قريع يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة تقييم أربعة أعوام من الانتفاضة

قوات الاحتلال تشن أعنف هجمات على جنين منذ عام وموفاز يلوح بإجراءات أقسى

TT

دعا احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني في الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الفلسطينيين والاسرائيليين الى اعادة تقييم للأعوام الاربعة الماضية للخروج من دوامة العنف. ويأتي ذلك فيما شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي هجوما على مدينة جنين في الضفة الغربية هو الأعنف منذ عام. وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين كانوا يبحثون عن مسلحين ومتفجرات في مخيم جنين للاجئين. وقال سكان محليون ان مئات من القوات الاسرائيلية احتلت سطوح المنازل وقاموا بعمليات تفتيش من منزل لآخر. كما فرضت حظر تجول على المخيم.

وقال قريع للصحافيين بمناسبة دخول الانتفاضة عامها الخامس امس «هذه ذكرى تدعونا جميعا قوى وسلطة ومسؤولين وشعبا ان نعيد تقييم كل هذه السنوات الاربع، اين اصبنا وأين اخطأنا حتى نستطيع ان نواجه متطلبات المرحلة المقبلة وهي متطلبات صعبة». وألقى قريع باللوم على الحكومة الاسرائيلية في استمرار اربعة اعوام من سفك الدماء من الطرفين ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني ارييل شارون الجلوس مع القادة الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات والمضي قدما في تنفيذ خطة خريطة الطريق لاحياء السلام.

ومضى يقول «تشاهدون هذا الجنون الاسرائيلي في العدوان المستمر الذي لم يترك شيئا على الاطلاق، وهذا الاجرام المتواصل الذي لا يمكن ان يؤدي الا الى مزيد من الدم». كما وجه قريع دعوة للحكومة الاسرائيلية لاعادة النظر في سياستها مع الفلسطينيين قائلا «ندعو الاسرائيليين الى التقييم الصحيح ونقول لهم ان القوة لن تحقق لكم أمنا لن يتحقق الا بالسلام الحقيقي. أما ان يستمروا في عمليات القتل لشعبنا ومطاردة الكوادر وقيادينا وتدمير المنازل ومطاردة الكوادر في الخارج.. هذا الجنون لن يأتي بالامن ولا بالسلام». واندلعت الانتفاضة الفلسطينية في 28 سبتمبر (ايلول) عام 2000 عندما دخل ارييل شارون الذي كان زعيما لحزب الليكود اليميني آنذاك ساحات الحرم القدسي الشريف مما اعتبره الفلسطينيون استفزازا علنيا لمشاعرهم. وحصدت الانتفاضة الفلسطينية 3072 قتيلا فلسطينيا وعشرات الآلاف من الجرحى، كما زجت اسرائيل بحوالي 7500 فلسطيني في السجون الاسرائيلية فيما قتل 944 اسرائيليا.

وعلى صعيد العمليات العسكرية، قتلت القوات الاسرائيلية رميا بالرصاص فلسطينيا غير مسلح ومعاقا ذهنيا امس، خلال غارة على مخيم للاجئين في الضفة الغربية. وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين كانوا يبحثون عن مسلحين ومتفجرات في مخيم جنين للاجئين. ووصف سكان محليون العملية بانها الاكبر في منطقة جنين منذ نحو عام، وقالوا ان مئات من القوات الاسرائيلية احتلت سطوح المنازل وقاموا بعمليات تفتيش من منزل لآخر. وفرضت القوات الاسرائيلية حظر التجول على مخيم جنين خلال الليل. وقال شهود عيان ان الجنود اطلقوا النار على فلسطيني عندما خرج من احد المنازل. وقال مسعفون طبيون انه توفي نتيجة اصابته بالرصاص في الصدر.

وأعلن مصدر عسكري اسرائيلي ان اطلاق النار حدث عندما تسلق فلسطيني معروف محليا بانه مختل عقليا سياجا واقترب من القوات الاسرائيلية. واضاف المصدر الاسرائيلي ان «الجنود طالبوه بالتوقف ثلاث مرات الا انه واصل السير باتجاه القوات وانهم اطلقوا النار عليه». وقال المصدر انه لم يعثر مع الرجل على اي سلاح.

وأدان ضباط من القوات الخاصة الاسرائيلية الاساليب العسكرية الصارمة التي ينتهجها الجيش ضد الفلسطينيين في أحدث مثال على استياء في صفوف الجيش على عمليات يقوم بها في الضفة الغربية وغزة. ونشرت صحف اسرائيلية امس مقتطفات من مذكرة الاحتجاج التي ارسلها هؤلاء الضباط الى رئيسهم وهو قائد سلاح الجو الاسرائيلي في الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية. واستنكر الضباط الاربعة الذين ينتمون الى وحدة شالداج المحمولة جوا «المضايقات المنتظمة في حق السكان الفلسطينيين»، مستشهدين بعمليات قامت بها وحدتهم في الضفة الغربية وهدم منازل الفلسطينيين خلال الغارات. وقال عدد كبير من افراد الاحتياط في قوات خاصة تعادل قوة «دلتا» الاميركية و«ساس» البريطانية في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، انهم لن يخدموا في قطاع غزة والضفة الغربية.

وخلال هذا الوقت تقريبا قال طيارون في سلاح الجو انهم لن ينفذوا هجمات جوية ضد عناصر نشيطة وهو اسلوب متكرر لأن هذه الهجمات تتسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين ايضا.

وفي تطور آخر، وعد وزير الدفاع الاسرائيلي، الجنرال شاؤول موفاز، المواطنين اليهود في بلدة سدروت، التي تتعرض لقصف صواريخ «قسام» البدائية، بأن يتخذ اجراءات اقسى ضد الفلسطينيين ردا على هذا القصف. وأفادت مصادر اعلامية مطلعة بان الجيش كان ينوي اجتياح بلدة بيت حانون مرة اخرى «من اجل اجراء عملية استئصال لظاهرة القسام»، كما قالوا، الا انه اوقفها عندما اختطف الصحافي رياض علي (وهو شاب وطني من فلسطينيي 1948)، حتى لا يؤثر ذلك في مصيره.

وكان موفاز قد وصل الى سدروت بعد ان سقط فيها صاروخ قسام آخر. ومع انه لم يصب احد بأذى، الا انه اثار هلعا في البلدة، فخرجوا للقاء موفاز غاضبين، ودعاه رئيس المجلس المحلي، ايلي مويال، الى محو بيت حانون من الوجود. وقال له وسط تأييد وتصفيق جمهور واسع: «لماذا لا نتعلم من الاميركيين. انظروا ماذا يفعلون في العراق. لو كانوا هنا مكانكم لقاموا بمسح بيت حانون عن وجه الأرض». وطالبوه بدخول هذه البلدة فورا وتصفية الارهاب من جذوره».

فقال لهم ان الجيش يفحص امكانية استخدام وسائل جديدة في حربه ضد الارهاب، تكون موجعة اكثر وناجعة اكثر. واضاف: «انه لا بد من ضربات اقسى نوجهها لهم، حتى يفهموا انهم لا يستطيعون التطاول على اسرائيل».

*المتدينون المتزمتون

*من جهة ثانية، قام القائم بأعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية، ايهود اولمرت، بزيارة الى الرباي الكبير، موشيه الياشيف، الرئيس الروحي لحزب يهدوت هتوراة المعارض.

واعتبر المراقبون هذه الزيارة جزءا من التمهيد لخطة الفصل، اذ ان هذا الحزب كان حتى الآن يعارض هذه الخطة. ولكن شارون يبني عليه ان يدخل الحكومة بدلا من حزب المفدال (المتوقع انسحابه من الائتلاف حال اقرار خطة الفصل). فاذا فعل، لن يحتاج شارون الى حزب العمل داخل الائتلاف الحكومي ولن يحتاج الى فتح معركة داخل معسكر اليمين ضد هذه الخطوة.

وكان الحزب، بمعارضة الخطة، يزعم ان موقفه مبدئي، ضد اعادة اراض للفلسطينيين. الا انه بدأ يبدي مرونة في هذا الموضوع، حالما بدأ شارون يغريهم في المراكز والنفوذ، فعرض عليهم وزارة ورئاسة اهم لجنة في الكنيست (لجنة المالية) وتحرير اموال سخية للمؤسسات الدينية للحزب.

ومن المتوقع ان يكون اولمرت قد ذهب اليه لكي يقنعه بالانضمام السريع الى الائتلاف الحكومي.