مقتل سبعة جنود في حادثين بمنطقة القبائل الباكستانية وواشنطن تشيد بجهود إسلام أباد

TT

أعلن وزير الداخلية الباكستاني افتاب شرباو ليل الاثنين ـ الثلاثاء مقتل خمسة جنود باكستانيين يوم الاثنين اثر هجوم على قافلة عسكرية في المنطقة القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان. واوضح شرباو في تصريح اورده التلفزيون الباكستاني العام ان عبوات انفجرت بالتحكم من بعد لدى مرور القافلة بالقرب من سرفاكاي الى شمال وانا، عاصمة منطقة وزيرستان القبلية، 300 كيلومتر الى جنوب غربي اسلام اباد. واضاف ان عددا آخر من الجنود اصيبوا بجراح، ولكن بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال مسؤول عسكري كبير ان الكمين نصب اثناء عملية للجيش الباكستاني للبحث عن عناصر اجانب يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة. وقد كشف العسكريون مؤخرا شبكة انفاق ومخابئ تحتوي على اسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ وقذائف مضادة للدبابات (آر بي جي) اضافة الى قذائف هاون وانواع اخرى من الذخيرة، كما جاء في بيان صادر عن الجيش الباكستاني. واضاف البيان ان هذه الاحداث تأتي بعد يومين من اعلان رئيس الوزراء، شوكت عزيز، رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على العشائر التي يشتبه في انها «متواطئة مع الارهابيين الاجانب» في المنطقة القبلية الباكستانية. ويسعى الجيش منذ عام الى بسط سيطرته على المنطقة القبلية المحاذية للحدود الافغانية على طول 500 كيلومتر وشن عمليات عسكرية عدة لهذا الغرض. وخلال عام واحد قتل 150 مقاتلا اجنبيا على الاقل يشتبه بصلتهم بالقاعدة في هذه المنطقة، حسب هيئة اركان القوات المسحلة الباكستانية.

وإضافة الى ذلك قال مسؤولون ان جنديين باكستانيين على الاقل قتلا واصيب اربعة بجراح امس لدى انفجار لغم ارضي تحت اقدامهما في منطقة للقبائل بغرب البلاد بعد يوم من مقتل الجنود الخمسة المذكورين. وقال مسؤولون عسكريون ان الجنود كانوا في طريقهم لإحضار الماء عندما وطئ احدهم اللغم الذي انفجر مما ادى الى مقتل اثنين واصابة اربعة بجراح في منطقة شاكاي الواقعة باقليم جنوب وزيرستان القبلي. وتقع شاكاي بالقرب من وانا، البلدة الرئيسية في جنوب وزيرستان، وهي تبعد نحو 400 كيلومتر الى الجنوب الغربي من العاصمة اسلام اباد.

وقتل خلال الشهر الجاري نحو 60 متشددا في هجوم جوي وهجمات لاحقة للقوات البرية بالقرب من جاندولا. ويقول الجيش الباكستاني ان نحو 150 متشددا قتلوا في جنوب وزيرستان العام الحالي بينهم عرب وشيشان واوزبك. وأمس ايضا اشادت الولايات المتحدة بالعمليات التي تشنها باكستان ضد ناشطي القاعدة والتي اسفرت عن مقتل ناشط متهم بقتل الصحافي الاميركي دانييل بيرل. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية ادم ايريلي: «اننا مرتاحون للاخبار التي تحدثت نهاية الاسبوع عن ان باكستان اعتقلت عددا من المشتبه بان لهم علاقات بتنظيم القاعدة خصوصا المشتبه فيه بقضية بيرل».

واشار الى ان ذلك «تطور ايجابي في الحرب العالمية ضد الارهاب، واشارة مهمة للتقدم الذي تحقق في باكستان وغيرها ضد تنظيم اسامة بن لادن حتى وان كان لا يزال هناك الكثير الذي يجب القيام به». وقضى الناشط الاسلامي الباكستاني امجد الفاروقي، الذي رصدت مكافأة قيمتها عشرون مليون روبية (235 ألف دولار) للقبض عليه، في عملية للشرطة نهار الاحد. وكان الفاروقي المسؤول الاعلى عن تجنيد العناصر الجديدة في تنظيم القاعدة، كما كان العقل المدبر للاعتداءين الفاشلين اللذين استهدفا مشرف في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وكان فاروقي قد ادين في ملف اغتيال الصحافي الاميركي بيرل ولكن القضاء الباكستاني لم يستطع ابدا تحديد مكان اقامته، حسب المسؤول الباكستاني نفسه. وكان بيرل، مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» في جنوب اسيا، قد خطف في 23 يناير (كانون الثاني) 2002 في كراتشي وهو يجري تحقيقا حول الحركات الاسلامية الباكستانية. واعلن عن مقتله في 22 فبراير (شباط) 2002 من خلال شريط فيديو يظهر عملية اغتياله.وكان فاروقي يقيم علاقات وثيقة مع خالد الشيخ محمد، الرجل الثالث في تنظيم القاعدة والرأس المدبر المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وكان خالد الشيخ محمد قد اعتقل في مارس 2003 بالقرب من اسلام اباد.