شارون يعلن توسيعا جديدا لحملة «أيام الندم» بهدف وقف إطلاق «القسام» قبل وخلال وبعد «فك الارتباط» ويرفض عرض حماس

عريقات يحذر من سعي إسرائيل لإيجاد قيادة بديلة شمال غزة * الفلسطينيون يردون بحملة «أيام الفرج» لإغاثة الضحايا

TT

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان حملة «ايام الندم» التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ ستة ايام سيتم توسيعها اكثر خلال الايام المقبلة حتى تتوقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على المستوطنات الاسرائيلية. وقال شارون عبر اذاعة الجيش الاسرائيلي امس «ان العملية تتقدم بشكل مرض، وقواتنا تتصرف بشكل مهني وفعال». ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي العرض الذي طرحه المسؤول في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اسماعيل هنية بوقف الحركة اطلاق الصواريخ على المستوطنات مقابل انهاء الجيش الاسرائيلي عمليته. وقال شارون «لا اصدق اي كلمة من حماس». وفيما حذر وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات، من سعي إسرائيل لخلق قيادة فلسطينية محلية شمال قطاع غزة لتحل محل القيادة الفلسطينية، رد الفلسطينيون على حملة «ايام الندم» بحملة «ايام الفرج» لاغاثة سكان المناطق التي تتعرض للحصار والقصف المتواصل. وأكد شارون في تصريحاته ان الحملة العسكرية في شمال غزة ستتواصل بدون تحديد سقف زمني حتى يتم القضاء نهائيا على احتمالات اطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ على المستوطنات خلال وبعد تطبيق خطة «فك الارتباط». وشدد شارون على ان قوات الاحتلال ستواصل استهداف قادة تنظيمات المقاومة. واضاف «لن نسمح للفلسطينيين بالاحتفال بخروجنا من هناك عبر اطلاق صواريخ القسام». وحتى الان قتل ما لا يقل عن 30 من الناشطين في «كتائب شهداء الاقصى» و«كتائب عز الدين القسام».

كما كشف شارون انه امر قادة الجيش باعداد خطط بديلة في حال تعقدت الامور في قطاع غزة اثر الحملة العسكرية المتواصلة الان. وقال «لقد اعطيت تعليمات لتغيير الوضع على جبهة غزة وضرب الارهابيين واولئك الذين يرسلونهم، قادتهم وكذلك اولئك الذين يصنعون اسلحة تستخدم ضدنا». ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي العرض الذي طرحه المسؤول في حماس اسماعيل هنية الذي اكد ان حركته مستعدة لوقف اطلاق الصواريخ متى انهى الجيش الاسرائيلي عمليته. واكد شارون «لا اصدق اي كلمة من حماس ولا من السلطة الفلسطينية التي لم تحرك ساكنا لوقف اطلاق الصواريخ». وعندما سئل عن مخاطر ارتكاب تجاوزات من قبل الجيش الاسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، قال شارون «ان الجيش الاسرائيلي ليس هدفه الهجوم على اطفال بل على ارهابيين».

الى ذلك، حذر وزير شؤون المفاوضات فى السلطة الفلسطينية صائب عريقات من سعي إسرائيل لخلق قيادة فلسطينية محلية شمال قطاع غزة، مستغلة التدهور الامني الحاصل الان. وقال عريقات في تصريحات صحافية امس ان اسرائيل قد تحاول استغلال الوضع من اجل خلق قيادة محلية بديلة عن السلطة الوطنية. وعلى الصعيد ذاته، رد الفلسطينيون على حملة «ايام الندم»، التي يشنها جيش الاحتلال على غزة بحملة «ايام الفرج» لاغاثة سكان المناطق التي تتعرض للحصار والقصف المستمر. ويقوم شبان فلسطينيون يقودون سيارات مثبتة عليها مكبرات صوت كبيرة بدعوة الناس للتبرع لاغاثة اخوانهم في مناطق الشمال. وتساهم المساجد في جميع انحاء القطاع بالقسم الاكبر من الجهود لانجاح هذه الحملة، حيث يدعو القائمون على المساجد عبر مكبرات الصوت الناس للتبرع. وفي مخيم «النصيرات» للاجئين الفلسطينيين قامت العديد من النسوة بالتبرع بحليهن، للحملة الانسانية. كما تقوم بعض الاسر بارسال مواد غذائية، والبعض الاخر يتبرع بالملابس. ولم تتردد بعض الاسر في التبرع بمواد التنظيف. وقام المزارعون بنقل الخضار الى باحات المساجد تمهيدا لنقلها الى منطقة الشمال. ووصلت مظاهر التكاتف والتعاضد مع سكان الشمال حدودا يصعب تصورها في اوضاع عادية. بعض الاطفال الذين كانوا خارجين من مدارسهم تبرعوا بمصروفهم اليومي للسيارات التي تجوب شوارع مخيمات اللاجئين لدعوة الناس لاغاثة اخوانهم في مخيم «جباليا» وبلدتي «بيت حانون»، و«بيت لاهيا» وبقية التجمعات السكانية في الشمال.

وعلى صعيد العمليات الميدانية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الى 63 امس. وذكرت مصادر امنية وطبية فلسطينية ان فلسطينيا على الاقل قتل في غارة نفذتها مروحية استطلاع اسرائيلية شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. واوضحت المصادر ان القتيل هو ماهر زقوت من سكان مخيم جباليا وقد استشهد اثر اصابته بصاروخ اطلقته طائرة بدون طيار تجاه تجمع للمواطنين في المخيم. والى جانب زقوت قتل سبعة فلسطينيين امس بنيران الجيش الاسرائيلي في شمال قطاع غزة. وفي وقت سابق، قتل ثلاثة فلسطينيين في غارة نفذتها مروحية اسرائيلية بالقرب من بيت حانون.

وقالت قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان طائرة استطلاع حددت عددا من المقاومين بعد ان قاموا بقصف بلدة «سديروت» الاسرائيلية بصواريخ القسام، فاطلق صاروخ على عربة الحصان التي كانوا يستقلونها شرق بلدة «بيت حانون» الامر الذي ادى الى مقتل ثلاثة منهم.

وفي ساعات الفجر الاولى من يوم امس قتل مقاومان عندما اطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية صاروخا على خلية مشتركة لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، و«كتائب شهداء الاقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح».