فرنسا تستأنف جهودها للإفراج عن الصحافيين ومبعوثون يتوافدون على عمان ودمشق

الجيش الأميركي يحرر رهينة تركياً في سامراء وإندونيسيا تنصح رعاياها بمغادرة العراق فورا

TT

اعلن الجيش الأميركي امس انه حرر رهينة تركياً كان محتجزا في مدينة سامراء حيث شنت القوات الاميركية والعراقية عملية عسكرية واسعة النطاق على المدينة، في حين اكدت اندونيسيا خطف سيدتين من رعاياها ونصحت كل الرعايا الاندونيسيين بمغادرة العراق فورا. بينما توافد مبعوثون فرنسيون على عمان ودمشق في اطار الجهود المبذولة للإفراج عن الصحافيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو. وقال الرقيب روبرت باول من فرقة المشاة الاولى في تكريت ان الجنود الاميركيين «تمكنوا من انقاذ عامل تركي اسمه يهلين كايا تعرض للخطف وتم نقله الى احدى قواعد قوات التحالف». وقال فيري ادمهار مدير حماية الاندونيسيين في الخارج بوزارة الخارجية الاندونيسية ان الاندونيسيتين المخطوفتين هما روسيده بنت انوم ورفيكان بنت امين وكلتاهما من جاكارتا. وتعمل الاثنتان لحساب شركة الكترونيات. واضاف ادمهار «ناشدنا مرارا مواطنينا المغادرة لأن الوضع لا يساعد على وجودهم في العراق».

وكانت قناة «الجزيرة»، الفضائية القطرية قد قالت اول من امس ان جماعة اصولية اعلنت انها خطفت عشرة اشخاص من بينهم الاندونيسيتان، وطالبت شركتهم بقطع الاتصالات مع القوات الأجنبية في العراق. ولم تشر القناة الى تهديد بقتل الرهينتين.

وعارضت اندونيسيا بشدة الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس (آذار) عام 2003 .

وفي العاصمة الفرنسية باريس، يسود ترقب حذر للإفراج عن الرهينتين الفرنسيين المحتجزين في العراق منذ 20 اغسطس (آب) الماضي، بينما وصل الى عمان ودمشق مبعوثون فرنسيون من الحكومة او يقومون بمبادرة خاصة سعيا لإطلاق سراحهما.

واعلنت السفارة الفرنسية في عمان ان امين عام وزارة الخارجية الفرنسية جان بيار لافون وصل الى العاصمة الاردنية فجر امس لمتابعة الجهود المبذولة للإفراج عن الرهينتين الصحافيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو. وقال السفير الفرنسي في عمان جان ميشال كازا «وصل لافون وهو يعمل لتحريك ملف الرهينتين الفرنسيين».

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد اعلنت مساء اول من امس ان وزير الخارجية ميشال بارنييه طلب من لافون التوجه الى عمان، وذلك في اطار الجهود التي تبذل لإطلاق سراح الرهائن.

وجاء في بيان للوزارة «بطلب من رئيس الوزراء جان بيار رافاران، اوفد وزير الخارجية ميشال بارنييه الأمين العام للوزارة جان بيار لافون الى عمان في اطار الجهود الحالية التي تبذل لإطلاق سراح رهائننا».

وفي نفس الوقت، وصل النائب الفرنسي ديدييه جوليا مساء اول من امس الى دمشق قادما من بيروت بهدف المشاركة في الجهود الهادفة الى تسهيل الافراج عن الرهينتين. واكد جوليا انه سيبحث مع فريقه الذي جاء من بغداد الى دمشق، آخر تطورات القضية ميدانيا.

ووسط هذه الاستعدادات التي قد تكون مؤشرا على إفراج وشيك على الرهينتين، فضل النائب الفرنسي جوليا اتخاذ موقف حذر. وقال ان «الامور تتقدم لكن لم ندل بتصريحات ما لم نشهد شيئا ملموسا».

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك أمل في الإفراج عن الرهينتين، قال جوليا «لماذا انتقلت الى هنا؟». واعلن جوليا امس ان مساعده فيليب بريت في طريقه الى دمشق لكن لا يمكنه التأكيد ما اذا كان برفقة الرهينتين الفرنسيين. والتقى جوليا امس سفير فرنسا لدى سورية جان فرانسوا جيرو، ووصف الحديث الذي دار بينهما بانه «طويل ومعمق»، معتبرا انه مكنه من «شرح جوهر مساعيه». وفي بغداد، لم تشر السفارة الفرنسية الى اي تقدم يذكر في هذه القضية.

في غضون ذلك، قالت القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي امس ان وسيطا غير رسمي يسعى الى إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين ابلغ محطة اذاعية فرنسية انه مع الصحافيين ويتفاوض على اطلاق سراحهما.

واعلن المذيع «فيليب بريت يتحدث مباشرة الى قناة «اوروبا1»، وقال «انه يجلس بجوار الرهينتين». واكتفى بريت الذي كان صوته واضحا بالقول «لا يمكنني ان اقول اكثر من ذلك، اننا بصدد وضع اللمسات الاخيرة ولا ارغب في تعريض هذه العملية المعقدة بما فيه الكفاية، الى الخطر». وقدم بريت نفسه على انه وسيط يعمل بتنسيق مع النائب الفرنسي اليميني جوليا الموجود في دمشق للسعي من اجل التوصل الى الإفراج عن الرهينتين. وكان احد مساعديه فيليب بريت الموجود حاليا في العراق قد اعلن الاربعاء الماضي مرتين انه تم التوصل الى «اتفاق» مع الخاطفين للافراج عن الصحافيين.

وتراقب الحكومة الفرنسية بحذر وريبة مبادرة النائب الديغولي، 70 عاما، حتى ان جان فرانسوا بورو الناطق باسم وزارة الدفاع اعتبر اول من امس ان مبادرة جوليا للتوصل الى الإفراج عن الرهينتين الفرنسيين «مستقلة ولا تطمئن بقدر ما تثير الارتباك».

ونفت وزارة الخارجية الفرنسية مرارا علمها بالجهود التي يبذلها بريت والنائب جوليا للإفراج عن الصحافيين كريستيان ومالبرونو.