قتيل و18 جريحا على الأقل في مواجهات بين الشرطة ومواطنين في مدينة إيرانية

TT

أعلن التلفزيون الايراني ان شخصا واحدا على الاقل قتل واصيب 18 اخرون بجروح في نور اباد بجنوب غربي ايران امس خلال مواجهات بين الشرطة ومدخرين كانوا يطالبون باسترداد اموالهم من صندوق اسلامي للاقتراض بدون فوائد. واوضح التلفزيون الرسمي ان «مشكلات ناتجة عن موظفي الصندوق ادت الى نشوب مواجهات اسفرت عن قتيل و18 جريحا، لكن الوضع عاد الى طبيعته»، بدون اضافة مزيد من التفاصيل.

ومن جهة اخرى، اعلن احمد سيافوش بور رئيس السلطة القضائية في محافظة فارس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية ان العدالة امرت «باعلان افلاس صندوق ذو الفقار علي في نور اباد الذي يقوم بنشاطات غير شرعية». وبحسب موقع بازتاب على الانترنت المقرب من المحافظين، فان الصندوق تمكن من «جمع رساميل بقيمة 360 مليار ريال (حوالي 41 مليون دولار) من سكان المدينة البالغ عددهم مئتي الف». واضاف الموقع «بعد اعلان افلاس الصندوق، تظاهر السكان في المدينة وهاجموا مركز الشرطة ومباني رسمية اخرى واحرقوا املاكا عامة».

وشهدت مدن عديدة خلال الاشهر الماضية مظاهرات كانت في بعض الاحيان عنيفة، اندلعت اثر عجز صناديق اسلامية للاقراض بدون فوائد عن تسديد اموال المدخرين. ويسمح نظام الصناديق هذا لمدخريها باقتراض ضعفي قيمة مدخراتهم بعد بضعة اشهر من ايداعها. ومعظم زبائن هذه الصناديق من الفقراء.

وازدهرت هذه الصناديق الاسلامية خلال السنوات الاخيرة، غير ان مسؤوليها يستخدمون الاموال التي يتم جمعها للاستثمار او المضاربة، ما يفسر عجزهم عن تسديد اموال المدخرين حين يتقدم عدد كبير منهم طالبين استرداد مدخراتهم. ومعظم هذه الصناديق قريبة من الاوساط المحافظة، وهي غير خاضعة لمراقبة النظام المصرفي بالرغم من جهود الحكومة للسيطرة عليها بشكل افضل.

وعلى صعيد اخر، اعتقلت السلطات الايرانية الصحافي الايراني روزبه مير ابراهيمي رئيس القسم السياسي سابقا في الصحيفة الاصلاحية «اعتماد» والمحرر السياسي في صحيفة «جمهوريات» التي اوقفتها السلطات في يوليو (تموز).

وقالت زوجته سلماز شريفي في تصريحات لوكالة الانباء الطلابية «اوقف عناصر عرفوا عن انفسهم بأنهم من الشرطة روزبه مير ابراهيمي». ونقلت الوكالة عنها قولها «فتشوا منزلنا وطرحوا اسئلة الى زوجي حول نشاطاته في مواقع مختلفة على شبكة الانترنت واكدوا انهم سيطلقون سراحه سريعا الا اني لم اتمكن حتى اللحظة من مكالمته. كما انهم لم يعطوا اي دافع لتوقيفه».

وفي السابع من سبتمبر (ايلول) الماضي اوقف شهرام رافيزاده وهو صحافي اصلاحي اخر يتولى الصفحات الثقافية في صحيفة «اعتماد» وهو يقبع منذ سنة في السجن. واوقف خلال الاسابيع الماضية ثلاثة عاملين لمواقع اصلاحية على شبكة الانترنت بينهم حنيف مزروعي نجل النائب الاصلاحي السابق رجب علي مزروعي. وقال النائب الاصلاحي السابق محسن ارمين لوكالة الانباء الطلابية «حتى الان اوقف نحو عشرين شخصا على علاقة بمواقع على الشبكة ولا احد يرد على شكاوى اهاليهم». واجبرت السلطات التي منعت اوائل سبتمبر (ايلول) عددا من المواقع المقربة من الاصلاحيين على الشبكة شركات خدمات الانترنت على اتخاذ تدابير لمنع الولوج الى المواقع الاباحية وبعض المواقع السياسية. ويوجد حاليا نحو 15 صحافيا ايرانيا داخل السجون. وفي السنوات الاخيرة اوقف القضاء الايراني الذي يحكمه المحافظون بشكل وقائي اكثر من 100 مطبوعة اصلاحية بغالبيتها. ولم تعاود معظم هذه المطبوعات الصدور.

وفي فيينا، قال دبلوماسيون غربيون ان تحليل العينات التي أخذها مفتشون تابعون للامم المتحدة من «لافيزان» وهو موقع في طهران يشتبه مسؤولون اميركيون في أنه ربما يكون مرتبطا ببرنامج للتسلح النووي لا يظهر أي علامة على أنشطة نووية. وأظهرت صور التقطت بالاقمار الصناعية لموقع لافيزان بين اغسطس (اب) 2003 ومايو (ايار) 2004 أن ايران دمرت «لافيزان» تماما وهو الموقع الذي قالت ايران انه معمل أبحاث سابق تابع للجيش لا علاقة له بأي أنشطة نووية. وقال دبلوماسي يتخذ من فيينا مقرا له يتابع أخبار الوكالة الدولية للطاقة الذرية «تبين أن العينات البيئية التي أخذت من لافيزان حتى الان سلبية». ويقصد بسلبية أن العينات لا تحتوي على اثار لمواد نووية.

واتهمت واشنطن ايران بنقل كمية كبيرة من سطح التربة والحجارة وتبديلها بطبقة جديدة من التربة فيما قالت الولايات المتحدة انها ربما كانت محاولة لاخفاء أنشطة نووية سرية في لافيزان. واتهم سفير الولايات المتحدة السابق لدى وكالة الطاقة كينيث بريل ايران في يونيو (حزيران) بأنها تستخدم الجرافات لتنظيف موقع لافيزان قبل وصول مفتشي الامم المتحدة. وتقوم وكالة الطاقة بعمليات تفتيش على البرنامج النووي لايران منذ عامين. ورغم كشف وكالة الطاقة عن الكثير من الانشطة التي كانت مخفية فيما سبق التي ربما تكون متصلة بأنشطة تسلحية فانها لم تعثر على معلومات تثبت مزاعم واشنطن.