مصادر دمشق: الشرع أوضح في نيويورك تناقض المصالح الأميركية والإسرائيلية وحرص سورية على استقرار العراق

TT

رأت مصادر سياسية ودبلوماسية في العاصمة السورية ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ذهب في حديثه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في منحى عالمي حين ركز على قضايا الفقر والجهل والتخلف في العالم، معبرا عن معاناة غالبية شعوب العالم النامي وافكارها ومشاعرها ومشاغلها.

وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن الوزير الشرع حين تناول مسألة العولمة تحدث عنها كظاهرة انسانية هدفها تحقيق انسانية الانسان وليس الاعتداء عليها، مبرزا من حيث النتيجة ضرورة جعل واقع العولمة انسانيا وليس عدوانيا والعمل على ذلك.

ولحظت المصادر ان الوزير الشرع وعبر طروحاته التي وصفت بالمتشددة حيال اسرائيل قد وضع الاصبع على الجرح فيما يتصل بالكثير من المسائل، موضحا جملة من الحقائق الخاصة بمواقف كل من سورية واسرائيل، حيث وضع النقاط على الحروف شارحا موقف بلاده بصورة دقيقة ومنطقية حيال قضايا المنطقة وخاصة عملية السلام، مؤكدا رفض اسرائيل لها خلافا لما تدعيه وتزعم.

كما لحظت المصادر ان الشرع وضع ايضا النقاط على الحروف في ما يتعلق بدور اسرائيل التخريبي في المنطقة بدءا من العراق، وبما يتعارض مع المصالح الاميركية، حين اكد ان اسرائيل تعمل على تعميق المأزق الاميركي في العراق، وهو المأزق الذي تريد واشنطن الخروج منه حفاظا على مصالحها، في حين ترى اسرائيل ان من مصلحتها تعميق هذا المأزق وتسعى الى تعقيد الاوضاع في العراق، بما يعقد بالتالي الموقف الاميركي فيه.

وتوقفت المصادر عند اشارات طرحها الوزير الشرع امام المجتمع الدولي، تلفت الى ثمة تناقض بين المصالح الاميركية والاسرائيلية، وبما يمكن تفسيره بان ليس من مصلحة اميركا تقسيم العراق وشرذمته، بينما تكمن مصلحة اسرائيل في شرذمة العراق وتقسيمه وتفتيته ودفعه نحو مزيد من التدهور والانهيار، وما ينجم عن ذلك من تداعيات على المنطقة.

ولحظت المصادر ايضا ما اكده الشرع من ان تردي الاوضاع في العراق يشكل مصدر قلق كبير لسورية، وعلى عكس ما يزعمه البعض من ان لسورية مصلحة في هذا التردي. ورأت ان تركيز الشرع على اهمية وضرورة تحقيق امن واستقرار العراق يعكس حرص بلاده على تحقيق ذلك ويجعل من الطبيعي ان تعمل ما في وسعها لضمان ذلك وبما يحقق ترسيخ وحدة العراق، على العكس تماما مما تسعى اليه اسرائيل.