بيروت : الشبكة الإرهابية عهدت إلى «سناء» تصوير ورصد حركة سفارتي بريطانيا وأستراليا

عدد الموقوفين بلغ 12 شخصاوالتحقيقات تتركز حول علاقة المجموعة بأبي مصعب الزرقاوي وأبو حفص المصري والعمليات التي نفذتها

TT

اظهرت التحقيقات الاولية التي باشر القضاء اللبناني باجرائها مع اعضاء الشبكة الارهابية التي تم كشفها اول من امس، والتي كانت تخطط لتفجير السفارتين الايطالية والاوكرانية ومصالح اوروبية ومراكز امنية وقضائية لبنانية، ابرزها مقر قصر العدل في بيروت، ان قائدي الشبكة، سليم الميقاتي واسماعيل محمد الخطيب، اللذين اوقفا، كانا يعولان على دور امرأتين من اعضاء المجموعة بعدما اوكلا اليهما مهمات على جانب كبير من الدقة والخطورة.

وفيما كشف وزير الداخلية اللبناني الياس المر الدور الذي كانت تقوم به احدى الامرأتين الموقوفتين، وهي لبنانية، حيث عهد اليها باخفاء المتفجرات والاسلحة الحربية المنوي استخدامها في عمليات التفجير والاعتداء، وبينها صواريخ «لو» التي توجه عن بعد وكميات كبيرة من مادة «تي. ان. تي» ورشاشات الكلاشنيكوف، اعلن النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ان المرأة الاخرى كانت تتلقى تعليمات بتصوير مقر كل من السفارة البريطانية والسفارة الاسترالية الواقعين على مقربة من القصر الحكومي وفي مجمع سفارتي اليابان وايطاليا في وسط بيروت، وكذلك رصد حركات اعضاء السفارتين المذكورتين ودخول وخروج الموظفين العاملين فيهما، وهو ما يدل على ان الخطة كانت تستهدف ايضاً الاعتداء على سفارتي بريطانيا واستراليا سواء عبر التفجير او اغتيال بعض العاملين فيهما، وفقاً لما افاد به وزير الداخلية في مؤتمره الصحافي اول من امس حين اكد أن تخطيطات اعضاء الشبكة كانت تشمل القيام بعمليات اغتيال تستهدف بعض الاشخاص العاملين في السفارات الاجنبية، من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان المرأة المشار اليها لبنانية من اصل فلسطيني ومعروفة باسم «سناء». واعلن النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم عن توقيف شخصين آخرين في عداد الشبكة الارهابية التي قبض على افرادها في لبنان ليرتفع عدد الموقوفين الى 12 شخصاً ما زالوا يخضعون لتحقيقات اولية امام فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.

واكد عضوم ان رأسي الشبكة الموقوفين، احمد الميقاتي واسماعيل الخطيب، هما محور التحقيقات نظراً لخطورتهما. وان الميقاتي يستجوب في قضية مقتل المبشرة الاميركية في مدينة صيدا (جنوب لبنان) قبل عام تقريباً، كما يركز التحقيق معه ومع الخطيب عما اذا كانت لهذه المجموعة ارتباطات بأبي مصعب الزرقاوي الناشط في العراق، بعد ورود معلومات غير مؤكدة تفيد بان اشخاصاً من هذه المجموعة ذهبوا قبل فترة الى العراق ونفذوا عملية انتحارية ضد القوات الايطالية في الناصرية ادت الى مقتل ثلاثة منفذي هذه العملية.

وكشف عضوم ان امرأة من بين الموقوفين كانت مكلفة بالمراقبة واستطلاع السفارتين البريطانية والاسترالية في لبنان ليكونا هدفين مقبلين لعمليات تفجير، متوقعاً ان تكون لهذه الشبكة ارتباطات بشبكات مماثلة في المانيا والدانمارك، خصوصاً ان ابو حفص المصري مقيم في الدانمارك. وفيما جزم عضوم ان هذه الشبكة لا علاقة لها باغتيال القضاة الاربعة في مدينة صيدا في العام 1999، تحدث عن خطورة احمد الميقاتي الذي كان شديد الصلة باليمني معمر العوامي (ابن الشهيد) الذي تزعم مجموعة مماثلة وتم القبض عليه في لبنان وانه بعد توقيف الاخير حاول قتله عبر ارسال طعام مسموم له في السجن كي لا يتحدث وكان متخفياً.

وتحدث عضوم عن ضرورة وضع خطة امنية محكمة لقصور العدل في بيروت والمناطق، بعدما اضحت اهدافاً للارهابيين، مؤكداً انه سيبحث هذا الامر مع رئيس مجلس القضاء الاعلى ونقيب المحامين ووزير الداخلية.

هذا وقد سألت «الشرق الاوسط» مصدراً مسؤولاً في كل من السفارة البريطانية والاسترالية في بيروت عن تعليقه على هذه المعلومات المتعلقة بسفارة كل منهما فامتنع عن نفي او تأكيد صحتها، مكتفياً بالقول: «اننا نؤثر عدم الحديث في مسائل حساسة تتعلق بامن السفارة».

وكانت سفيرة استراليا لدى لبنان التي قامت بزيارة طرابلس (شمال لبنان) امس والتقت برئيس الحكومة السابق عمر كرامي ووزير التعليم العالي سمير الجسر قد اعلنت «ان الوضع الامني في لبنان ممتاز، لكن في عالمنا اليوم المليء بالاعمال الارهابية، ومع التقارير التي ظهرت بالامس (اول من امس) في الصحافة اللبنانية حول اعتداءات تحضر ضد السفارة الايطالية وغيرها لا يمكن ان نطمئن تماماً».

من جهته قدم سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان جيفري فيلتمان التهاني، باسم حكومة بلاده، الى وزير الداخلية الياس المر بتوقيف الشبكة الارهابية، معتبراً انها خطوة مهمة للأمن اللبناني والامن في المنطقة.

جاء ذلك خلال زيارة مجاملة وتعاون قام بها السفير فيلتمان للوزير المر في مكتبه في الوزارة قبل ظهر امس حيث عرض معه المستجدات المحلية والاقليمية على الصعيد الامني. وقال السفير فيلتمان بعد اللقاء: «الهدف الاول من زيارتي كان للتعارف والمجاملة، اذ انه لم يتح لي قبلا ان ازور الوزارة والتقي الوزير. ولقد قدمت تهاني حكومة بلادي على الاخبار التي وردت امس في شأن توقيف بعض الخلايا الارهابية في لبنان، والتي تعتبر خطوة مهمة للأمن اللبناني والأمن في المنطقة».

واشار السفير الى ان اللقاء «شكل مناسبة للتحدث في الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وقد حثثت الوزير على ان تكون هذه العملية شفافة وذات صدقية ولبنانية الطابع وتتطابق مع المواصفات الدولية للانتخابات البرلمانية»، مؤكداً متابعة الحوار مع وزير الداخلية والتعاون مع وزارته.