خمسة عراقيين خططوا لاختطاف مسؤول أميركي ومساعدته من المنطقة الخضراء

مسؤولون أمنيون: مدبرو الجريمة سعوا لاستدراج الهدفين إلى خارج المنطقة قبل بيعهما إلى مسلحين في الفلوجة

TT

القت الشرطة المحلية القبض على 4 عراقيين بتهمة التآمر لخطف اثنين من المسؤولين الاميركيين داخل المنطقة الخضراء، وهي منطقة ذات تحصينات قوية تضم السفارة الاميركية.

والجدير بالذكر ان القبض على الشخصين جرى في اوائل الشهر الماضي ولم يعلن عنه الا امس، وتتولى التحقيق فيه وحدة الجرائم الكبرى في بغداد، وهذه اول مؤامرة تكتشف لاختطاف مسؤولين اميركيين داخل المنطقة الخضراء، طبقا لتصريحات شرطة بغداد وستيفن كاستيل كبير المستشارين الاميركيين في وزارة الداخلية العراقية. وقد اثارت القضية القلق بخصوص قدرات المختطفين على التسلل الى التسهيلات الاميركية وتسهيلات الحكومة.

وقال الملازم اول خالد عباس وهو ضابط في وحدة مكافحة الارهاب «ان الهدف من هذه العملية هو اظهار قدرة المسلحين على الضرب داخل المنطقة الخضراء».

وقد اعد عراقيون الخطة داخل المنطقة الخضراء، من بينهم مترجم عراقي كان يعمل مع مسؤول امني اميركي، وهو واحد من الهدفين، طبقا للتحقيقات والمقابلات هذا الاسبوع مع الشرطة. والهدف الاخر هو مساعدة المسؤول.

ويعمل مشتبهان اخران في شركة غربية لديها مكاتب داخل المنطقة الخضراء. اما المشتبه الرابع فقد تم تجنيده لعلاقته بالفلوجة. وذكرت الشرطة انها تبحث عن مشتبه فيه خامس.

وطبقا لتقرير الشرطة فإن المجموعة خططت لاختطاف الرهينة الاولى في اوائل سبتمبر (ايلول). وطبقا للخطة فإن المترجم سيحاول، بعد مقابلة المسؤول في مقهى في المنطقة الخضراء اقناعه بالخروج من المنطقة، ثم شله عن طريق غاز سام. وكانت المجموعة تنوي وضعه في شاحنة ونقله الى الفلوجة. كما سيتم الامساك بمساعدته في وقت لاحق.

وكان من المفروض بيع الرهينتين الى جماعات متطرفة في الفلوجة وبعقوبة. وقال كاستيل: «90 في المائة من عمليات الاختطاف تتم عن طريق الجريمة المنظمة». واكد الخطوط العريضة للقضية ووصف هدفي المؤامرة بأنهما مسؤولان في موقع متوسط ويعملان في المنطقة الخضراء.

وقد قبضت الشرطة العراقية على افراد تلك المجموعة منذ شهر بعدما ابلغ واحد من المشتبه فيهم، قبض عليه في قضية مختلفة، الشرطة بخصوص الخطة، طبقا لما ذكره رعد الدليمي رئيس وحدة الجرائم الكبرى ولا يزال التحقيق مستمرا.

وذكرت الشرطة انه تم التحقيق مع الرجال الاربعة كل على حدة، وانهم اعترفوا بتدبيرهم للجريمة ووجهت اليهم تهمة محاولة الاختطاف.

والجدير بالذكر انه جرى اختطاف 150 اجنبيا في العراق حتى الان، قتل منهم 26 شخصا. وتم الافراج عن معظم الباقين.

وفي الوقت ذاته اشتكت الشرطة من ان رغبة بعض الحكومات والشركات على التفاوض مع الخاطفين تشجع عمليات الاختطاف. وتجري المفاوضات عادة بدون مشاركة الشرطة، وهو ما يعرقل قدرتهم على التحقيق. واوضح الدليمي ان «المساومات تضر بنا».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»