أسرة مغربية اعتقلتها الشرطة الهولندية يومين بشبهة الإرهاب تطالب برد الاعتبار إليها

TT

حاولت عمدة مقاطعة اوترخت الهولندية أ. براورز امتصاص غضب الجالية المغربية المقيمة في المدينة عندما وجهت انتقادات حادة للسلطات الامنية والقضائية للطريقة التي اتبعتها في اعتقال اسرة مغربية مكونة من الاب والام والابن، 19 عاما، للاشتباه في علاقتهم بانشطة ارهابية. وتوافد امس عدد كبير من المغاربة القاطنين في المناطق القريبة من منزل الاسرة للتعبير عن تضامنهم معها واعتبروا الامر بمثابة اهانة الى الجالية المغربية ككل وخاصة ان عمليات الاعتقال والتفتيش وما صاحبها من تلفيات جسيمة في منزل واثاث الاسرة المغربية لم تسفر عن وجود اي متفجرات او دليل واحد على صحة المعلومات التي تلقتها السلطات الامنية، وبناء عليها صدر قرار الاعتقال مساء الاحد الماضي وظلوا رهن الاعتقال والتحقيق حتى مساء الثلاثاء ثم افرج عنهم قاضي التحقيقات.

وقدمت عمدة المدينة اعتذارا للاسرة المغربية وطالبت السلطات الامنية بعدم تكرار مثل هذه الامور. وجاءت تصريحات عمدة المدينة عقب لقاء جمعها الليلة قبل الماضية مع العشرات من المغاربة من سكان المقاطعة وتم خلاله الاتفاق على تقديم مذكرة احتجاج رسمية لوزير العدل الهولندي تتضمن توقيعات اعداد كبيرة من الاشخاص الذين يرغبون في اظهار تضامنهم مع الاسرة المغربية وأضافت عمدة المدينة انها تلقت مكالمة هاتفية مساء الاحد الماضي تفيد بان حالة الاستعداد في المدينة سوف يتم رفعها تحسبا لاية مخاطر ارهابية بعد تلقي السلطات الامنية معلومات تفيد بوجود متفجرات داخل مسكن يشتبه في ان يكون سكانه على صلة بالارهاب، وان تلك المتفجرات ربما يتم استخدامها في عملية ارهابية. وانتقلت وحدة امنية خاصة وسيارات الاسعاف والمطافئ الى الحي الذي تقطن فيه الاسرة المغربية وتم القاء القبض عليهم وتفتيش المنزل. وقالت عمدة المدينة امام الصحافيين ان السلطات الامنية والقضائية عليها التأكد من معلوماتها قبل القيام بمثل هذا العمل. وأضافت «اتمنى ان لا يتكرر مثل هذا الامر مرة اخرى».

وحاول الناطق باسم وزارة العدل أمس تبرير الموقف قائلا «انه في مثل هذه الامور يجب التعامل بجدية قصوى مع تلك المعلومات ولا نستطيع ان نعرف مسبقا نتائج التحقيق او ما سوف يسفر عنه التفتيش.. كما اننا لم نعلن اية معلومات عن هوية الاسرة المغربية حتى بعد انتهاء التحقيقات معها». من جانبها قالت محامية الاسرة المغربية انها سوف تتقدم بدعوى ضد السلطات الهولندية تطالب فيها بالتعويض عن الاضرار النفسية والمعنوية بالإضافة الى الاضرار الجسيمة التي لحقت بمنزل الاسرة المغربية ومحتوياته من جراء عمليتي الاعتقال والتفتيش. يذكر أن الاسرة المغربية تتمتع بسمعة طيبة بين جيرانها من سكان الحي وعلاقتها جيدة معها. وقال احد الجيران الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريحات على موقع جريدة «هاندل بلاد» اليومية الهولندية على الإنترنت امس، ان الدافع الوحيد الذي جعل الشرطة تعتقد بوجود علاقة بين الاسرة المغربية وأية انشطة ارهابية ربما يعود الى ان ابنهم ويدعى خالد، كان حتى العام الماضي يعمل كرجل أمن في مطار امستردام.