السيطرة على الحدود العراقية ــ السورية ما يزال مطلبا بعيد المنال

TT

الوليد ـ أ.ف.ب: يقوم مدير الجمارك في مركز الوليد الحدودي الذي تعرض لاعتداءات متكررة، كل يوم بتقييم الصعوبات في مراقبة وضبط الحدود بين العراق وسورية والتي ما زالت قابلة للاختراق من قبل المقاتلين الأجانب والمهربين. فخلال أغسطس (آب) وحده ألحق مسلحون أضرارا بسيارة رعد السامرائي، كما نُصب له كمينان على طريق بغداد.

وقال السامرائي وابتسامة المغلوب على أمره تعلو شفتيه وسط سيارات يكسوها الغبار وشاحنات وحافلات تتزاحم عند المركز الحدودي إن «الناس يتهمونني بالعمل لمصلحة الأميركيين». ويتحدث المسؤول العراقي بلطافة تتميز عن قساوة المكان المعزول وسط البادية حيث تتهم الاستخبارات السورية بغض الطرف عن المقاتلين الأجانب الذين يتسللون الى العراق. وفي الواقع يراهن المسؤولون الأميركيون على السامرائي لوضع حد لهذا الوضع الذي ما زال يقلقهم مع حلفائهم. لكن وبالرغم من الجهود المبذولة فان الحدود العراقية مع سورية على طول 800 كلم ما زالت مصدر قلق للأميركيين منذ أن عبروا عن تخوفهم للمرة الأولى من تسلل مقاتلين أجانب في أغسطس 2003 . وهم يريدون ضبط هذه الحدود قبل الانتخابات العامة المرتقب إجراؤها في يناير (كانون الثاني) 2005 لمنع أنصار نظام صدام حسين السابق والمقاتلين الأجانب والمهربين من عبورها. كما يريد الجيش الأميركي تعزيز شرطة الحدود في محافظة الأنبار الغربية والتي تعد حوالي ثلاثة آلاف رجل. وقال ضابط أميركي خلال زيارة الى مركز الوليد الحدودي «هناك انتخابات بدأت تلوح في الأفق، والجميع يدركون انه يتوجب حل هذه المشكلة». واستطرد متسائلا «بإمكاننا امتلاك أفضل تقنية، لكن الأهم هو حسن النيات. هل إن هؤلاء الرجال يريدون أم لا وضع حد لعمليات تسلل المقاتلين الأجانب». وعبر السامرائي الذي يزور كل شهرين جيرانه لتسوية الخلافات الجمركية عن شكوكه في أن الاستخبارات السورية تشجع عمليات التسلل. وقال في هذا الصدد «إن عملاء الاستخبارات يسيطرون على المركز السوري».

وقال قائد شرطة الحدود في الأنبار العقيد عارف فانوس من جهته «لو أرادوا حقا وقف عمليات التسلل هذه لكانوا فعلوا ذلك من قبل». ويتشكى عناصر هذه القوة من نقص العتاد المتوفر لديهم ومن رواتبهم المتدنية، علما بأنهم يتقاضون 240 ألف دينار عراقي (160 دولارا) شهريا مقابل 400 ألف دينار لعناصر الشرطة. وقد دمر مهاجمون اثنين من مراكز المراقبة الثمانية المفترض فتحها الأسبوع المقبل. ومن المقرر فتح 28 مركزا آخر بحلول يناير المقبل. أما مسالة حماية الحدود فهي مرتهنة بعديد القوات الاميركية المنتشرة في غرب البلاد وأماكن انتشارها. وفي الخريف الماضي صرح ضابط أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش عجز عن ضبط الحدود فيما كان منشغلا في محاربة المتمردين السنة والشيعة في أماكن أخرى في العراق. وبعد سنة من ذلك ما زال الوجود الأميركي محصورا ببضعة جنود في مركز الوليد الحدودي مع سورية ومركز طريبيل الحدودي مع الأردن.

كما يحتفظ جنود المارينز بوجود قوي في مدينة القائم التي تعتبر معقلا للمتمردين، مهملين مركز الوليد، لكن القادة الأميركيين يأملون معالجة هذا الوضع.