إجماع على اعتبار الاعتداء على حمادة محاولة لإعادة أجواء الفتنة إلى لبنان

صفير : ظننا أن القتل بتفجير السيارات أصبح وراءنا * مسؤول في «حزب الله»: اميركا واسرائيل هما المستفيدتان من هذه العملية

TT

شجب البطريرك الماروني نصر الله صفير محاولة اغتيال وزير الاقتصاد اللبناني المستقيل النائب مروان حمادة بواسطة سيارة مفخخة الاسبوع الماضي، واصفاً اياها بـ«المأساة»، مسشيراً الى ان هذه المحاولة «اعادتنا الى اجواء نحاول ان نتجاوزها».

في غضون ذلك، توالت المواقف الشاجبة لجريمة محاولة اغتيال حمادة التي سقط فيها مرافقه، غازي بو كروم، كما توالى توافد الشخصيات الرسمية والسياسية الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت للاطمئنان الى صحة حمادة.

البطريرك صفير حمد الله على نجاة حمادة. وقال في عظة ألقاها امس: «اضيفت البارحة الى المآسي التي نعاني منها منذ سنوات مأساة محاولة القتل بتفجير السيارات، التي كنا ظننا انها اصبحت وراءنا. وهو تفجير اعادنا الى اجواء نحاول ان نتجاوزها. وليس من لبناني يريد العودة اليها. ونحمد الله على نجاة معالي الوزير والنائب الاستاذ مروان حمادة. ونستمطر الرحمة على احد مرافقيه الذي لقي حتفه. ونسأل الله ان يجنب لبنان المخاطر».

واستقبل البطريرك صفير النائب فريد الخازن، الذي قال عقب اللقاء: «تداولنا في الاوضاع التي تمر بها البلاد خصوصاً اننا نمر في مرحلة صعبة وخطيرة جداً. ونحن ندين بشدة ما حصل من محاولة اغتيال لزميلنا مروان حمادة. ونعتبر ما حصل رسالة لكل القوى السياسية اللبنانية وللشعب والدولة اللبنانية، لأن قواعد اللعبة التي كانت سائدة في العام 1990 ولغاية 2004 والتي تسمى بمرحلة ما بعد الطائف، بدأت تختلف تماماً وبدأنا ندخل بقواعد مختلفة عما كنا نشهده. والسبب برأيي هو اعادة تأجج الصراع العربي ـ الاسرائيلي واستخدام الساحة اللبنانية لتكون ساحة صراع حقيقية».

اما نائب الامين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، فاعتبر ان اميركا واسرائيل هما المستفيدتان من هذه العملية». وقال امس: «ان من قام بذلك يريد ان يدخل لبنان في دائرة الفتنة الداخلية» ، متسائلاً عن التوقيت الذي جاء قبل صدور تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وفي اجواء الخلاف بين الموالاة والمعارضة والتمديد لرئيس الجمهورية. ورأى «ان دعاة الفتنة يريدون استغلال الوقت وتوجيه الانظار نحو سورية على اساس ان لبنان غير آمن في ظل الوجود السوري».

واعرب وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي عن ارتياحه «للالتفاف اللبناني ووحدة الموقف حيال محاولة اغتيال حمادة». وقال في كلمة القاها في احتفال بمدينة طرابلس امس: «ان الجريمة البشعة التي استهدفت النائب حمادة هي محاولة لزج لبنان في فتنة تعيده الى الوراء. ونود ان نعرب عن ارتياحنا للالتفاف اللبناني ووحدة الموقف والصيغة الجامعة التي التقت عليها مختلف الشخصيات اللبنانية. وانا اعتقد اننا بهذه الاجواء الايجابية الصحية وبمساندة القدرة الالهية خرجنا او نكاد من قطوع قاس ومن تجربة جديدة تضاف الى تجاربنا السابقة. وقناعتنا ان اعداء لبنان لن يتوانوا عن الاستمرار في محاولاتهم. والدور الكبير ملقى على عاتقنا جميعاً، مسؤولين وغير مسؤولين. اما المسؤولية الكبرى فهي تلك الملقاة على عاتق الحكم واهله، فدعونا لا نخرج من قطوع الانفجار المشؤوم ونسقط في افخاخ وازمات وشخصنة السياسة اللبنانية المحلية».

رفيق النائب حمادة في «اللقاء الديمقراطي»، النائب غازي العريضي الذي تحدث في احتفال تشييع المفتش العام المالي مالك هلال في بلدة قرنايل (المتن الاعلى) امس قال: «الوزير مروان حمادة الموجود في المستشفى نتيجة عدوان آثم وجريمة نكراء، لم تكن تستهدف شخصه فحسب، وهو احد ابرز الكفاءات اللبنانية السياسية والثقافية والاعلامية والوطنية، بل كانت رسالة الى كل واحد منا يؤمن بوحدة لبنان وحريته وديمقراطيته وبمسيرة السلم الاهلي التي كان لمروان حمادة ومالك هلال ولعدد كبير من الرفاق في الحزب والقوى الوطنية ومن جميع المخلصين في كل المناطق الدور الاكبر، ان من خلال اقرار اتفاق الطائف او السعي المشترك لتكريس المصالحات التي جرت في المناطق».

مطران صيدا وصور للروم الارثوذكس الياس كفوري ترأس امس قداس الاحد في كنيسة مرجعيون واستنكر في عظته «محاولة اغتيال (حمادة) رجل المواقف الوطنية». وقال: «ان هذه الجريمة كانت تستهدف الامن الوطني والوحدة الوطنية والاستقرار الذي ينعم به لبنان».

وزير الزراعة عضو قيادة حركة «امل» علي حسن خليل استنكر الجريمة. وقال: «ان هذه المحاولة الدنيئة استهدفت الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي في لبنان. وافضل رد عليها يكون في التماسك والوحدة الداخلية والالتفاف حول المؤسسات».

عضو قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب مروان فارس قال: «ان الاعتداء الذي حصل على النائب حمادة اعتداء على رمز من رموز الوطنية في لبنان. وهو قد ساهم مساهمة فعالة في انجاز اتفاق الطائف وكل الاتفاقات الامنية والسياسية التي ادت الى استتباب الامن والسلم الاهلي. وما محاولة اغتياله الا محاولة لاغتيال الامن الوطني في لبنان».

وقال النائب قاسم هاشم (حزب البعث): «ان الهدف من جريمة محاولة اغتيال النائب حمادة هو اثارة الفتنة والبلبلة. وايا تكن الادوات التي نفذتها فالمستفيد الوحيد هو العدو الاسرائيلي».

ودان النائب ياسين جابر «الجريمة النكراء». وقال: «ان العناية الالهية انقذت الصديق حمادة رجل الحوار والتواصل، فمن ينقذ لبنان وكيف؟».

وتلقى حمادة برقية تهنئة بنجاته من الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، دان فيها «اشد الادانة هذه العملية الاجرامية التي استهدفتكم واستهدفت امن لبنان واستقراره في اطار اشتداد الضغوط الاميركية والاسرائيلية عليه».