قتل جنديان بريطانيان في كمين تعرضت له قافلة عسكرية امس تضم ثلاث سيارات جيب قرب البصرة في جنوب العراق، بينما اسفرت غارات شنها الطيران الاميركي على مدينة الفلوجة عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح ستة اخرين، في حين تعرضت اجزاء من مدينة الصدر وسط بغداد الى قصف عنيف في اعقاب ليلة من الهجمات الجوية الاميركية المتواصلة ، وشوهدت عشرات الدبابات تجوب شوارع المدينة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان العسكريين كانا في سيارة جيب من نوع «لاند روفر» مصفحة عندما وقع الكمين. واضاف ان السيارة كانت ضمن قافلة من ثلاث سيارت، واوضح ان احدى السيارات تضررت كثيرا في الهجوم و«عندما حاول ركاب اللاند روفر انقاذ ركاب العربة التي تضررت تعرضوا لاطلاق نار من اسلحة خفيفة».
وفي الفلوجة قتل ثلاثة اشخاص وجرح ستة آخرون في غارات شنها الطيران الاميركي مساء اول من امس على المدينة الواقعة غرب بغداد. وأعلن الجيش الأميركي ان الطائرات الحربية الأميركية قصفت مخبأ مشتبها به لاتباع أبو مصعب الزرقاوي في الفلوجة امس. وصرح مسؤول أميركي كبير الاسبوع الماضي بان شبكة الزرقاوي تعرضت لضربات قوية في الاسابيع الاخيرة وان 100 من اتباعه قتلوا في الغارات الأميركية. وكان سكان قد ذكروا ان السلسة الاولى من الغارات استهدفت الحي الشمالي للمدينة لكن تبين ان الهجمات استهدفت المنطقة الصناعية الواقعة في شرق الفلوجة.
وفي الرمادي قالت الشرطة العراقية وشهود عيان ان انفجارا نجم عن هجوم انتحاري بسيارة مفخخة فيما يبدو وقع قرب قافلة عسكرية أميركية في مدينة الرمادي امس. وأضافوا أن جنودا أميركيين ربما لقوا حتفهم لكن لم يتسن على الفور التحقق من التقارير. وقال عبد القادر محمد من شرطة الرمادي ان «سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت عند رتل أميركي وسط المدينة على مقربة من مبنى المحافظة وعلى الطريق العام». واضاف ان الهجوم اسفر عن مقتل واصابة عدد من الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين لكنه لم يحدد عددا. وفي بغداد قال سكان ان دوي قصف عنيف سمع صباح امس في أنحاء بغداد من مدينة الصدر في أعقاب ليلة من الهجمات الجوية الأميركية المتواصلة.
وقال سكان مدينة الصدر ان طائرات مقاتلة أميركية قصفت أجزاء من المدينة طوال الليل وان عشرات الدبابات كانت تجوب شوارعها. ودوت صباح امس أصوات عنيفة في المنطقة يحتمل انها صادرة عن نيران أطلقتها دبابات أميركية. واكد ممثل للصدر ان الغارات الاميركية تسببت بانقطاع التيار الكهربائي في هذه المدينة التي شهدت مواجهات دامية بين الجيش الاميركي وميليشيا «جيش المهدي».
ودوت سلسلة انفجارات قوية امس في وسط العاصمة العراقية في موقع قريب من شارع حيفا الذي شهد اشتباكات دامية مرات عدة بين مناوئين وجنود اميركيين. وقال شهود عيان «ارتفع عمود من الدخان فوق القطاع الذي اغلق بينما كانت طائرتا هليكوبتر تحلقان فوق المكان».
على صعيد اخر، قام افراد الحرس الوطني وقوة مهام بغداد باعتقال سبعة عشر شخصاً من العناصر المسلحة.
ووصف متحدث رسمي لفرقة الفرسان الاولى في الجيش الأميركي في بيان هذه العملية بانها حققت نجاحا كبيرا اذ تم القيام بعمليات تفتيش وتطويق في وسط بغداد اثبتت الاختبارات ان ثلاثة من هؤلاء المعتقلين الذين يبلغ عددهم خمسة عشر كانوا يتعاملون مع المواد المتفجرة. واشار البيان الى ان العمليات التي تم القيام بها وسط بغداد ليست هي العمليات الوحيدة، فقد نفذت عمليات مشابهة في جنوب بغداد حيث تم تفتيش 150 منزلا والقي القبض على احد العناصر الذي يتعامل بالمواد المتفجرة. وفي كركوك اعلن الجيش الأميركي في بيان امس ان قواته اعتقلت شخصا يشتبه بأنه زعيم خلية اصولية في العراق خلال غارة على مدينة كركوك.
وقال البيان «تم اعتقال حسين سلمان محمد الجبوري خلال غارة شنتها القوات الاميركية اول من امس». واضاف البيان «ان القوات الأميركية تعتقد ان الجبوري يقود جماعة اصولية مقرها كركوك ولها صلة بجماعة «انصار السنة» وهي جماعة يعتقد انها مرتبطة بجماعة «انصار الاسلام» الاصولية التي تتمركز في شمال العراق. وقال الجيش الأميركي انه يحتجز الجبوري «للتحقيق معه».