رئيس مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية: تركيا في طور مراجعة سياساتها حيال الأكراد

TT

يرى رئيس مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية فريد اسسرد ان تركيا التي تتهم في اوساط الاكراد بتدخلها في الشؤون العراقية عبر استغلال الورقة التركمانية ضد الاكراد، هي الان في طور مراجعة سياساتها المنغلقة على الاكراد في تركيا رغم بطء الحركة بهذا الاتجاه، ويعتقد بان تلك المراجعة ستتمخض عنها نظرة اكثر انفتاحا تجاه اكراد العراق، مما قد ينهي مخاوف الاكراد من التدخلات التركية في شؤون اقليمهم.

ويضيف اسسرد ان تركيا لا تطالب بضم كركوك اليها وليست لها دعوات بهذا الشأن، لكنها تصر على عدم الحاق المدينة باقليم كردستان. واعتقد بان مخاوف تركيا من هذه المسألة ناتجة من احتمال دعم النزعات الانفصالية لدى الاكراد عند ضم هذه المدينة الغنية بالنفط الى الاقليم الكردي، بناء على ذلك يمكن الاستنتاج بان الاكراد فيما لو قدر لهم اكتشاف ابار نفطية في اقليمهم الكردي بما يوازي او يفوق ابار نفط كركوك فان هذه النزعة ستتعاظم باتجاه تشكيل الدولة الكردية المزعومة.

سألته «الشرق الاوسط»: هذه النزعة التي تتحدث عنها حتى لو تعاظمت الى حد الضغط الشديد على القيادات الكردية لدفعها نحو الانفصال عن العراق، فهل هناك مناخ اقليمي ودولي لتشكيل هذه الدولة وخصوصا في ظل الظروف الراهنة من السياسة الدولية المتخبطة؟

قال اسسرد: اعتقد بان الحس القومي مرتبط بعوامل اقتصادية وسياسية وسيكولوجية، ليس من الضروري ان يطالب اقليم ما بالانفصال لمجرد وجود هذه النزعة لدى السكان، مثلا اقليم الجبل الاسود وهو الاقليم الوحيد المتبقي من يوغوسلافيا السابقة تتنازعه لحد الان نزعتان، الاولى تدعو للانفصال والثانية للبقاء فيما يسمى بالاتحاد اليوغوسلافي حتى الان الغالب هو النزعة الاتحادية والبقاء ضمن الوحدة التي اقيمت في اعقاب الحرب العالمية الثانية، من الممكن ان يحدث نفس الشيء في اقليم كردستان العراق فاذا ضمن الاكراد بان وضعهم الاقتصادي سيتحسن وسيضمن لهم ادارة جيدة لاقليمهم فليس بالضرورة ان تنتصر النزعة الانفصالية، مشكلة الاكراد انهم دائما يفكرون في الاسوا وهو الانفصال، واذا فكروا بما هو اقل من الاسوأ اي بقاء الاكراد ضمن الوحدة العراقية فانني اعتقد بانهم من الممكن ان يتخلصوا من هذه العقدة وكل التدخلات الاقليمية تأتي من خلال التخوف من هذه النزعة، ومشكلة كركوك هي التي تغذي حسب بعض الاوساط الاقليمية هذه النزعة، ولكني اعتقد بان حل مشكلة كركوك ضمن اطارها القانوني سيهدئ الى حد كبير من تلك المخاوف.

* هل تعتقد بان موضوع كركوك الذي تأجل الى حين سن الدستور سيخدم الوضع في العراق، بمعنى اليست هناك مخاوف من ان لا ترضي الحلول القادمة الاكراد؟

ـ اولا لن يطالب الاكراد بادراج مسألة كركوك في الدستور، بل يطالبون بادراج الفدرالية والديمقرايطة كمبدأين اساسيين في العراق الجديد اما مسالة كركوك فستحسم داخل البرلمان القادم الذي سيتشكل بموجب الدستور.

* وما هو وضع كركوك في الفدرالية القادمة؟

ـ هناك خلط كبير في موضوع الفدرالية، فجميع الصيغ الفدرالية تتشابه فيما بينها، هناك الفدرالية الجغرافية وهي الفدرالية التي يتمتع بها الاكراد الان.. قانون ادارة الدولة العراقية اجاز لمحافظات العراق ان تقيم وحدة ادارية بينها ضمن اقليم واحد، وهذا ما فعله الاكراد الان في اقليمهم الذي يجمع بين ثلاث محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك، هذه هي الفدرالية الجغرافية، ومن الممكن ان يتشكل اقليم حكم ذاتي كردي والاكراد يشكلون فيه نسبة 70% عندها لكن لا يمكن اطلاق تسمية الفدرالية القائمة على اساس عرقي على هذا الاقليم لانه سيكون هناك 30% من ابناء القوميات الاخرى، لذلك من الناحية الجوهرية ليس هناك اي فرق بين الصيغ الفدرالية المطروحة، الفدرالية الوحيدة التي يرفضها الاكراد هي فدرالية المحافظات اي ان تتحول كل محافظة على حدة الى اقليم منعزل، عندها ستكون محافظات كردستان مشتتة لا يجمعها شيء يسمى باقليم كردستان.. وكما جاء في قانون ادارة الدولة عند اشارتها الى الاقليم الكردي باقليم كردستان وهذا يعني انه يعترف بوجود اقليم موحد يضم ثلاث محافظات كردية.. اما مسألة كركوك وكما جاء في قانون ادارة الدولة فهي مؤجلة الى حين سن الدستور عندها يمكن الحديث او التحاور بشأنها داخل البرلمان العراقي المنتخب.