الرئيس السوداني: الحكومة ترغب في تحقيق السلام والوفاق «اليوم قبل غد»

TT

قال الرئيس السوداني عمر البشير امس ان حكومته ترغب في تحقيق السلام والوفاق السوداني «اليوم قبل غد»، في رد على تصريحات اخيرة اطلقها زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق والتي حمل فيها الحكومة مسؤولية عدم التوصل الى اتفاق السلام النهائي عبر مفاوضات نيفاشا بين الطرفين.

وشدد البشير «كذاب من يقول اننا لم نقدم تنازلات في عملية السلام»، ومضى الى القول «نريد السلام اليوم قبل الغد وليس كما يقول قرنق بأن قروش البترول هي التي تجعل الحكومة تؤخر عملية السلام في البلاد»، واضاف ان الاتفاق «كنا نحتفل به في الكريسماس الماضي لولا الجرجرة التي حدثت في نيفاشا»، وقال: «كنا جادين ولكن الحركة جاءت بشروط جديدة اعاقت التقدم في المفاوضات». واكد البشير وهو يخاطب حشدا نسائيا في الخرطوم امس جدية حكومته في مواصلة المفاوضات مع متمردي دارفور في ابوجا النيجيرية في الموعد المحدد، وحمل المتمردين مسؤولية انهيار الجولة الماضية، وفي نفس الاتجاه قال «كنا سنصل مع التجمع المعارض في القاهرة الى اتفاق ولكن التجمع طلب تأجيل المفاوضات الاسبوع الماضي».

وجدد البشير القول ان بلاده مستهدفة من الخارج، وقال ان المحاولة التخريبية الاخيرة التي تتهم بها حكومته حزب الترابي الشعبي تدخل في باب التدخل الخارجي في الشأن السوداني «بأياد سودانية»، واعلن البشير امام الحشد انه وجه «الضباط المسؤولين عن الاعتقالات في البلاد بعدم الاساءة الى المعتقلين».

الى ذلك، وجه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في البلاد بالشروع الفوري في تطبيق بروتوكول نيفاشا حول قضايا الثروة ابتداءً من الموازنة المقبلة، وقرر في اجتماع مطول للمكتب القيادي للحزب رأسه الرئيس عمر البشير بتحويل الموازنة الجديدة للعام 2005 ميزانية سلام، وان تكون هناك قسمة جديدة للموارد بين المركز والولايات.

كما جدد الاجتماع الثقة في الوفد الحكومي لمفاوضات نيفاشا تحت قيادة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، واعتمد المكتب القيادي السير في مسارات التفاوض الثلاثة «نيفاشا، وأبوجا، والقاهرة».

وقالت مصادر مطلعة ان الاجتماع اقر ان تستوفي الميزانية الجديدة مطلوبات الولايات الاقل نمواً بالتركيز على ولايات دارفور الثلاث. وجاءت هذه القرارات بعد ان تم تداول تقريرين من الدكتور مجذوب الخليفة رئيس وفد الحكومة لمفاوضات ابوجا والدكتور نافع علي نافع رئيس وفد الحكومة للتفاوض مع التجمع الوطني بالقاهرة.

وفي القاهرة، اعلن الدكتور أحمد عبد الحليم سفير السودان في مصر بأن جولة المفاوضات الثانية بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي ستبدأ برئاسة الدكتور نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي في السودان، والفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع ورئيس اللجنة السياسية. وسوف يشارك في المرحلة الختامية من المفاوضات علي عثمان طه النائب الاول للرئيس السوداني، ومحمد عثمان الميرغني زعيم التجمع الوطني. وأعرب عبد الحليم في تصريحات صحافية أمس عن تفاؤله بنجاح الجولة الجديدة والمتوقع لها أن تبدأ خلال الايام المقبلة، مشيرا الى أن ما أبداه الطرفان من حرص على النجاح فى الجولة الاولى سوف يتواصل بما يفضي الى التوصل الى اتفاق نهائي. وقال إن الجولة الجديدة سوف تشهد اجتماعات اللجان الاربع المنبثقة عن الجانبين والتي تم الاتفاق على تشكيلها في جولة المفاوضات الاجرائية الاولى التي انعقدت بالقاهرة فى أغسطس(آب) الماضي.. مشيرا الى أنه قد تم الاتفاق على تكوين لجنة للتفاوض تتفرع عنها 4 لجان وهي «القضايا الدستورية والسياسية والاقتصادية والمعالجات».

وكان الجانبان الحكومي السوداني والتجمع الوطني قد عقدا جولة مفاوضات اجرائية في القاهرة خلال اغسطس الماضي تحت رعاية مصر اثمرت عن التوصل الى اتفاق على الدخول في جولة مفاوضات جديدة مباشرة وفق جدول اعمال محدد. واتفق الطرفان على أن مرجعية التفاوض بينهما هي اتفاق جدة الاطاري وبروتوكولات السلام المبرمة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في نيفاشا وأن هدفهم المشترك هو الحل السياسي الشامل وأن السلام والاستقرار في السودان لا يمكن التوصل اليهما إلا عبر تسوية سلمية شاملة تشارك فيها القوى السياسية السودانية كافة.

من ناحية أخرى، أكد مالونق مارويل مدير مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقة الشرق الأوسط ان وفدا من الحركة الشعبية سوف يشارك في المفاوضات التي سترعاها مصر بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني الديمقراطي المعارض والتي ستعقد بالقاهرة خلال الفترة المقبلة.