إسبانيا تواصل «الدبلوماسية الحيوية» لحل نزاع الصحراء وخالد نزار يمتنع عن وصف المغرب بـ«البلد المحتل»

TT

لم تتراجع اسبانيا عن مساعيها لايجاد حل لنزاع الصحراء، والتي باشرتها بخطى حثيثة منذ الايام الاولى للحكومة الاشتراكية الحالية والمتجلية في الزيارات والاتصالات التي قام بها كل من رئيسي الوزراء خوسيه رودريغيث ثاباثيرو، ووزير الخارجية ميغل انخيل موراتينوس اللذين زارا على التوالي الرباط، والجزائر وتونس، كما اوفدت اسبانيا مندوبين لممخيمات تيندوف (جنوب غرب الجزائر) للاستماع الى وجهة نظر جبهة البوليساريو بشأن البدائل التي عرضتها اسبانيا لتحريك ملف نزاع لم تعد تنفع في حله الصيغ القديمة، بما فيها مخطط جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي الاسبق، الذي ترغب اسبانيا في اعتباره وثيقة مرجعية وليس نصا مقدسا لا ينبغي الخروج عنه.

وفي وقت ظهر فيه ان اسبانيا ربما تخلت عن دبلوماسيتها الحيوية، في مقابل «الحياد السلبي» الذي نهجته الحكومة السابقة برئاسة خوسيه ماريا اثنار، جاء تاكيد وزير الخارجية الاسباني ارادة المغرب، في ايجاد تسوية لنزاع الصحراء، ودعا الى تمديد فترة انتداب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة الفارو دي سوتو حتى يتمكن من «ايجاد صيغ مقبولة من قبل جميع الاطراف»، حسبما قال موراتينوس.

واستند رئيس الدبلوماسية الاسبانية لتدعيم رأيه، بالخطاب الاخير الذي القاه العاهل المغربي الملك محمد السادس امام الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث جدد رغبة بلاده وارادتها في تسوية مشكلة الصحراء.

وفي سياق نظرته التفاؤلية لمستقبل النزاع، اعلن موراتينوس ان بلاده الى جانب فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، سيساهمون في صياغة توصية جديدة سيتم تقديمها الى مجلس الامن، الشهر المقبل، تدعو الى تمديد فترة انتداب الممثل الخاص للامين العام الاممي (دي سوتو) الذي تعود اليه، حسب موراتينوس، مسألة البحث عن صيغ سياسية بهدف التوصل الى اتفاق لدى الاطراف المعنية بالنزاع. كما اشار موراتينوس الى ان اسبانيا ستدعم في الامم المتحدة تمديد فترة انتداب بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء (مينورسو) لمدة ستة اشهر، وتخول الممثل الخاص للامين العام «هامشا اكبر للعمل» من اجل بلورة «دينامية للتفاوض تحظى بقبول الاطراف».

واعرب موراتينوس، الذي القى عرضا مساء اول من امس عن نتائج اتصالاته ومشاوراته بخصوص نزاع الصحراء امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاسباني، معارضته لمضمون الملتمس الذي صادق عليه منذ اسبوعين نفس المجلس، والذي يدعو الحكومة الاسبانية الى الابقاء على التفاوض داخل المنتظم الاممي دون تحويله الى اطار ثنائي او اقليمي، معتبرا جميع المجهودات متكاملة، وانه سيبذل كافة الجهود الضرورية لتسوية النزاع وذلك من خلال نهج كل السبل الممكنة، مشيرا الى «ظروف جديدة» برزت خلال الاشهر الاخيرة تدل على بدء «مرحلة جديدة».

الى ذلك، اكد الجنرال خالد نزار، رئيس هيئة اركان الجيش الجزائري الاسبق، ضرورة حل قضية الصحراء من خلال اعتماد «نوع من الحكم الذاتي الواسع»، معتبراًَ ان خطة بيكر، الوسيط الدولي السابق في النزاع، تم تجاوزها الآن. واقترح وزير الدفاع الجزائري الاسبق، في لقاء صحافي بباريس بمناسبة صدور كتاب له، حلا لهذه القضية «لا يؤدي الى استقلال الصحراء عن المغرب». وقال نزار انه «يجب حل قضية الصحراء لانه لا يمكن بناء اتحاد المغرب العربي بدون ذلك». وامتنع الجنرال نزار خلال اللقاء الصحافي عن وصف المغرب بالبلد «المحتل» للصحراء.