المباحث الأميركية تعيد استجواب متعاطفين مع «القاعدة» تحسباً لهجمات خلال الانتخابات أو حفل تنصيب الرئيس

TT

قال مسؤولون اميركيون ان مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) اجرى آلاف المقابلات مع اشخاص، وسيكثف جهوده لاحباط أي هجوم محتمل قد تشنه عناصر من تنظيم «القاعدة» قبل انتخابات الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واوضح المسؤولون ان تلك المقابلات كانت جزءا من عملية بدأت الربيع الماضي عندما حذر مسؤولون لاول مرة من احتمال أن تهاجم «القاعدة» الولايات المتحدة في مرحلة الاستعداد للانتخابات. وقال مسؤول بارز في مكتب المباحث: «سنبذل جهودا ضخمة من الآن وعلى مدى خمسة أو ستة اسابيع». وقال مسؤولون بوزارة الامن الداخلي انه ليس ثمة معلومات جديدة أو محددة من اجهزة الاستخبارات بشأن خطط ارهابية، لكنهم قالوا ان ثمة كماً منتظماً من المعلومات يشير الى أن «القاعدة» قد تخطط لتنفيذ عملية قبل الانتخابات. وشكل مكتب المباحث فريق عمل من 100 ضابط ومحلل يكرسون وقتهم لمحاولة رصد ومنع أي هجوم خلال الاسابيع المقبلة. واوضح مسؤولون ان المباحث تعيد النظر في العديد من حالات الارهاب، واحيانا تعيد استجواب عناصر يشتبه في تأييدها لـ «القاعدة» داخل الولايات المتحدة.

كذلك قال مسؤولون بوزارة العدل ان ضباط المباحث أجروا عشرة آلاف مقابلة مع أصحاب منشآت للتخزين في الاشهر الاربعة أو الخمسة الماضية. وحذر المكتب من أن أناسا يخططون لشن هجوم ارهابي ربما يستأجرون مستودعا في اطار الاستعداد للهجوم. وقال المسؤول ان مكتب المباحث «أعاد الاتصال» بما لا يقل عن 13 الفا من مصادره خلال الاشهر القليلة الماضية في محاولة لاستخلاص اي معلومات جديدة. وفيما يركز مكتب المباحث الفيدرالي ووزارة العدل على الاسابيع التي تسبق الانتخابات الرئاسية، قال مسؤولو وزارة الامن الداخلي انهم قلقون بشان وقوع هجوم خلال تنصيب الرئيس في يناير (كانون الثاني) المقبل.

ورغم هذه المخاوف، فان استطلاعاً للرأي نشر امس كشف انه بعد ثلاثة أعوام على هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، بات الاميركيون يشعرون بانهم أقل عرضة للهجوم، لكنهم مصممون على مواصلة الحرب على الارهاب.

وأوضح الاستطلاع الذي أجراه «مجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية» أن الشعور بمخاطر الارهاب تراجع الى مستويات ما قبل 11 سبتمبر رغم أنه مازال يمثل شاغلا كبيرا. واحتل الارهاب الدولي والاسلحة الكيماوية والبيولوجية واحتمال امتلاك دول غير صديقة قدرات نووية، قائمة المخاطر المثيرة للمخاوف كما كان عليه الحال في دراسة 2002.

الا أن الدراسة الاخيرة كشفت حدوث تراجع بنسبة عشر نقاط مئوية في عدد الاميركيين الذين يعتبرون الارهاب الدولي «خطرا شديدا».

وفيما يتعلق باهداف السياسة الخارجية قال 78 في المائة انه يتعين على الحكومة حماية وظائف العمال الاميركيين واضعين ذلك على قمة الاهداف المطلوب مراعاة تحقيقها حتى قبل منع انتشار الاسلحة النووية ومحاربة الارهاب. وقال 83 في المائة من الاميركيين انهم يفضلون ضربات جوية اميركية ضد معسكرات تدريب الارهابيين و76 في المائة أيدوا شن هجمات بالقوات البرية على مثل هذه المنشآت. وقال مارشال بوتون رئيس المجلس: «مازالوا راغبين في استخدام القوة العسكرية ضد التهديدات الارهابية المحددة».

الا ان ثمة تأييداً أيضا للدبلوماسية والعمل غير العسكري وفقا لدراسة أجرتها «منظمة الشؤون الدولية المستقلة». فردا على سؤال بشأن ما اذا كان على الادارة الاميركية التركيز أكثر على الاساليب العسكرية أو الدبلوماسية أو الطرق الاقتصادية أو ما اذا كان عليها ان توازن الامور فيما يتعلق بالحرب على الارهاب قال 45 في المائة انهم يفضلون المزيد من التركيز على العمل الدبلوماسي والاساليب الاقتصادية.

وقال 73 في المائة ان الدرس الاكثر اهمية لهجمات سبتمبر هو أن الولايات المتحدة تحتاج للتعاون بدرجة أكبر مع الدول الاخرى في محاربة الارهاب بزيادة قدرها 12 نقطة مئوية مقارنة بالدراسة السابقة.

وقال 66 في المائة انه يتعين على الولايات المتحدة حينما يتعلق الامر بالمشكلات الدولية أن تصدر القرارات في اطار الامم المتحدة حتى اذا لو كان ذلك يعني تبني سياسات ليست هي الخيار الاول. وشمل الاستطلاع 1195 اميركيا في الفترة بين 6 و12 يوليو (تموز) بهامش خطأ ثلاث نقاط مئوية.