إيران: الإصلاحيون يرشحون موسوي لانتخابات الرئاسة واستطلاعات الرأي تقدمه على رفسنجاني

وزير الخارجية الفرنسي يوجه «رسالة حازمة» إلى طهران وخرازي يدعو الغرب إلى الحوار حول الملف النووي

TT

يضغط الاصلاحيون في ايران على رئيس الحكومة الاسبق مير حسين موسوي للموافقة على الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2005 لمواجهة المحافظين، الا ان موسوي لا يزال يلزم الصمت وسط احباط متزايد في اوساط الاصلاحيين من سيطرة المحافظين التي بلغت مستوى جديدا اول من امس مع تمرير قانون جديد يعطي البرلمان الحق في المصادقة على كل الاستثمارات الاجنبية بالبلاد. وكان اسم موسوي كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة قد تردد قبل نحو شهرين، بدون ان يترافق ذلك بخطوات من الاصلاحيين للترويج له. يأتي ذلك فيما دعا وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الدول الغربية الى «الحوار» حول الملف النووي لبلاده، مؤكدا في الوقت ذاته ان طهران سترد «بقسوة كبيرة» على اي هجوم اسرائيلي على مواقعها النووية.

ومع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية الثانية والاخيرة للرئيس محمد خاتمي في يونيو (حزيران) 2005، اصطف الاصلاحيون وراء مير حسين موسوي الذي ينظرون اليه على انه الورقة الافضل لهم للخروج من حالة التخبط التي يعانون منها. وقال محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الايراني، وزعيم «جبهة المشاركة» التي تعد ابرز الاحزاب الاصلاحية في ايران، عن موسوي «إنه افضل مرشح». واضاف خاتمي «إن المحافظين يريدون ان يكرروا ما حصل في الانتخابات التشريعية، لكن مشاركة موسوي في الانتخابات الرئاسية قد تحبط خططهم تماما».

يذكر ان موسوي شغل منصب رئيس الوزراء فى ايران خلال الفترة بين 1981 و 1989. وخلال هذه الفترة حصل موسوي على دعم كبير من قائد الثورة الاسلامية، الامام اية الله الخميني، الذي توفي في 1989. واستنادا الى ذلك الدعم تمكن موسوي من قيادة ايران خلال سنوات الحرب مع العراق وتخفيف تأثير العزلة الدولية التي فرضت على بلاده. ولا يزال سجل انجازات موسوي حاضرا في ذاكرة الطبقتين العاملة والوسطى في ايران. وعلى الرغم من انه ينظر إليه على انه يميل الى اليسار، فان محمد رضا خاتمي اكد انه «حتى الكثير من المحافظين سيدعمونه».

يذكر ان سجل موسوي في ادارة الحكومة حظي في الآونة الاخيرة باشادة محسن رضائي، الرئيس السابق للحرس الثوري، والسكرتير الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يعد اعلى هيئة تحكيم سياسية في ايران. كذلك وصف الرئيس الايراني محمد خاتمي موسوي بانه «مرشح جيد».

وطبقا لزعيم حزب «جبهة المشاركة» فانه «لا يوجد مرشح» في معسكر المحافظين في «المنزلة ذاتها» لموسوي. ويبدو ان استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها في الصحف تدعم هذا الرأي، على الرغم من ضرورة التعاطي بحذر مع هذه الاستطلاعات. وينظر الى موسوي على انه سيتمكن من تحقيق فوز سهل، وانه يتمتع بشعبية اكبر من شعبية الرئيس الاسبق القوي علي اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يدرس احتمال العودة الى الواجهة السياسية.

ويأتي في المرتبة الثانية، ولكن بفارق كبير، وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي، وهو حاليا مستشار مقرب من المرشد الاعلى للجمهورية، اية الله علي خامنئي، ومن المرشحين المفضلين للمحافظين. ولكن على الرغم من شعبية موسوي ،63 عاما، فانه بقي بعيدا عن الاضواء خلال المرحلة الاخيرة ولا يزال من غير المؤكد ما اذا كان مستعدا للعودة مجددا الى المعترك السياسي الذي لا يزال يشهد نزاعات سياسية قاسية.

كذلك قلل رضا خاتمي من اهمية الانتقادات الموجهة الى وجهة نظر موسوي المؤيدة للاقتصاد المركزي، او معارضته لاصلاحات اقتصادية واجتماعية. ويصعب تحديد اتجاهات وميول موسوي الحالية في الوقت الذي يرفض فيه الادلاء باحاديث صحافية. ويقول محمد رضا خاتمي، شقيق الرئيس الايراني، «ما يهمنا هو انه يؤمن بالديمقراطية والحرية. ولكن حتى فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، فان وجهة نظره قد تغيرت».

وعلى صعيد اخر، أكدت ايران ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المواجهة الدولية المحتملة حول برنامجها النووي. ونقل التلفزيون الايراني عن كمال خرازي وزير الخارجية قوله امس ان ايران ليس لديها اي نية للسعي نحو امتلاك اسلحة نووية وانها مستعدة لتبديد المخاوف بشأن ملفها النووي. واوضح في مقابلة اجريت معه في نيويورك أن «السبيل الوحيد لحل القضية النووية الايرانية هو الحوار وليس الضغط على طهران». وأضاف «لا يمكن لأحد ان يرغم دولة قوية مثل ايران على التخلي عن حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية للاغراض السلمية». كما اكد خرازي ان بلاده سترد «بقسوة كبيرة» على اي هجوم اسرائيلي على مواقعها النووية. واوضح في ختام لقاء مع نظيره البريطاني جاك سترو في نيويورك، ردا على سؤال حول هجوم اسرائيلي محتمل، «اسرائيل تشكل تهديدا ليس فقط لايران بل لكل دول الشرق الاوسط. كونوا على ثقة ان اي تحرك من قبل اسرائيل سيواجه بقسوة كبيرة من قبلنا».

الى ذلك، وجه وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه «رسالة حازمة» الى خرازي على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال دبلوماسي فرنسي ان «رسالة ميشال بارنييه كانت على درجة كبيرة من الحزم»، مضيفا «قال له ان عليه تبديد كافة الشكوك حول البرنامج النووي الايراني والعودة الى التعامل بروح اتفاقات طهران». واضاف الدبلوماسي ان خرازي «تحدث عن المشكلات السياسية الداخلية في بلاده وقال ان لايران الحق في تنفيذ برنامج نووي». ورد الوزير الفرنسي عليه بقوله ان لايران «الحق بامتلاك برنامج نووي مدني» وان من مصلحتها ان تبدد كافة الشكوك وبأسرع وقت.