الإفراج عن الرهينتين الإيطاليتين وروما تتحدث عن دفع مليون دولار فدية للخاطفين

وزير خارجية فرنسا: الإفراج عن الدبلوماسي الإيراني يعزز التفاؤل بإمكانية الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين

TT

افرج امس عن الرهينتين الايطاليتين سيمونا باري وسيمونا توريتا وسلمتا الى القائم بالاعمال الايطالي في بغداد وستعودان الليلة الى روما. واكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني نبأ الافراج عن الرهينتين وقدم الشكر لكل الذين ساعدوا على انجاز هذه المهمة، وفي مقدمتهم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي اسهمت الجهود التي بذلها الاردن في تحقيق هذه النتيجة.

وجاء الافراج عن الرهينتين عقب انباء تحدثت عن فدية بمبلغ مليون دولار تم دفعها للخاطفين. وكانت مصادر ايطالية ذكرت امس ان اجهزة الاستخبارات الاميركية التقطت بوسائل إلكترونية صوتا يعتقد انه صوت احدى الرهينتين الايطاليتين في العراق. في حين اعتبرت فرنسا الافراج عن الدبلوماسي الايراني فريدون جيهاني من قبل مجموعة «الجيش الاسلامي في العراق» بانه «امر مشجع» لان المجموعة ذاتها اعلنت مسؤوليتها عن اختطاف الصحافيين الفرنسيين. بينما قال متحدث باسم شركة الاتصالات المصرية «اوراسكوم» امس انه تم الافراج عن مصري واحد خطف في العراق بعد ان كان قد اشار في وقت سابق الى الافراج عن رهينتين. وقالت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الايطالية ان الاميركيين ابلغوا روما ان اجهزتهم التقطت اتصالا هاتفيا سمع خلاله «صوت نسائي غربي يقول بضع كلمات وراء المحادثة الرئيسية».

وبعد عمليات مراقبة وتنقية وتحليل للمحادثة قال الخبراء انهم «مقتنعون بأن الصوت قد يكون لواحدة من المتطوعتين «الايطاليتين للعمل في منظمة انسانية واللتين خطفتا في السابع من سبتمبر (ايلول) الجاري في بغداد مع زميلين عراقيين. وقالت الصحيفة ان المحادثة التقطت منذ بضعة ايام، بدون ان تضيف اي تفاصيل.

وكانت مصادر صحافية اعلنت امس ان خاطفي الرهينتين الايطاليتين وافقوا على اطلاق سراحهما ربما هذا الاسبوع مقابل فدية قيمتها مليون دولار. وقالت «ان الخاطفين حصلوا على 500 الف دولار اول من امس وأن بقية المبلغ سيتسلمه وسيط في وقت لاحق». وفي روما قال كل من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية انه ليس لديه تعقيب فوري على هذه المعلومات.

والتقى عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني في روما امس رئيس الوزراء الايطالي سليفيو برلسكوني وجرى خلال اللقاء بحث ملف العراق ووضع الرهائن. من جهتها، نفت عائلة الرهينة سيمونا توريتا اي علم لها بموضوع الفدية مشيرة الى ان صلتها فقط بوزارة الخارجية. ولم يصدر اي تعليق رسمي سوى بيان برلسكوني امس الذي قال «اننا نفكر صباحا ومساء بمصير الرهينتين».

وحول وضع الصحافيين الفرنسيين الرهينتين كريستيان شينو وجورج مالبورنو اعتبر وزير الخارجة الفرنسية ميشال بارنييه أن الافراج عن الدبلوماسي الايراني المعتقل لدى مجموعة «الجيش الاسلامي في العراق» هو «امر مشجع». واضاف بارنييه لاذاعة «فرنسا الدولية» اول من امس «نحن سعداء لعائلته ولبلده. انه امر مشجع خصوصا لان المجموعة التي كانت تعتقله هي نفسها التي تعتقل مواطنينا كريستيان شينو وجورج مالبرونو مع سائقهما السوري».

وقال «منذ 15 يوما دخلنا مرحلة جديدة من الازمة. واوضح انه يجب العمل بحذر وصبر، وهذه تماما الطريقة التي نعمل بها. على الجميع ان يدركوا ان الاولوية هي لضمان أمن الرهائن». وحول جولته في عدد من الدول العربية، قال بارنييه «اتيح لي ان اوضح ان فرنسا بلد تسامح وحرية خصوصا في مجال الدين. قلت ايضا ان الجميع يستطيعون ان يمارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية على ارضنا واوضحت ان قانون حظر الرموز الدينية لا يطبق الا في المدارس الرسمية وهو يشمل جميع الديانات».

واشار الى ان «الحكومة الفرنسية ملتزمة استخلاص الحصيلة»، وستعيد النظر بهذا الباب لحملة مشاورات واسعة خصوصا مع ممثلي الهيئات الاسلامية وبعد ذلك سينظر بها البرلمان. وفي القاهرة اكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المصرية ان البعثة المصرية في بغداد تواصل جهودها المكثفة مع كافة الجهات العراقية المعنية من اجل تأمين سرعة الافراج عن المختطفين المصريين في العراق.

ودعا المصدر المسؤول الى سرعة الافراج عن هؤلاء المواطنين المصريين وطي هذه الصفحة في ظل ما يجمع بين الشعبين المصري والعراقي من وشائج وصلات رحم.

وكان متحدث باسم شركة الاتصالات المصرية «اوراسكوم» في القاهرة قال امس انه تم مساء اول من امس الافراج عن مصري واحد خطف في العراق بعد ان كان المتحدث قد اشار في وقت سابق الى الافراج عن رهينتين. واضاف هذا المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن هويته «اعتقدنا انه تم الافراج عن رهينتين، لكن افرج عن رهينة واحدة». واعلن مصدر مصري رسمي ان المهندس علاء مقار احد الرهائن المصريين الستة اطلق سراحه، موضحا ان الرهائن الخمسة الاخرين قد يتم اطلاق سراحهم لاحقا.

الى ذلك اكد المتحدث باسم «اوراسكوم» ان الشركة ما زالت بدون اخبار عن المهندسين. وقال «نبذل الجهود للحصول على اخبار. حتى الان لا يوجد اي تبن لعملية الخطف كما لا يوجد اي طلب فدية. وما اوردته الصحافة خاطىء». من جهته، اكد رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في بغداد فاروق مبروك ان خاطفي المصريين الستة «لا دوافع سياسية لهم بل دوافع مادية». واضاف انه ليست هناك علاقة بين خاطفي مجموعتي العاملين في شركة الاتصالات.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ردا على سؤال لشبكة تلفزيون( سي.بي.اس) الكندية عن انباء ان الخاطفين يطلبون فدية لقاء الافراج عن الرهائن ان القاهرة ليست على اتصال بمحتجزي الرهائن. واضاف اثناء زيارة لكندا «لم نتعرف بعد على هوية الخاطفين ولم نتقدم بعد بأي وسيلة للاتصال.

وفي دبلن قال مسؤولون ايرلنديون وفلسطينيون امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيقوم بمحاولات للافراج عن المهندس البريطاني كينيث بيغلي المحتجز رهينة في العراق.

وجاء تدخل عرفات بعد ان كتب اليه سياسي ايرلندي طالبا منه المساعدة في الافراج عن بيغلي.

وقال مايكل دي. هيغينز المتحدث الخاص بالشؤون الخارجية في حزب العمال الايرلندي انه كتب الى عرفات عن طريق ممثليه في دبلن بعد التحدث الى بول شقيق بيغلي.