ليلة من الشغب في البقاع بعد وفاة قيادي في شبكة «القاعدة» معتقل والسلطات اللبنانية تفرج عن شقيقته

TT

عاد الهدوء امس الى منطقة عنجر في البقاع اللبناني اثر ليلة صاخبة من اعمال الشغب التي شهدتها هذه المنطقة المتاخمة للحدود السورية بعد الاعلان عن وفاة احد الموقوفين لدى السلطات اللبنانية بتهمة ترؤس شبكة ارهابية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في احد سجون الشرطة اللبنانية.

وقد اعيد فتح الطريق الدولية في عنجر امام حركة السير بعدما ازالت الفرق التابعة لوزارة الاشغال ومديرية الدفاع المدني الانقاض والعوائق التي وضعت عليها. ونجحت الاتصالات السياسية المكثفة التي اجريت منذ ليل اول من امس في لجم التوتر والغضب الشعبي الذي سجل في بلدة مجدل عنجر عقب وفاة اسماعيل محمد الخطيب ابن البلدة. وقد عملت القوى الامنية اللبنانية والسورية على تثبيت الهدوء في البلدة وفتح الطريق وتسيير دوريات مؤللة وراجلة.

وكانت اعمال شغب اندلعت ليل اول من امس فور شيوع نبأ وفاة الخطيب. واقدم المئات من اهالي بلدة مجدل عنجر على قطع الطريق الدولية في منطقة المصنع. وقاموا باعمال شغب ادت الى تحطيم عدد من السيارات اللبنانية والسورية المتوقفة لتخليص معاملاتها والى تحطيم واجهتي مقري الامن العام ومخفر المصنع. واحرق المتظاهرون الاطارات المطاطية وقطعوا الطريق بالحجارة لمدة ساعتين بعد منتصف الليل.

وامس نفذ نحو ثلاثة آلاف من ابناء مجدل عنجر والقرى المجاورة في البقاع الغربي وصولاً حتى القرعون، اعتصاماً امام باحة مسجد بلال بن رباح في البلدة شارك فيه مفتي البقاع خليل الميس. ورفع المعتصمون لافتات تطالب بمحاكمة وزير الداخلية الياس المر. وشبهوا سجون لبنان بسجن ابو غريب العراقي وسجون غوانتانامو. ورددوا هتافات دعت الى اقالة المر. وطالبوا باجراء تحقيق لكشف ملابسات وفاة الخطيب شرط ان تعين عائلته طبيباً من قبلها، مستغربين الصاق تهمة الارهاب باسماعيل الخطيب «خدمة لاميركا».

والقى امام بلدة مجدل عنجر الشيخ محمد عبد الرحمن كلمة اعتبر فيها ان المظاهرة التي جرت ليلاً «لم تكن عاطفية انما كانت مقصودة. والجماهير التي تشارك اليوم (في الاعتصام) جاءت مستنكرة لما يجري في السجون اللبنانية على يد الوزير (المر) الذي كانت فعلته اعظم مما جرى في سجن غوانتانامو وفي سجون العدو الاسرائيلي».

وقد اخلي امس سبيل الموقوفة لطيفة الخطيب شقيقة اسماعيل التي كانت قد اوقفت معه منذ ثمانية ايام. كما اخلي سبيل الموقوفة انعام جلول شقيقة نبيل جلول المتهم الآخر في محاولة تفجير السفارة الايطالية. فيما أُبقي نبيل جلول وجمال عبد الواحد ومحمود عبد الخالق وابراهيم عدي وخالد المصفي وعصام شروف قيد التوقيف.

وكان عقد اجتماع ليل اول من امس في منزل رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالي ادى الى نجاح مساعي ضبط الوضع والغاء المظاهرة التي كانت مقررة امس والاكتفاء باعتصام لاهالي البلدة امام مسجدها.

وقد تسلم ذوو اسماعيل الخطيب جثته من مستشفى ضهر الباشق ظهر امس تمهيداً لنقلها الى مسقط رأسه. وكانت النيابة العامة التمييزية امرت بتسليم الجثة الى ذويها بعدما اطلع المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على التقارير الطبية الشرعية التي اكدت ان وفاة الخطيب جاءت نتيجة نوبة قلبية حادة.

وقال عضوم لاذاعة «صوت لبنان» انه ينتظر تقرير نتائج التحقيقات الاولية التي اجراها فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي مع افراد الشبكة الارهابية التي كانت تخطط للقيام باعمال ارهابية للاطلاع عليه واحالته مع الموقوفين الى القضاء العسكري المختص. كما طمأن محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان الى ان الوضع هادئ في مجدل عنجر نتيجة الجهود التي بذلت سياسياً وامنياً من قبل القوى الامنية اللبنانية والقوات السورية العاملة في لبنان. واكد ان اعمال الشغب حوصرت بشكل نهائي، مشيراً الى «وعي اهالي مجدل عنجر من ان الدخول في هكذا امور يمكن ان يؤدي الى مشاكل كبيرة والى فتن نحن بغنى عنها».

وفيما تفقد المدير العام للامن العام اللواء الركن جميل السيد امس مبنى الامن العام في منطقة المصنع الذي لحقت به بعض الاضرار نتيجة مهاجمته من قبل اشخاص ليل اول من امس عقب شيوع نبأ وفاة الخطيب، صدرت ردود فعل شاجبة احدها للحزب التقدمي الاشتراكي الذي اصدر بياناً رأى فيه «ان الاعلان عن وفاة اسماعيل الخطيب بسبب ضيق مفاجئ في التنفس يثير اسئلة كثيرة». متسائلاً عما اذا كان الأمر «جزءاً من السيناريو السريع المدروس توقيتاً واهدافاً في اطار المسرحيات والافلام الامنية العديدة التي نشهدها؟ ام هو اهمال للرعاية الصحية يقود الى الاغتيال قبل اكتمال التحقيق؟». واعتبر »ان الامرين معاً يؤديان الى نتيجة واحدة، وهي الوفاة التي تشبه الاغتيال او الاغتيال تحت عنوان الوفاة». ودعا الى «الكف عن الالاعيب الامنية والمسرحيات السياسية تحت الشعار الامني»، مستغرباً »مسرحية التهويل بتنظيم القاعدة ودوره في لبنان».