المدنيون العراقيون يدفعون ثمنا فادحا للعمليات العسكرية للقوة المتعددة ولهجمات المسلحين

TT

يدفع المدنيون العراقيون الثمن الاكثر فداحة للعمليات العسكرية لقوات التحالف وللهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، من دون ان يبدو ان هناك افقا لوضع حد للنزيف اليومي للضحايا.

ففي حين تشير احصاءات قوات التحالف الى ان عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في هجمات بلغ 799، كما قتل 250 آخرون في حوادث عارضة، كما قتل 25 جنديا بريطانيا في هجمات و39 آخرون في حوادث عارضة، وقتل 60 جنديا من دول اخرى في التحالف، في هجمات و7 فقط في حوادث عارضة، الا ان الحصيلة بين العراقيين تصل الى ارقام ضخمة نسبيا. فقد قتل من العسكريين العراقيين ما يتراوح بين 4895 و6370 طبقا لتقديرات مؤسسات بحث غير رسمية. اما المدنيون فقد قتل ما بين 12943 و14997 طبقا لارقام جمعت من على موقع دبليو.دبليو.دبليو. ايراك بودي كاونت دوت نت على الانترنت والذي تديره مؤسسات أكاديمية ونشطون مدافعون عن السلام اعتمادا على حوادث أوردها مصدران اعلاميان على الاقل.

وتقول وثائق لوزارة الصحة العراقية ان العمليات العسكرية للقوات الاميركية وقوات الامن العراقية تتسبب في ايقاع ضحايا بين المدنيين تعادل ضعف عدد الضحايا الذين يقعون على ايدي الجماعات المسلحة المناوئة.

وتشير وثائق الوزراة الى مقتل 3487 مدنيا في 15 محافظة من بين المحافظات العراقية الـ18 منذ 5 ابريل (نيسان)، حيث بدأت الوزارة اعداد احصائياتها ولغاية 19 سبتمبر (ايلول) الجاري، وكان بين الضحايا 328 امرأة وطفلا، فيما جرح 13726 مواطنا آخر.

وقالت وزارة الصحة ان معظم الضحايا مدنيون، ولكن الوثائق تشير الى ان هناك بينهم عددا من رجال الشرطة واعضاء الحرس الوطني. وقالت ان اعداد الوفيات يمكن ان تكون اكبر بكثير لو كان بالامكان احصاء الضحايا الذين لا يتم تسجيلهم خلال المواجهات مع المتمردين.

وخلال الفترة نفسها قتل 432 جنديا اميركيا. ويقول مسؤولون عراقيون ان الارقام تشير الى ان الغارات الجوية التي تقوم بها الطائرات الاميركية وان كانت تستهدف المسلحين، الا انها توقع العديد من المدنيين الابرياء، الامر الذي يؤدي الى تدمير شعبية الحكومة المدعومة من القوات الاميركية. وهو ما يعني انه كلما زادت الهجمات العسكرية على المواقع المدنية، كلما زادت ردود الفعل بين المدنيين سوءا، لتزيد من مصادر الدعم الذي يتلقاه المتمردون.

واشارت الاحصاءات الى مقتل 1295 مدنيا في مواجهات مع القوة متعددة الجنسيات، حتى يوم 10 سبتمبر الجاري، في حين قتل 516 مدنيا في التفجيرات الارهابية.

ويقول مسؤولون عسكريون اميركيون «ان الضرر لا بد ان يقع» خلال عملياتهم التي يسعون من ورائها الى استعادة السيطرة على بعض المناطق الاكثر اثارة للمتاعب. وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي الجنرال ستيف بايلون «ان المتمردين يتحصنون في مناطق مدنية، واحيانا في منازل مليئة بالمدنيين، وهم كلما واصلوا فعل ذلك، فانهم يضاعفون الخطر باصابة المنازل التي يحتمون بها. وسنواصل من ناحيتنا ملاحقتهم». وقالت احصاءات وزارة الصحة ان عددا اكبر من الاطفال قتلوا في مناطق الرمادي والفلوجة مما هو الحال في بغداد. وذلك على الرغم من أن هاتين المدينتين تضمان نحو تسع عدد سكان العاصمة فقط. حيث قتل في محافظة الانبار 59 طفلا خلال تلك الفترة، مقابل 56 في بغداد. والاطفال المعنيون بهذه الاحصاءات هم من عمر يقل عن 12 عاما. وقال الجنرال العراقي السابق ابو محمود، 50 عاما، «الاميركيون لا يهتمون بالمدنيين العراقيين. انهم ينتقدون المقابر الجماعية لصدام، ولكن كم مقبرة جماعية صنعوا في العراق».

وقال عراقي اخر يدعى رعد ابراهيم، 24 عاما، «الاميركيون يواصلون الهجمات على المدن ليس لانهم يريدون استقرار الامن، بل لانهم يريدون الابقاء على الوضع الحالي لكي يبقون في العراق للسيطرة على النفط».