إحصاءات البنتاغون: سبتمبر سجل أعلى رقم للضحايا بين الجنود الأميركيين

خبير أميركي: أعتقد أننا نخسر ببطء ولكن بشكل مطرد ونغوص في الرمال المتحركة بشكل أعمق

TT

واشنطن ـ رويترز: كان سبتمبر (أيلول) واحدا من أكثر الشهور التي شهدت سقوط جنود أميركيين قتلى في الحرب الدائرة في العراق منذ 18 شهرا، وارتفع عدد القتلى في أربعة شهور متتالية لأول مرة.

وأشار إحصاء أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لعدد القتلى الأميركيين بأن ما لا يقل عن 76 جنديا أميركيا قتلوا هذا الشهر، مما يعكس زيادة مطردة في عدد القتلى الأميركيين، منذ أن نقلت الولايات المتحدة السيادة إلى الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة اياد علاوي رئيس الوزراء في 28 يونيو (حزيران)، منهية بشكل رسمي الاحتلال.

وقتل 42 جنديا اميركيا في يونيو، و54 في يوليو (تموز)، و66 في أغسطس (آب). ولم تشهد سوى ثلاثة اشهر أخرى فقط غير سبتمبر عددا أعلى من القتلى في صفوف الاميركيين منذ ان غزت القوات التي قادتها الولايات المتحدة العراق في مارس (آذار) عام 2003 لاسقاط الرئيس صدام حسين.

وجاءت اعلى محصلة للقتلى في شهر ابريل (نيسان) الماضي بسقوط 135 اميركيا قتلى مع تفجر التمرد في ما يسمى بالمثلث السني وفي الجنوب الشيعي في آن واحد. وقتل 80 في مايو (أيار) ايضا. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003 قتل 82 جنديا في أعمال عنف تزامنت مع شهر رمضان.

واعترف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي بتزايد اعمال العنف من جانب المقاومين وقال «من المرجح جدا ان تتزايد قبل الانتخابات الوطنية»، المقرر ان تجري في يناير (كانون الثاني). وقال في مقابلة اذاعية هذا الاسبوع «اعتقد انها ستزداد سوءا لان الناس الذين يعارضون الحكومة العراقية والمصممين على عدم وجود نظام ديمقراطي هناك ويريدون اعادة تأسيس حزب البعث ودولة ارهابية، مصممون على وقفها (الانتخابات). اذا استطاعوا تعطيل الامور فانهم سيشعرون بانهم نجحوا، ولكنهم يقتلون اساسا العراقيين. انهم يقتلون عراقيين كثيرين من المواطنين الابرياء. انهم يقتلون ايضا كثيرين من قوات الامن العراقية، 600 أو 700 منهم. وبالفعل فانهم يقتلون افراد التحالف ايضا».

وللولايات المتحدة نحو 138 ألف جندي في العراق، مع وجود نحو 22 ألف جندي بريطاني وبولندي وقوات أخرى ايضا.

وقال محللون للشؤون الدفاعية ان «البنتاغون» يناضل من اجل رسم استراتيجية ناجحة ضد تمرد آخذ في الازدياد والانتشار.

وقال لورين طومسون من معهد ابحاث ليكسنغتون «اعتقد بصفة شخصية ان ادارة بوش تنتظر اجتياز الانتخابات الاميركية قبل ان تستخدم قواتها العسكري بأسلوب اكثر حسما بكثير لاخماد نشاط التمرد». وأشار تيد كاربنتر من معهد كاتو للابحاث، الى ان عدد الهجمات اليومية التي يشنها المقاتلون على القوات الاميركية والقوات الاخرى وقوات الامن العراقية تتزايد، مما يشير الى مزيد من تدهور الوضع الامني. واضاف «اعتقد اننا نخسر ببطء ولكن بشكل مطرد. اعتقد اننا نغوص في الرمال المتحركة بشكل اعمق». وتجاوز عدد قتلى الجنود الاميركيين في العراق حد الألف في السابع من سبتمبر، وبلغ 1052 وفقا لاحدث احصاءات نشرتها وزارة الدفاع الاميركية امس. وكانت هناك ثمانية ايام في سبتمبر قتل خلالها اربعة جنود اميركيين على الاقل، من بينها يومان قتل فيها عشرة او اكثر.

وفي السادس من سبتمبر قتل 12 جنديا اميركيا من بينهم سبعة من مشاة البحرية، في تفجير واحد لسيارة ملغومة في الفلوجة، وهي احدى عدة مدن اصبحت مناطق محظورة بالفعل على الاميركيين ومأوى للمقاتلين. وفي 13 سبتمبر قتل عشرة جنود من بينهم ستة في محافظة الانبار.