بوش يستعين بعلاوي انتخابيا لطمأنة الأميركيين إلى «صواب» سياسته في العراق

وصف زيارة رئيس الوزراء العراقي للبيت الأبيض أمس بأنها مهمة لتأكيد «صحة» موقفه

TT

استقبل الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض أمس رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد علاوي ليحصل على مساعدته في دعم رسالته التي تؤكد في هذه السنة الانتخابية، ان الحرب لاطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين كانت تستحق خوضها.

ووصف بوش لدى اجتماعه مع علاوي في نيويورك الثلاثاء الماضي الزيارة بأنها «مهمة لان رئيس الوزراء سيتمكن من ان يشرح بوضوح للشعب الاميركي انه لم يتم احراز تقدم فحسب بل اننا سننجح». وعقد بوش اجتماعا خاصا مع علاوي قبل ظهورهما العلني المشترك النادر الحدوث في حديقة البيت الابيض. وكان من المقرر ايضا ان يلقي علاوي كلمة في الكونغرس الاميركي بحضور اعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وذلك بعد عامين من نجاح بوش في الحصول على ما طلبه من المشرعين الاميركيين حول تفويض يخوله خوض حرب في العراق في حال فشل الدبلوماسية في نزع الاسلحة غير التقليدية التي ذكر ان الرئيس العراقي السابق كان يمتلكها.

وقال بوش إن «الشعب الاميركي شاهد صورا مروعة على شاشاتنا التلفزيونية، ورئيس الوزراء سيكون قادرا على ان يقول لهم انه على الرغم من التضحيات التي تم تقديمها وعلى الرغم من ان العراقيين والجنود الاميركيين يموتون، فان هناك ارادة بين افراد الشعب العراقي للنجاح».

ويقول علاوي انه يشارك بوش أمله في أن تتحسن الأوضاع في العراق. وأعطى ظهوره اللافت للأنظار مع الرئيس بوش الانطباع بان التقدم يحصل في العراق وأن المستقبل مشرق في البلاد.. وتأتي زيارة علاوي في وقت تتزايد فيه عمليات ايقاع قتلى وجرحى في صفوف القوات الأميركية واختطاف مدنيين في العراق، ووقوع اجزاء كبيرة من البلد تحت سيطرة المتمردين، وتتجلى الشكوك في الأمم المتحدة بشأن اجراء الانتخابات الديمقراطية في يناير (كانون الثاني) المقبل كما هو مخطط له.

وتحدث تقييم عن مستقبل العراق وضعه أخيرا مسؤولون من الاستخبارات الأميركية عن احتمالات تمتد من الاستقرار الهش الى الحرب الأهلية، بل ان بعض الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ قالوا ان هناك حاجة الى المزيد من الحديث الصريح من جانب البيت الأبيض.

وقال الجنرال جون ابي زيد أول من أمس انه من المحتمل ان تكون هناك حاجة الى مزيد من القوات الأميركية لضمان اجراء الانتخابات في العراق، ولكن القوات العراقية وربما الدولية قد تكون قادرة على انجاز المهمة بدلا من القوات الأميركية. وقال أبي زيد، وهو قائد القوات الأميركية في المنطقة بعد تقديمه ايجازا الى البيت الأبيض «أعتقد أننا سنكون بحاجة الى قوات اكثر مما لدينا في الوقت الحالي».

وأوضح بوش على نحو لا لبس فيه ان أهمية زيارة علاوي تكمن الى حد كبير في انها فرصة بالنسبة للزعيم العراقي ليعزز لدى الأميركيين التقييم الواثق للرئيس بشأن العراق. وتسجل زيارة علاوي أول زيارة له الى واشنطن كرئيس وزراء، وهو منصب عين فيه السياسي البارع الذي عاد الى العراق العام الماضي بعد 30 عاما في المنفى، من جانب مبعوث الأمم المتحدة وبدعم قوي من جانب الولايات المتحدة. كما كان ذلك أيضا مشهدا هاما في جهود ادارة بوش خلال أسبوع لعرض ما يجري حاليا في العراق.

ويواصل بوش حديثه عن غزو العراق أساسا باعتباره نجاحا يحسن حياة العراقيين ويجعل العالم أكثر أمانا، اذا لم تتخل أميركا عن المهمة. وقال في خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الحالي ان «الحرية تجد لها سبيلا في العراق. وان الرد المناسب على المصاعب ليس التراجع بل تحقيق النصر». وردد علاوي أيضا اصداء هذه الرسالة. واشار أنتوني غوردسمان، المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن الى أن على الادارة ان تنفق وقتا أقل في توفير فرصة للتصوير الجذاب، وأكثر في اتخاذ موقف واقعي من التحديات التي تقف أمامها. وقال انه «اذ يأتي رئيس الوزراء علاوي الى هنا فاننا بحاجة الى انجازات حقيقية وتقدم حقيقي واجراءات سليمة تكشف عن قدرتنا وليس أحاديث صاخبة لا تدعمها أرقام تقدم الحكومة الأميركية تفاصيلها». وألقى علاوي كلمة في الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ شكر فيها الولايات المتحدة على «تحرير بلدي» وقال ان أميركا جعلت من قضية العراق قضية لها «ونضالنا هو من أجل الحرية والديمقراطية لنا ولكم». واضاف «ان قراركم لخوض الحرب لم يكن سهلا ولكنه القرار الصحيح». وتعهد علاوي امام الكونغرس ان تتم الانتخابات العامة العراقية في موعدها في يناير (كانون الثاني) 2005 . وقال رغم انه يتوقع المزيد من العنف في العراق قبل انعقاد التصويت الا ان الانتخابات ستسير بشكل طيب. وعن منفذي الهجمات والتفجيرات، قال علاوي ان بينهم من لديهم «اوهام عودة النظام السابق للحكم ومنهم متشددون ممن يرغبون في فرض نسخة مشوهة من الاسلام وهناك الارهابيون منهم من خارج العراق ممن يرغبون في جعل بلدنا ارض المعركة الرئيسية ضد الحرية والديمقراطية والحضارة». واضاف علاوي «ان النضال الآن ليس على مستقبل العراق فقط، انها حرب دولية بين من يريدون العيش في سلام وحرية والارهابين ممن يضربون بلا تمييز ضد الجنود وضد المدنيين كما فعلوا بشكل مأساوي في 11 سبتمبر (أيلول)». وقال ان لديه خطة من ثلاثة اجزاء لتحسين الاوضاع في العراق هي: «بناء الديمقراطية، وهزيمة التمرد، وتحسين نوعية الحياة للعراقيين العاديين».

واكد علاوي للمتشككين في امكان اجراء الانتخابات العراقية في يناير انهم على خطأ وقال «اعلم ان البعض تكهنوا وحتى شككوا في امكان حدوث الانتخابات في ذلك الموعد. لذلك دعوني اكون واضحا جدا. ان الانتخابات ستعقد في العراق في موعدها في يناير لان العراقيين يريدون الانتخابات في موعدها».