عملية الاستئصال بموجات الراديو تنجح في علاج الخفقان

TT

يدق القلب البشري عادة بشكل ايقاعي 60 الى 90 دقة في الدقيقة، تحت تأثير سلسلة من النبضات الكهربائية التي تولدها عضلة القلب نفسها. وان حدث ان زاد عدد ضرباته عن 100 في الدقيقة يحدث خفقان القلب. ويعاني توني بلير من حالة خفقان شديد، ناتج عن العمل غير الطبيعي في منظومة التوصيل الكهربائي داخل القلب. وهذه الحالة خطيرة، لأن عضلة القلب لا تتمكن من الاستراحة بين دقة واخرى بسبب تزايد عدد دقاته، كما انها لا تحصل على الدم الكافي لتغذيتها. وهي تحدث عندما تنتقل الاشارات الكهربائية داخل القلب عبر خطوط غير منتظمة او غير معتادة، ولدى حدوثها يشعر المريض بانقطاع النفس ويصاب بالاغماء. وفي كثير من الاحيان يمكن اعادة ايقاع القلب الى سابقه، بتمسيد الشريان السباتي في الرقبة او بضغط العينين او رش الوجه بالماء. وتحدث هذه الحالة لدى الصغار والكبار وهي ترتبط اساسا بارتباك النشاط الكهربائي للقلب. الا ان عوامل اخرى قد تؤدي الى تحفيزها مثل الاجهاد والتوتر او الاصابة بنزلات البرد او تناول كميات كبيرة من الكافئين او الكحول.

وتهدف العملية الجراحية، التي تجرى في بريطانيا بالآلاف سنويا، الى تحديد الموقع الصغير للانسجة الحاوية على تلك الخطوط وازالتها. ولأجل ذلك تدخل قسطرة (مسبار صغير) عبر وريد من نهاية الفخذ العليا او من الذراع، لرصد الموقع بتقنيات موجات الراديو، ثم يستأصل بتوجيه طاقة كافية لتدميره، ولهذا تسمى بـ«عملية الاستئصال بترددات الراديو» لأنها تحدث من دون جراحة.

والعملية ناجحة بنسبة تزيد عن 90 في المائة. وفي حال فشل العملية، فإن الاطباء يزرعون، في حالات نادرة، جهازا لتنظيم ضربات القلب. ويعتبر مستشفى هامرسميث غرب لندن الذي ادخل فيه توني بلير، من أرقى المستشفيات البريطانية وهو مستشفى تعليمي لطلاب الدراسات العليا لـ«امبريال كوليدج» العريقة في لندن.