رفضت ايران اقتراحا لجون كيري المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية يقضي بإمدادها بوقود نووي لتشغيل مفاعلات الطاقة اذا وافقت طهران على التخلي عن مقدرتها الخاصة على تصنيع الوقود. ويأتي ذلك فيما قال جون بولتون مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون ضبط التسلح ان الولايات المتحدة لا تدرس أي تدخل عسكري ضد طهران في الوقت الحالي، لكنها لا تستبعد أي خيار من ناحية المبدأ، مشددا على ان الخط الاحمر بالنسبة لواشنطن هو امتلاك ايران لاسلحة نووية. وقال حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ردا على عرض كيري، انه من «غير المعقول» أن تعرض ايران برنامجها النووي للخطر بالاعتماد على امدادات من الخارج. وأوضح اصفي في مؤتمر صحافي أسبوعي امس «اننا نملك التكنولوجيا لصناعة وقود نووي وليس ثمة حاجة لاستجداء الاخرين»، وتابع «لسنا في حاجة لكرمهم ولا لمساعدتهم».
واكد المسؤول الايراني ان بلاده لا يمكنها الوثوق بأي اتفاق مع الغرب لتزويدها بوقود المفاعلات. وتساءل «ما هي الضمانات المتوافرة لذلك. هل سيمدوننا بالوقود يوما ثم يتوقفون، اذا أرادوا التوقف عن امدادنا في يوم اخر». ويريد الرئيس الاميركي جورج بوش احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لفرض عقوبات محتملة على طهران بسبب برنامجها النووي. غير أن كيري يقول انه سيخضع النوايا الايرانية للاختبار من خلال الموافقة على امدادها بوقود نووي من أجل مفاعلات الطاقة الخاصة بها شريطة أن توقف طهران جهود صناعة الوقود بنفسها وأن تعيد الوقود المستنفد بعد استخدامه. ورفضت ايران جهودا متكررة بذلتها بلدان أوروبية لحملها على التخلي عن أنشطتها المتعلقة بدورة الوقود النووي وهي الانشطة التي قد تستخدم لصناعة قنابل ذرية.
الى ذلك، شدد بولتون في تعليقات نشرتها صحيفة «فيلت ام زونتاج» الالمانية امس على الخط المتشدد لادارة بوش حيال ايران. وقال «اننا لا ندرس أي تدخل عسكري في الوقت الحالي، لكن موقفنا هو أنه لا ينبغي لنا استبعاد أي خيار من البداية. يجب على ايران أن تفهم أن الخط الاحمر لسياستنا هو امتلاك الاسلحة النووية». وأضاف أن «الشيء الاكثر أهمية في الوقت الراهن هو وضع ايران على جدول أعمال مجلس الامن التابع للامم المتحدة لاظهار أن المجتمع الدولي لن يقبل اكسابها وضعا نوويا». الى ذك أكد نائب بارز في البرلمان الإيراني ان أغلبية واسعة في البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون، أيدت استئناف عملية تخصيب اليورانيوم وتستعد لبدء نقاش في هذا الصدد. وقال علاء الدين بروجردي رئيس اللجنة البرلمانية للأمن الوطني والشؤون الخارجية للصحافيين «المشروع يهدف الى إرغام الحكومة على استئناف عملية التخصيب ويحظى بتأييد 238 نائبا».