الجزائر تعلن دعمها «لحق إيران في امتلاك قدرات نووية»

TT

اعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس ان تطورات الملف النووي الايراني تصدرت مباحثات الرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الايراني محمد خاتمي، الذي يقوم بزيارة الى الجزائر. واضاف خرازي، لصحافيين جزائريين في بهو البرلمان الجزائري بعد الخطاب الذي ألقاه خاتمي امام النواب في ثاني يوم من زيارته الى الجزائر، ان الجزائر «تدعم حق إيران في تنمية قدراتها النووية».

وعبر رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الاولى في البرلمان الجزائري) عمار سعيداني، في كلمة ترحيبية بالرئيس الإيراني، عن دعم الجزائر لمساعي إيران في استعمال البرنامج النووي لأغراض سلمية. وقال الرجل الثالث في الدولة الجزائرية: «إننا في الجزائر نتابع باهتمام كبير ما يواجهه أشقاؤنا في إيران من ضغوط تهدف إلى عرقلة تطورهم العلمي، ومنعهم من امتلاك التكنولوجيا الحديثة لاستعمالها في أغراض سلمية ونرى أن امتلاك منجزات العلم الحديث حق مشروع للشعوب النامية، ونؤكد رفضنا لسياسة الكيل بمكيالين التي لا تلزم إسرائيل بالقوانين الدولية ولا تدعوها إلى الامتثال لاتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية».

ويعد تصريح سعيداني، الأول من نوعه لمسؤول جزائري رفيع، يعلن بوضوح دعم الجزائر لإيران بخصوص برنامجها النووي ويدافع عنها ضد الضغوط الغربية التي تدفعها للتخلي عن هذا البرنامج.

وفيما تفادى الرئيس خاتمي الحديث عن هذا الملف في خطابه أمام النواب الجزائريين امس، فقد حرص على انتقاد الإدارة الأميركية في تعاطيها مع القضايا الدولية، وحرص أيضا على تبليغ رسالة، مفادها أن إيران تفضل لغة الحوار بدل لغة السلاح، وقال: «إننا نرى ان الأقوياء المتغطرسين ومن يقدسون العنف في الشرق والغرب، ما زالوا يملكون من القدرة ما يزيح ابتسامة الأمل من وجه العالم. إننا من داخل العالم الإسلامي وباسم الإسلام نؤكد على التحالف من أجل السلام والنهوض بالديمقراطية». وأشار خاتمي إلى الولايات المتحدة مجددا قائلا: «إن مظاهر مثل التوسعية الطامعة والتمسك باتجاه أحادي واختلاق الآخر العدو، والتعسف ، والعنف، كلها تؤدي إلى اضطراب الأمن وإثارة القلق».

وفي ثاني يوم من زيارته للجزائر، القى خاتمي امس محاضرة حول «حوار الحضارات والدعوة إلى نشر السلم في العالم» في قصر الأمم بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، وتلقى من جامعة الجزائر «دكتوراه فخرية» عرفانا بـ «مجهوداته في دعم البحث العلمي».

ودعا الرئيسان الجزائري والايراني الى علاقات ثنائية تقوم على «الثقة» و«الحوار» و«الاحترام المتبادل»، واكدا بذلك عزمهما على طي صفحة العلاقات الصاخبة التي ادت الى قطيعة بين عامي 1993 و2000. وقال بوتفليقة خلال عشاء اقامه على شرف ضيفه مساء اول من امس: «زيارتكم دليل على الطابع المميز للعلاقات بين بلدينا اللذين نجحا في تجاوز اي سوء فهم وفتح صفحة جديدة تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين». واعرب بوتفليقة عن «قناعته» بان زيارة خاتمي ستشكل «بابعادها الرمزية وانعكاساتها العملية نقطة متينة في علاقاتنا الثنائية التي شهدت خلال فترة قصيرة تطورا ملحوظا».

ومن جانبه اكد خاتمي ان بلاده «تعتمد سياسة خارجية تقوم على الثقة وعلى الحوار والتفاهم المتبادلين»، مضيفا انها ترتكز على «التعاون والمساعدة والترويج للسلام والتعايش الاقليمي والدولي». واضاف خاتمي ان العلاقات السياسية الثنائية يجب ان تقوم على «النوايا الحسنة والاحترام والثقة المتبادلين». واستغل الرئيس الجزائري المناسبة ليجدد موقف بلاده ازاء النزاع في الصحراء الغربية، اذ قال فيما يشبه الرد على المذكرة التي أرسلها المغرب الى الأمين العام للامم المتحدة الأسبوع الماضي بشأن ذات القضية: «الصحراء الغربية، مشكلة تصفية استعمار لم يستكمل حلها وتنتظر حلا عادلا مطابقا للشرعية الدولية، والجزائر متمسكة بمبدأ حق الصحراويين في تقرير مصيرهم عبر استفتاء حر». واعتبر بوتفليقة ذلك «مبدأ ثابتا في سياسة الجزائر الخارجية».

يشار الى ان العلاقات بين الجزائر وايران تحسنت مع وصول الرئيسين خاتمي وبوتفليقة الى السلطة بعد قطيعة دامت سبع سنوات مع قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1993. وتم تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2000 بعد لقاء بين الرئيسين على هامش قمة للامم المتحدة في نيويورك.

وكانت الجزائر بادرت بقطع علاقتها بطهران التي اتهمتها بدعم «الجبهة الاسلامية للانقاذ» المحظورة في الحزائر.