسيين لم يكونوا مقتنعين تحديداً بعملية تعديل الدستور، ثم عادوا ودخلوا على خط سحب الجيوش الاجنبية، علماً ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان قد تحدث في خطابه امام المجلس النيابي عندما زار لبنان عن ان الوجود السوري في لبنان مرتبط بعملية احلال السلام في المنطقة». إلا أن فارس شدد على وجوب «عدم تجاهل العلاقة مع فرنسا، وهي علاقة تاريخ وتعاطف». ولذلك رأى انه «يجب توضيح العلاقة مع الجانب الفرنسي واعادتها الى طبيعتها الممتازة».