الامم المتحدة ـ رويترز: عبرت دول اعضاء في مجلس الامن الدولي عن قلقها ازاء مشروع قرار قدمته روسيا اول من امس يدعو لوضع قائمة سوداء جديدة تشمل ارهابيين مفترضين يتعين تسليمهم.
ورغم ان كل الدول الخمسة عشرة رحبت علنا بمشروع الـــقرار الروسي، فان دبلوماسيين قالوا ان لدى الولايات المتحدة ودول أخرى مشاكل ازاء توسيع القائمة السوداء التي وضعها المجلس والمقتصرة حاليا على المشتبه في انتمائهم لتنظيم «القاعدة» وحركة طالبان.
ورحبت الصين بمشروع القرار دون تحفظ، وقال مندوبها لدى الامم المتحدة جوانجيا وانغ: «لن تكون لدينا مشاكل مع مشروع القرار»، لكنه قال ان عدة دول اعترضت على القائمة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن عن مشروع القرار في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي بعد سلسلة من الهجمات الدموية المشتبه في أن انفصاليين شيشان نفذوها، بينها تفجير طائرتي ركاب وحصار مدرسة بيسلان. وانتقد لافروف دولا لمنحها حق اللجوء لناشطين شيشانيين او ممارستها «لعبة جغرافية سياسية» في ما يتعلق بالحرب ضد الارهاب، من دون ان يذكر بالاسم دولاً مثل بريطانيا وقطر اللتين منحتا حق اللجوء لناشطين شيشانيين تطالب روسيا بتسلمهم. ويسعى مشروع القرار الى تسريع عملية تسليم المتهمين بانتهاك أوضاعهم كلاجئين سياسيين من خلال تنظيم أو تمويل أعمال ارهابية، كما يوصي بوضع قائمة موحدة للامم المتحدة تضم الافراد والجماعات والكيانات الضالعة في الارهاب والتي تواجه تجميدا لاصولها وحظرا على تسلحها و«تسليما سريعا» لافرادها.
وقال عبد الله باعلي مندوب الجزائر لدى الامم المتحدة، وهي الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الامن: «ما دمنا لا نستطيع الاتفاق على تعريف للارهاب (وعدم الخلط) بين الارهاب والقتال من أجل التحرير فسيكون من الخطورة بمكان أن نضع القائمة». وأضاف لوكالة «رويترز»: «اذا كانت هناك رغبة في توسيع القائمة، فسينفتح باب مشاكل كبيرة. الجميع سيضمون أعداءهم الى القائمة».
وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول للصحافيين الاسبوع الماضي انه ما زال يبحث هذا الاجراء، غير أنه أشار الى وجود مشاكل في ما يتعلق بامكانية سماح مجلس الامن الدولي بترحيل أي شخص يمنح حق اللجوء بالولايات المتحدة. وأيد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو المبادرة وقال ان بريطانيا «ستعمل عن كثب» مع روسيا على الصياغة لمنع الارهابيين من اساءة استخدام وضع اللجوء. غير أنه اكد ان بريطانيا والدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي لن تسلم مشتبها فيهم يواجهون عقوبة الاعدام.