هجوم سامراء يوقع 109 قتلى ومواجهات عنيفة في مدينة الصدر

الجيش الأميركي يعلن سيطرته على مقر المجلس البلدي ومراكز الشرطة وسط سامراء

TT

شنت القوات الأميركية وقوات عراقية هجوما واسعا على مدينة سامراء امس وسيطرت على مقر المجلس البلدي وكذلك مراكز الشرطة في وسط المدينة، مما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 109 أشخاص وجرح 180 في حين اسفرت المواجهات بين ميليشيات «جيش المهدي» التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات الاميركية في مدينة الصدر ببغداد امس عن مقتل تسعة من الميليشيات.

واعلن الجيش الاميركي مقتل جندي منه و109 من المسلحين امس في الهجوم على سامراء. واضاف ان اربعة جنود اصيبوا بجروح. واشار الى ان الجندي القتيل من الفرقة الاولى مشاة. وقال الطبيب خالد احمد من المستشفى العام في المدينة ان «الحصيلة بلغت 90 قتيلا و180 جريحا».

واعلن الجيش الاميركي في بيان سابق دخول القوات الاميركية والعراقية الليلة قبل الماضية الى سامراء. من جهته، اعلن وزير الدولة المكلف شؤون الأمن القومي قاسم داود امس اعتقال 37 ومقتل حوالي 100 من المسلحين خلال المواجهات التي بدأت فجر امس في سامراء، وقال ان «المدينة اصبحت تحت سيطرة القوات الاميركية والعراقية. واضاف داود ان العملية الواسعة النطاق اسفرت عن مقتل اكثر من 100 عنصر من المرتبطين بالنظام السابق والجماعات الارهابية وقطاع الطرق والعصابات». وافاد شهود عيان ان مساكن عديدة دمرت في اثنين من احياء المدينة اثناء الاشتباكات.

وقال سكان ان انفجارات كبيرة هزت مدينة سامراء، وهي واحدة من عدة أماكن تعهد الجيش الأميركي باستعادة السيطرة عليها من المناوئين حتى يتسنى اجراء الانتخابات في موعدها في يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال السكان ان المدينة تعرضت لغارات جوية على مدى اكثر من ساعتين وان معظم السكان يأوون داخل المنازل طلبا للحماية. وقالت جين عراف مراسلة شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية في العراق في بث حي من المدينة، انها ترافق القوات الأميركية المشاركة في الهجوم الذي وصفته بانه «عملية بحجم لواء كامل في سامراء لاستئصال المتمردين». واضافت جين قولها «ان قوات أميركية ترافقها عناصر من الحرس الوطني العراقي تتحرك عبر المدينة من قطاع الى قطاع». مع انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

وافاد شهود عيان ان الاشتباكات تدور في اربعة احياء داخل المدينة، في حين تسيطر القوات الاميركية على مبنى مديرية شرطة سامراء ومبنى المجلس البلدي. واكد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية ان مرقد الامام علي الهادي اصيب في المواجهات وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من حوله. وكان الجيش الأميركي قال انه بمساعدة قوات عراقية سوف يستعيد السيطرة على معاقل المناوئين في سامراء والفلوجة والرمادي ومدينة الصدر وشارع حيفا في بغداد بنهاية العام من اجل خلق الظروف المناسبة لاجراء الانتخابات في موعدها في يناير المقبل. وكان محافظ صلاح الدين حيث تقع سامراء قد حذر الخميس الماضي من استئناف اعمال العنف. وقال حمد حمود القيسي «لقد حذرت الاميركيين من العنف في بلد والضلوعية (المدينتين المجاورتين) لسامراء». وكان اوضح ان مسؤولين عراقيين على وشك إبرام اتفاق مع الوجهاء المحليين للسماح للاميركيين بالعودة الى سامراء التي تم اخلاؤها في مطلع يونيو (حزيران) الماضي.

ويأتي هجوم سامراء اثر تصريحات لنائب رئيس الوزراء العراقي المكلف شؤون الأمن القومي برهم صالح الذي اكد الخميس الماضي ان الحكومة تعتزم معاودة السيطرة على المدن المتمردة بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وفي بغداد التي ادان فيها عضو بارز في هيئة علماء المسلمين العمليات التي تستهدف المدنيين العراقيين، واصفا عمليات التفجير وملاحقة رجال الشرطة بانها لا تمت الى الإسلام بصلة، وان منفذيها انتحاريون مصيرهم جهنم، اعلن مصدر في ميليشيات «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ومصادر طبية مقتل تسعة من عناصر الميليشيات فجر امس خلال مواجهات مع الجيش الاميركي في مدينة الصدر ببغداد.

ودارت الاشتباكات بين عناصر الميليشيات وقافلة اميركية حاولت دخول احد شوارع المدينة، وفقا لمصدر في «جيش المهدي». واوضح المصدر ان المعارك اسفرت عن مقتل تسعة في صفوف الميليشيات.

من جهته، قال الطبيب جبار صولاك مدير المستشفى المحلي ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح بالغة ادخلوا الى المستشفى لكنهم ما لبثوا ان فارقوا الحياة.

وفي البصرة، اعلنت الشرطة العراقية امس مقتل ثمانية اشخاص، بينهم اربعة من الشرطة العراقية في مواجهات وقعت مساء اول من امس بين عشائر متناحرة في القرنة جنوب العراق. وقال المقدم كريم علي الزيدي من شرطة البصرة إن «اربعة من افراد الشرطة قتلوا اثناء محاولتهم التدخل لفض اشتباكات دارت في منطقة القرنة استخدمت فيها اسلحة خفيفة ومتوسطة، في حين جرح سبعة آخرون من الشرطة». واكد الزيدي ان «اربعة من افراد العشائر قتلوا في المواجهات» دون ان يوضح اسباب النزاع او يذكر اسماء العشيرتين المتناحرتين.